Part (17)

364 18 2
                                    

نــور
Part 17

ارتبكت دانية بشدة فهي تعلم جيدًا أن نور هي من تتصل بها الأن، كانت في موقف لا تحسد عليه ولم تجد مخرج فأخرجت هاتفها من جيب سترتها وبالفعل لم يخب ظنها، إنها نور.

أجابت وقالت بصوت متردد:
ألو...أيوة يانور.

قالت نور:
أيوة يادندون انا وصلت المطار وخلصت كل الإجراءات وفاضل علي طيارتي ساعة بالظبط...المهم انتِ طمنيني عليكي الصداع راح ولا لأ؟

سمع صوتها أخيرًا، لقد اشتاق لسماع صوتها كثيرًا وأشتاق إليها أكثر، خفق قلبه بعنف وتمني لو أنها أمامه الأن.

لم تتلقي نور إجابة من صديقتها فاستغربت بشدة بينما دانية لم تكن تعرف بماذا تجيبها، هي فقط تنظر لـ سليم بشفقة وهي حزينة لفراقهما، فكلاهما يعشق الآخر وكلاهما لا يقوي علي هذا الفراق.

قطع هذا الصمت صوت نور وهي تقول:
الو...دانية روحتي فين يابنتي!

نـور!

كان هذا سليم، نطق اسمها أخيرًا فلقد اشتاق إليها حد الجحيم، لو بإمكانه لإزال كل العوائق التي تحول بينهما ولكن يبدو أن القدر يخبئ لهما الكثير من المفاجآت.

فأما هي فكانت في حالة يرثي لها، إنه هو! يا الله كم اشتاقت إليه، خفق قلبها بعنف كم تود لو أنها كانت بجانبه الآن، أغمضت عينيها بألم وهبطت دموعها علي وجنتيها.

لم يجد ردًا منها فقال:
نور...اللي انتِ  بتعلميه ده غلط هروبك مش حل.

قالت بنبرة شبة باكية:
أنا أسفة يا سليم...ارجوك سامحني.

قال سليم بغضب:
مش هسيبك تسافري يانور.

أغلقت هي الخط وأجهشت بالبكاء، فهي لا تريد الذهاب ولكن الحياة أجبرتها علي ذلك.

أما سليم فترك الهاتف وغادر مسرعًا لم يكترث بنداءات إيثار المتكررة، اتجه إلي سيارته وقادها بسرعة الريح ليصل إلي المطار في أسرع وقت ممكن، ولكن لسوء حظه كانت المسافة بعيدة بين منزل دانية والمطار.

وبعد مرور بعض الوقت في المطار، لقد حان وقت الرحيل كانت تسير وقلبها النابض باسمه يحاول أن يجعلها تبقي، تقدم قدم وتؤخر الآخري، تنظر خلفها لعلها تراه، تريد رؤيته لآخر مرة لعل رؤيته تستطيع إخماد نيران الحنين المستعرة في قلبها ولكن هيهات من قال أن نيران الحنين ستخمد بل ستزيد اشتعالا بالفراق.

دلفت للطائرة وجلست علي مقعدها المخصص وقلبها يصرخ بها أن تعود ودموعها تجري كالأنهار علي وجنتيها، يبدو أن تلك العبرات ستصبح رفقيتها المقربة فيما تبقي من عمرها.

وبعد مرور دقائق من إقلاع الطائرة توقفت سيارته أمام المطار، ترجل منها وهرول للداخل يبحث عنها كالمجنون ولكن هيهات فلقد غادرت، بحث كثيرًا ولم يجدها فعاد  يجر أذيال الخيبة مرة أخري.

نـــورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن