الحلقه الثالثه والعشرون

959 23 2
                                    


للكاتبه/زينب علي الجنايني

تركها بصدمتها وتقدم للداخل هاتفه بسخريه:
_ايه يا أروي هانم مش هتقولي لجوزك اتفضل
ابتلعت لعابها بزعر وهي تغلق الباب وتستدير له برتباك لتهتف اخيراً:
_انت ايه الي جابك يا طارق.
ضحك وهو يفتح زر سترته ويجلس علي الاريكه واضعاً ساق فوق الاخري بغرور:
_انتي عارفه كويس انا جاي ليه يا أروي ثم أحتدت نظراته أكثر مكملاً:
_ليه هربتي.
طأطأت رأسها وهي تضغط بيدها علي اليد الاخري لا تعلم بماذا تجيبه هل تخبره انها تركته وهربت منه لسبب مجهول وانها لا تود البوح به ام تخبره بأنها بعدما ساعدها في التعافي من ادمان المخدرات عادت من جديد تتعاطي بها ام بماذا تخبره لتردف اخيراً بدموع:
_مش هتفرق يا طارق عملت كده ليه وانا قبل ما امشي مضيت علي ورق طلاقنا اظن كده انتهينا.
نهض من محله يتقدم منها بغيظ ليمسك بمعصمها يهزها بعنف صارخاً بها:
_ليه هربتي مني ليه خونتي ثقتي ليه رجعتي للزفت ده تاني ليه يا أروي انا غلطت معاكي في ايه فاكره لما كنا مخطوبين وغلطنا مع بعض متخلتش عنك واتجوزتك بعدها باسبوع واحد واتحديت الدنيا علشانك ووقفت معاكي في بدايه معرفتنا ببعض ودخلتك مصحه وعالجتك من الزفت ده قوليلي قصرت معاكي في ايه علشان تعملي كده اديني سبب واحد يخليكي تعملي كده.
ابتعد عنها تاركاً لمعصمها لتقع أرضاً وتنهار من شده بكائها هاتفه حين غطا كفيها وجها بأكمله:
_مغلطتش عارفه ووقفت معايا وساعدتني بس يا طارق واحده عقيمه مبتخلفش كنت عايزه اعمل ايه وانت ليل نهار بتتكلم عن ولادنا وازاي عايزهم شبهي رجعت اتعاطي تاني بعد ما عرفت اني هبقا عاجزه اني احققلك الي نفسك فيه واجبلك طفل انت بتتمناه انا مبخلفش يا طارق
اذداد بكائها وشهقاتها جعل قلب "فريده" التي تنصت لها ينقسم نصفين تود لو تركض لها تحتضنها فطوال المده التي مكثت معها بها لم تهتم لأمرها لم تسألها يوماً عن بها بل تفرغت لنفسها ولمشاكلها بل وحملتها معها اعباء ما يحدث معها لتنسحب للداخل تتركهم يكملو حديثهم حتي ينتهو تماماً.
انحني "طارق" وامسك يدها يرفعها معه ليهتف بهدوء مميت:
_تقومي تهربي مني ثم صرخ بحده:
_مفكرتيش فيا ممكن يحصلي ايه
دفعته بعيداً صارخه هي ايضاً:
_كفايه بقا يا طارق كفايه تفتكر لما مامتك كانت تعرف اني مبخلفش كانت موقفها هيكون ايه ولا انت وانا شيفاك كل جمله وكل كلمه جايب فيها سيره عيالنا اي ست لما ببتأخر في موضوع الحمل هي الي بتتحايل علي جوزها يروحو يكشفو مش العكس يا طارق فاكر خناقنا علشان اروح اكشف واشوف ايه المانع فاكر كل الكلام الي مامتك قالته وكل التقليح الي في الطالعه والنازله ومن مرات اخوك ومن الدنيا كلها حرام عليك انا بقيت بكره نفسي علشان مقدرتش علي حاجه في حياتي لتكمل حين مسحت دموعها بعنف:
_اسمع يا طارق انا مضيت علي اروق الطلاق قبل ما امشي يا ريت انت كمان تمضي والي بينا ينتهي انا مش هرجع تاني واظن بعد الي عرفته دلوقتي انت كمان واهلك مش هتكونو حابين وجودي.
اخرج من جيب سترته اروق من ثم ألقاها بوجهه هاتفاً بنبره سخريه:
_انا مضيت اوراق الطلاق قبل ما اجيلك يا أروي وعلي فكره انا مش هسيبك علشان انتي مبتخلفيش انا هسيبك علشان انتي انسانه ضعيفه مع اول مشكله في حياتنا لجأتي للزفت ده وكمان هربتي مش هضيع حياتي مع واحده ممكن اصحي من النوم في اي وقت القياها بتشم او هربت ليتقدم من الباب يفتحه ليجد امامه "فارس" لتزامنهم في وقفتهم امام الباب ألقي "طارق" نظره اخيره علي "أروي" القابعه بهدوء ودموع تنساب لا توقف من ثم "لفارس" الذي يعقد ما بين حاجبيه باستغراب مما يحدث،خرجت "فريد" تساندها قبل ان تسقط وتنهار بينما رمقته بنظره فهمها بالتأكيد حين هتف:
_هستناكو في العربيه.
رحل "فارس" بعدما اغلق الباب خلفه تاركاً فرصه لقلبها المجروح ان يفشي ما بداخله من ألم وعذاب حتماً سيكون بدايه لقدر وردياً جديد.

وهم الحب بقلمي الكاتبه /زينب علي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن