الحلقه الواحده والعشرون

937 29 3
                                    


دلفت للداخل تخطي خطوات هادئه عكس ما بداخلها من امور محيره للغايه، تنحنحت لعلها تلفت انتباه ذلك الذي يجلس منهمك بأعماله وكأنها نسمه هواء مرت وانتهي امرها، ولكنها تراجعت بشهقه حين وجدت نفسها في احضانه تجلس علي قدمه هامساً لها بهدوء مميت:
_حاسس بيكي من قبل ما تفتحي الباب.
عيناه الخضراء الداكنه جعلته أكثر وسامه وأكثر جاذبيه،لتتخلي اخيراً عن افكارها السامه وتترك العنان لعيناها ان تتعمق في النظر لخضرته العجيبه، تأملها بصمت وهدوء مخيف وهو يراها ساكنه بين زراعيه، تنظر له نظرات لوهله ظن انها هيام به، تلك القصيره ذات العقل المحدود لا تعلم انها تملك قلبه وكأنها بلعنه لا تزال ابداً، ولكن من جهه اخري يعلم انها مازالت لا تحبه ولا فقط معجبه به كما كان يظن في بدايه الامر انه مجرد خجل لعدم معرفتهم ببعضهم جيداً، ولكن احساسه كرجل حين تصبح بين زراعيه جعله متيقن ان يوجد اشياء غامضه لا يعلمها بعد، نظراتها المتفحصه لكل انش في وجهه جعلته مغيب ليميل قليلاً يقطف ورده من بستانها بهيام وانسجام تام بينهما.....
ايبتعد عنها حين شعر انها تختنق لانقطاع الهواء عنها بينما رفعت اناملها تشدد من قبضتها علي قميصه، من ثم مالت برأسها علي صدره بخجل وعقل مغيب تماماً عن كل الافكار، فسحر عيناه ولمساته الحنونه جعلتها فاقده للوعي لا تعي سواه، انظار صدع حتي تعود لوعيها حين هتف جانب اذنها برقه لا تليق بخشونه صوته:
_معاكي دقيقه تكوني خرجتي من هنا وإلا متلومنيش علي الي هيحصل واحنا مش في بيتنا يا حبيببتي.

انتفض جسدها وهي تترك قميصه وتنهض مسرعاً كمن لدغها عقربه سامه، لتتوجه تقف امام مكتبه تردف بتلعثم:
_الاكل جاهز....
واسرعت تخرج من الغرفه تحت نظراته المغرمه بها.

تقدم "يسين" من الباب يفتحه بحزر وملامح محتده، لانت مسرعه وهو يري "نسرين ونادر" يقفون امامه، اسرع يخبأ سلاحه الذي كان يمسك به خلف ظهره وهو يتحدث بثبات:
_اتفضلو
دلفت نسرين وتابعها نادر الذي صافح يسين بود هاتفاً:
_انا اسف اني جيت في وقت زي ده بس انا كنت محتاح اتكلم معاك ومع مدام روفان في حاجه ضروري.

"روفان"نسي امرها تماماً حين اخبرها ان تولج للداخل ولا تخرج مهما حدث الا حينما يأتي هو إليها ليشير له من ثم "نسرين" ان يجلسان:
_طيب اقعدو وانا هنادي "روفان" واجيلكم
وتقدم من غرفتها بخطوات هادئه كأنه يبعث لها رساله خاصه انهم مازالو في أمان،طرق الباب عده طرقات خفيفه لتجيب هي بزعر وقلب كاد ان يخرج من مكانه:
_م...مين
ابتسامه عاشقه اعتلت ملامحه ليخبرها بصوت منخفض حينما حثم امره في مداعبتها قليلاً:
_"روفان" افتحي بسرعه انا "يسين"
بمجرد ان استمعت لصوته هرولت تفتح الباب لتطل من خلفه بوجهه شاحب للغايه ودموع تلمع في عيناها جعلتها ساحره للغايه،اسرع يدلف ويغلق الباب مجدداً ليكمل بصوت حاول قدر الامكان ان يكون مرتبك:
_روفان" مفيش وقت لازم اهربك من هنا.
انسابت دموعها وهي تتأمله بهدوء عكس قلبها الممزق، ماذا يقول هل قال انها ستهرب الان ويواجه هو مصير مجرد من الرحمه وبمفرده، هل ستتركه؟ ولكن لما لا فهي تعلم وهو ايضاً ان ما بينهما مجرد خدعه لهولاء الخونه، ولكن لا تعلم انها خدعه لقلوبهم الذي توهمت انها ستدلف وتكون علي حافه العشق من ثم تخرج وكأن شىء لم يكن.
انتبه لشرودها ودموعها التي تشق طريقها علي وجنتها باستسلام تام لمصيرها لتجيب هي حين اخفضت بصرها عنه:
_مش هخرج من هنا غير معاك احنا بدأنا اللعبه سوا يبقا ننتهي منها سوا.
شعور سيطر علي جميع حواسه لا يعي من اين أتي، ليسرع إليها يضمها بانفاس متسارعه وكأنها حرب وانتهت بأقل الخسائر، لفت زراعيها حوله بتملك لاول مره تشعر به وهي تخبره بضياع:
_"يسين" متسبنيش
ابتعد عنها وهو يضم وجهه بين كفيه هاتفاً بحنان:
_مش هسيبك يا روح "يسين" انا معاكي.
منحو فرصه بصمتهم لعيناهم ان تتحدث عن الحب المدفون بينهما ان لم يكن لسانهم يمتلك الجرأه فعيناهم لديهم من الشجاعه من يكفي للبوح عن ما بداخلهم، طرقات خفيفه علي باب الغرفه جعلته يتركها ويبتعد عنها يخرج من الغرفه هاتفاً:
_نادر ونسرين مستنينك بره
رفعت احدي حاجبيها باستنكار هل كان يمزح معها حين جعلها تشعر ان الخطر يحاصرهم، ولكن هل مشاعرها وخوفها الشديد عليه مزحه بالنسبه له، تمكن الغضب من جسدها بالكامل وهي تخرج خلفه باندفاع:
_"يسيييين" انت ازا....
ابتلعت باقي كلماتها حين وجدته يجلس لجوار نادر ونسرين تقف امامهم تنظر قدومها لترمقه بنظره غاضبه خصوصاً بعد ان منحها اخري ماكره وابتسامه مستفزه تعتلي ثغره.

وهم الحب بقلمي الكاتبه /زينب علي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن