الحلقه العشرين
من روايه وهم الحب
بقلم الكاتبه/زينب علي الجناينيالتف الاربعه حول مائده طعام بسيطه ولكنها تميزت بالفخامه لانها من صنع يد "روفان" التي جلست بجانب "يحيي" كما جلست "نسرين" التي تأكل بشراهه علي عكس "نادر" الذي يلتقط الطعام بحرج بالغ تنحنحت "روفان" لتنظر لها "نسرين" هاتفه ببلاهه:
_اجبلك مياه يا "روفان"
شهيق اخذته "روفان" حتي يعطيها من الصبر قسطاً ربماً تفهم تلك الحمقاء ماذا تريد ان تخبرها ولكنها بكل غباء رفعت كتفيها للأعلي بلامبالاه ثم اكلمت طعامها.
ابتسم "يحيي" حين فهم ما يدور بعقل "روفان" لهتف بهدوء:انت مكسوف ولا ايه يا "نادر" ده بيتك
ابتسم "نادر" ابتسامه لا تليق سوا به لتجعله وسيم هادئ تطمئن له القلوب حين رؤيته:
_ابداً ده حتي الاكل يجنن تسلم ايد الي عمله
اسرع "يحيي" بوضع يده حول كتف "روفان" التي تمكث بجانبه مبتسمه هاتفاً:
_دي اول سفره تحضرها "روفان" من يوم ما اتجوزنا تخيل انك فتحتلي طاقه القدر
قهقه "نادر "ونسرين" التي ارتشفت الماء بكل غباء وسط نظرات "روفان" الغاضبه لها. ضغط "يحيي" علي يدها مشيراً لها ان لا بأس سيقوم بحل الموضوع ليهتف علي الفور:
_معلش يا "نسرين" ممكن تجيبي العصير من جوه نسيت اجيبه يمكن "نادر" يحب يشرب مع الاكل
اعترض "نادر" كثيراً وكانت للتتراجع "نسرين" الحمقاء عن النهوض ولكن اسرعت "روفان" بضيق:
_لا طبعاً روحي يا "نسرين"توجهت للمطبخ بينما اعتزرت "روفان" هي الاخري حتي تلحق بها هاتفه:
_مظنش انها هتعرف تجيب الكوبايات هروح اساعدها
لحقت بها في الحين بينما ابتسم "يحيي" بهدوء هاتفاً:
_علي فكره مش عايزك تتوتر احنا مبناكلش بنأدمين
ضحك "نادر" بصوته الرجولي العزب مردداً:
_انا خايف بس اعمل غلطه كده ولا كده "نسرين" تتصرف معايا
قهقهه "يحيي" بقوه حتي كاد ان يختنق بسبب الطعام الذي كان في فمه ليسرع "نادر" يناوله كوب من المياه التي توضع جانبه هاتفاً:
_مش كده يا راجل انت مستعجل علي موتي اووي كده
تناوله منه ليرتشف منه بعدما هدأ من نوبه الضحك
اما بالمطبخ دلفت مسرعه لتسحبها من زراعها هاتفه بضيق:
_قاعده تاكلي زي الجاموسه وسايبه الراجل ولا عارفه تعرفيه علينا ولا تفتحي اي مواضيع
وقفت تحك رأسها قليلاً تفكر بحديثها لتهتف بجديه:
_تصدقي عندك حق بس اعمل ايه يعني جعانه ومجاش في بالي
اسرعت "روفان" بحمل صنيه الاكواب بينما ناولتها زجاجه العصير هاتفه:
_قدامي يا انسه لما نشوف اخرتها معاكي ايهاستند علي حائط الغرفه كالذي كان بحرب واصيب بسهم وسط صدره، شعر ان قلبه يتمزق عيناه تزرف دموع بلا توقف لا يعلم اهذا لاجل صديقه ام لاجله هو، الذي عادت امامه الذكريات هي نفسها هل القدر يلعب معه لعبه دنيئه كهذه كيف له ان يتعرض اغلي اصدقائه الي ما تعرض له هو؟!
جسده الصلب الذي يحمل قوه لا مثيل لها اصبح ضعيف هاش حتي لسانه اصبح غير قادر علي نطق كلمه هرول إليه اياد الذي ما ان رأه يخرج من غرفتها حتي تقدم منه بلهفه بالغه هاتفاً:
_طمني يا فرحه كويسه
عيناه الرماديه التي تغلفت بطبقه رقيقه من الدموع عبرت له عن كم ما بداخله من اوجاع ولكنه تحامل حين وجد اياد يبتلع غصته بصعوبه وكأنه فهم ماذا يحدث ولكنه يرفض ذلك حتي يأكد له هو ليردف بعدما وضع يده علي كتفه:
_شد حيلك يا صحبي البقاء لله
خارت قواه بعد تلك الكلمات ليجلس ارضاً بتعب نفسي أرهقه يعرف ما شعور صاحبه الان يعلم بماذا يشعر وكيف يعاني يعلم كم الوجع والألم الذي ينهش في قلبه كأنه حيوان مفترس ليس له من الرحمه ولو ذره سمحت له عيناه بزرف الكثير من الدموع وهو يضع وجهه بين كفيه يستمع لنحيب صديقه الذي اسرع بالدلوف لها.
توجه اياد مسرعاً يزيل عنها الغطاء ليراها تنام بهدوء ويدها فوق بطنها المنتفخ وكأنها حتي بموتها تخشي عليه من الاذي نفض رأسه يميناً ويساراً يكاد يجن ليردف بأرهاق ليس جسدي وانما روحي فقد ارهقت روحه بل انسحبت وهو يستمع لتلك الكلمات اللعينه التي تفوه بها صديقه المقرب بهدوء جذب يدها وكأنه يحسها علي النهوض ولكن لا جدوي مما يفعل فهي لا تستجيب ليسمح اخيراً لدموعه وشهقاته بالخروج اخذ يصرخ بقوه وهو يترجاها بأنين ان تستيقظ وتذهب معه ولكنها لم تستجيب:
_"فرحه" قومي عارف انك زعلانه مني بس انا والله مش قصدي والله العظيم ما قصدي ازعلك انا كنت هصالحك كنت هقولك اني بحبك اووي ومقدرش علي زعلك والله بالله عليكي قومي متحرقيش قلبي انا مش قادر
تركته تركته وحيداً يحمل ألام لا حصر لها تمزقت روحه لكثره الوجع الذي نال منها في تلك اللحظه المفطره والمشبعه بالحزن عنيدته الصغيره تركت يده بكل قساوه تركته للأيام الموحشه من بعدها مؤلم ذلك الفراق مؤلم حقاً.
أنت تقرأ
وهم الحب بقلمي الكاتبه /زينب علي
General Fictionمسح دموعه بهدوء لينزل من السياره ظل يتمشي وكأنه يرتب افكاره بل يعيد ثباته وكأنه يخبر شوارع القاهره مدي عذابه دموعه تحكي لها كم جرح الان هل القدر يرد له ما فعله في الماضي هل هو تركها ليأتي دورها وتتركه ولكن عفواً هناك فرق فقد تركها وترك املاً علي ان...