الفصل الثاني عشر

1.4K 65 7
                                    

تمتمت هزان بغضب" اذهب من هنا..حقير..نذل..ليلعنك الله" و بقيت واقفة في مكانها و هي تفرك ذراعها التي آلمتها جراء جذبه العنيف لها..عاد اوكتاي الى الجلوس مع الموجودين على مائدة الطعام..رمقه ياغيز بنظرة باردة و هو يرى تملقه للسيد الكبير و حركاته التي يريد من خلالها تثبيت نفسه وسط هؤلاء الكبار..اقترب مدحت من ياغيز و همس" لقد وصلتني أخبار جيدة من كل حرفاءنا و موزعينا..البضاعة على أعلى مستوى و الجميع ممنونون منا..و كالعادة..لم تخيب ظني و قمت بالجزء الذي يقع على عاتقك على أكمل وجه..أنت الشخص الوحيد الذي امنحه كل الثقة ..و أنت اهل لها يا صهري العزيز" هز ياغيز برأسه ثم سأل" و متى ستحررني من هذا القيد ؟ ألم تنتهي الفترة التي اتفقنا عليها؟ و متى ستعيد لي ما تبقى من أملاك العائلة؟" قطب مدحت جبينه و نظر الى ياغيز نظرة استغراب و شك ثم قال" لا افهم سبب الحاحك على هذا الموضوع..أنت خطيب ابنتي ..و ستصبح صهري الرسمي في غضون أسابيع..و تريد أن تتركني لوحدي بعد أن منحتك كل ثقتي..لماذا لا تستوعب بأنك أصبحت جزءا لا يتجزأ من هذه التجارة..بغض النظر عن طريقة دخولك فيها..ياغيز..ما دمت تحت حمايتي فلا تقلق..سيبقى امر هذه الصفقات سرا..و سأفي بوعدي و مقابل كل صفقة تنفذها اعيد لك جزءا من ممتلكات عائلتك..أرأيت كم أنت مميز عندي؟ المهم أن تبقى مطيعا و مهذبا و لا تخالف اوامري..هل هذا واضح؟" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و تجهم وجهه و اكتفى بهز رأسه دون ان يقول حرفا واحدا..رفع مدحت كأس نبيذه و قال بصوت عالي" نخب اجتماعنا هذا..و نخب زواج ابنتي ميلانيا القريب من عزيزي ياغيز" جاراه جميع الموجودين و رفعوا الأنخاب أما ياغيز فكان ينتظر بفارغ الصبر انصراف ضيوفه الثقال..

أنهى الضيوف طعامهم فوقف مدحت و هو يقول" عزيزي ياغيز..شكرا على هذه الاستضافة و على هذا الكرم..الجميع مدعوون الى حفل افتتاح فندقنا الجديد..فندق عائلة ايجمان ..بإدارة مشتركة بيني و بين ياغيز..ليكن مشروعا مباركا لنا" اخذ الموجودون يهنئون مدحت و ياغيز على المشروع الجديد ثم انصرفوا و بقي ياغيز واقفا بجانب البوابة يراقب ذهابهم..اقترب منه هاكان و سأل" سيدي..لماذا انت منزعج؟" تأفف ياغيز بضيق و رد بعصبية" لا أعلم الى متى سأكون قادرا على تحمل هذا الوضع المزعج الذي وجدت نفسي فيه منذ وفاة والدي..عائلتي و حياتي و رقبتي تحت رحمة مدحت الذي كنت أعتقد بأنه أقرب صديق لأبي..أشعر بالعجز و قلة الحيلة امام هذه القيود و الضغوطات..و أجد نفسي مجبرا على تنفيذ ما يطلبه مني خوفا على حياة عائلتي و سعيا الى استعادة أملاك أهلي التي بقيت رهينة لديه بعد ان خسر أبي كل شيء..يالله..الى متى سأتحمل ما يحدث..و الأدهى و الأمر أنه يريد تحديد موعد زواجي من ابنته في أقرب فرصة..كأنه لا يعلم بأنني مجبر على الارتباط بها" ربت هاكان على كتفه و هو يقول" أعلم ذلك يا سيدي..و أتمنى لو أنني أستطيع تقديم اية مساعدة لك..لكن مع الأسف..ستكون مضطرا لتنفيذ ما يطلبه منك الى أن تستعيد منه ميراث عائلتك الذي لا تعلم أختك عنه شيئا" مرر ياغيز يده على عنقه بعصبية و قال" سنرى الى متى سأكون قادرا على الصمود و التحمل..لأنني على وشك التمرد على كل شيء" ابتسم هاكان و همس" كأنني أعلم سبب رغبتك هذه في التمرد" ضربه ياغيز بخفة على كتفه و تحركا معا لكي يدخلا الى القصر..في غرفتها..تذكرت هزان ما حدث منذ لحظات..و رؤيتها لأوكتاي من جديد..ذلك الحقير الذي لم يكتفي بسلبها املاك عائلتها ..بل عاد ليظهر أمامها و يطلب منها العودة اليه مقابل اعادة ميراثها لها..تكرهه و تكره نفسها لأنها منحته الفرصة لكي يستغلها و يسخر منها..لكنها لن تسمح له بأن يكرر ما فعله معها مرة أخرى..و لا بأن يعود الى حياتها مقابل أي شيء كان..حتى و لو كان تركتها من أهلها..و التي تعني لها الكثير..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن