Part (15)

392 16 1
                                    

تسير في الشوارع بغير هدي ودموعها تجري كالأنهار علي وجنتيها، لا تدري ماذا تفعل وإلي أين تذهب، لقد تمزقت وأنهارت كل أحلامها، عقلها لا يستوعب ما سمعته، برأسها العديد من التساؤلات، ولا توجد إجابة، توقفت فجأة ونظرت حولها تشعر وكأنها بدوامة، متاهة لا فرار منها، تبكي بصمت ولكن صراخ قلبها لو كان يُسمع لأصاب جميع من حولها بالصمم.

"يقال عندما تفرح تذهب إلي أكثر شخص تحبه، وعندما تحزن تذهب إلي أكثر شخص يحبك"

كانت في أكثر لحظات حياتها ضعفًا وحزنًا، قادتها أقدامها وقلبها إليه، لا تدري ماذا ستخبره؟! كل ما تريده الآن أن ترتمي بين ذراعيه وتبكي فقط.

وصلت أخيرًا إلي مكتبه وشكلها مفزع من كثرة البكاء، رمقتها السكرتيرة باستغراب شديد بينما هي لم تبالي بنظراتها واتجهت نحوها قائلة بصوت بالكاد يُسمع:
سليم موجود؟

استغربت الفتاة لذكرها اسمه هكذا بدون ألقاب فهي لا تعرف هويتها.

اومأت الفتاة وقالت بنبرة رسمية:
موجود يافندم بس انا اسفة مش هينفع تشوفيه لانه مشغول جدا النهارده، تقدري حضرتك تحددي معاد و...

قاطعتها نور قائلة:
انا هدخله.

قالت أماني بجدية:
أسفة يافندم مش هينفع.

لم تبالي برفضها فهي لا طاقة لها بالجدال إطلاقًا، توجهت نحو مكتبه بصمت بينما صدمت من أماني من تصرفها فقالت وهي تحاول إيقافها:
يافندم استني مينفعش كده حضرتك.

وفي الداخل كان هو منهمك في عمله، قام بإغلاق هاتفه وأخبر أماني بإلغاء كل المواعيد وعدم السماح لأي أحد بمقاطعته.

فتحت نور الباب فأوقفتها أماني قائلة بحدة:
بعد إذنك استني هنا.

انتبه سليم لهم فترك الأوراق من يده ونظر ناحيتهم ليتفاجأ بوجود نور، وصدم أكثر عندما رأي وجهها الذابل وآثر الدموع علي وجنتيها.

خفق قلبه بعنف قلقًا علي صغيرته ولكنه تحكم في في مشاعره ونظر لأماني نظرة ذات معني"دعيها تدخل"
ارتخت قبضة أماني عن يدي نور، بينما نور تقف  وكأنها بلا روح، دلفت للداخل بعدما حثها سليم علي ذلك وأغلق الباب عليهما بالرغم أنه لا يفعل ذلك فهو لا يحق له أن يجلس معها بمفرده فهي لا تحل له إذن لابد من وجود محرم، ولكن قلبه أخبره أن الخطب جلل فأغلق الباب ليتمكن من معرفة ماذا أصابها وما الذي أتي بها إلي هنا.

جلس علي الكرسي المقابل لها، هي صامتة لا تتحدث تبكي فقط وهو ينظر إليها وقلبه يتمزق من الألم، أراد أن تبدأ هي الحديث وتخبره ما بها ولكن يبدو أنها لن تتحدث فعليه أن يبادر فالأمر ليس بهين إطلاقًا.

سألها باهتمام ونبرة متلهفة:
نور...مالك في اي؟

وكأنها كانت بانتظار كلمته لتنفجر باكية بشدة، بكت بكل ما أوتيت من قوة، صوت نحيبها وبكائها مزق قلبه، لا يدري ماذا بها ولكنه يود أن يضمها بقوة ويخبرها أن تهدأ وتكف عن البكاء فدموعها قادرة علي إشعال النيران بقلبه.

نـــورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن