Part (25)

412 17 2
                                    


ارتبكت نسمة للغاية وودت لو أن الأرض تنشق وتبتلعها فلقد أيقنت أنه تم كشفها، كانت نور تلاحظ ارتباكها وتوترها وذلك العرق الذي يتصبب من جبينها فعلمت أنها كاذبة وقامت بخداع والديها، بينما نظرات شريف وداليا كانت عبارة عن سهام تخترقها، في البداية لم يشكوا بها وأقنعوا أنفسهم بأن ما حدث هو مجرد خطأ طبي ولكن ردة فعلها الان اثبتت لهما أنها تعلم الحقيقة ومع ذلك قررت خداعهم، كانت نسمة في موقف لا تحسد عليه، حاولت أن تخفي ارتباكها وتوترها الظاهرين كالشمس وقال وهي تتصنع عدم الفهم:
انا مين ازاي يا بابا!

رمقها شريف بنظرات ثاقبة وقال بسخرية:
بابا! انتِ لسه مصدقة نفسك ولا اي...كدبتي الكدبة وصدقتيها.

ابتعلت ريقها بصعوبة وقال بتوتر جليّ:
هو في اي يا بابا انا مش فاهمة أي حاجة؟

اقتربت منها داليا وقالت:
كل الايام اللي فاتت دي بنحاول نقنع نفسنا انا وشريف إن اللي حصل ده خطأ في نتيجة التحليل لكن رد فعلك دلوقتي اكبر دليل إنها لعبة منك.

لم تستطع نسمة أن تتكلم فلقد أبت الكلمات أن تخرج من بين شفتيها.

قال شريف بقسوة غير معهودة:
مين اللي وراكي...مين اللي زقك عليا...انطقي.

قال كلمته الأخيرة بصوت عالٍ نسبيًا فارتعدت فرائص نسمة فهي لم تعهده كهذا، لم تراه غاضب من قبل ولكن يبدو أنه ينطبق عليه قول "اتقي شر الحليم إذا غضب".

قالت داليا:
عملتي كده ليه...ده احنا من اول يوم دخلتي فيه البيت ده واحنا بنعاملك أحسن معاملة...بقي هو ده جزاء الإحسان...ما تتكلمي ساكتة ليه؟

قالت نسمة بخوف:
انا...انا..

صمتت نسمة فهي ليس لديها ما تقوله، ودت لو جاء أحدهم وخلصها من ذلك المأزق، اقترب منها شريف فهوي قلبها بين قدميها.

ابعد داليا عن طريقه ثم قال:
هي مش هتتكلم يا داليا.

ثم نظر لنسمة وقال بنبرة صارمة:
تطلعي تلمي حاجتك ومش عايز اشوفك هنا تاني واللي وراكي ومشاركك في اللعبة دي انا هعرف اجيبه بطريقتي...وانا اهو سبتك تمشي بهدوء وبدون شوشرة ولا بهدلة بالرغم إنك خدعتينا سنة واكتر لكن انا بردو هتعامل معاكي باخلاقي وهقولك نصيحة بلاش توريني وشك تاني لان ساعتها صدقيني هتندمي انك عرفتي واحد اسمه شريف الجندي.

اومأت برأسها عدة مرات بخوف ثم ركضت مسرعة من أمامه لتنفذ ما أمرها وترحل بسرعة، نظر شريف لنور التي كانت تتابع الموقف ولديها الكثير من الاسئلة، بمجرد النظر لوجهها تناسي كل غضبه وابتسم بحب ثم تقدم ناحيتها ووضع يده علي كتفها بحنو بالغ وقال:
تعالي بقي يا حبيبتي نطلع اوضتنا ونتكلم براحتنا انا وانتِ وماما لحد ما هي تمشي وتشوفي اوضتك و البيت كله.

اومأت نور بهدوء واتجهت مع والديها لغرفتهما.

بالأعلي كانت نسمة تضع ملابس بعشوائية في حقيبتها وتلعن حظها العثر الذي أوقعها في تلك الكارثة والآن خسرت كل شئ.

نـــورحيث تعيش القصص. اكتشف الآن