الفصل السادس و العشرين

1.2K 52 13
                                    

كانت هزان قد أخبرت يلدز و فولكان بأنها كانت مخطوفة من قبل خطيبها السابق أوكتاي و بأنها استطاعت الهرب منه بأعجوبة..لم تخبرهم بشيء عن مدحت او عن تجارة المخدرات و لا عن علاقتها بياغيز..كانت تخير بأن تترك له القرار ..ان كان يريد ان يخبرهم فسيفعل..و الا فإنه سيخفي الأمر عنهم..تفاجأت يلدز بما ترى..و كذلك فعل فولكان..كانا يحملقان في هاذين المتعانقين..هاذين اللذان كانا يتشاجران طوال الوقت و يستفز أحدهما الآخر دون توقف..هاذين اللذان كانا لا يجتمعان في مكان واحد الا و حدث شجار و مناقرة..كانا في عالم آخر..لا يريان ما حولهما..و لا من هم حولهما..كانت هي تدفن رأسها في صدره و كان هو يضع انفه في شعرها..كانا متعانقين بلهفة عاشقين طال فراقهما و حرمانهما من بعضهما..كانا يترجمان كل المشاعر الجياشة التي يخفيانها داخلهما بالتحام جسديهما و اغماضهما لعيونهما و ذوبان أحدهما في الآخر..نظر فولكان الى يلدز كأنه يسألها ان كانت تعلم شيئا عما يحدث لكنها زمت شفتيها بإنكار..لامس ياغيز وجه هزان و هو يسأل بقلق" هل انت بخير؟ هل آذاك ذلك الحقير؟ هل فعل لك شيئا؟ و أين هو الآن؟ كيف نجوت منه؟" ابتسمت هزان و ردت و قد غزى اللون الاحمر خديها" لا تقلق..أنا بخير..سأخبرك فيما بعد" ثم التفتت الى يلدز و فولكان كأنما ليفهم بأنهما ليسا لوحدهما..قال" أعلم بأنكم تستغربون ما ترونه..لكنني لن أخفي عنكم شيئا بعد اليوم..سأروي لكم القصة بالتفصيل..يجب أن تعرفوا كل شيء" نظر اليه فولكان و سأل" مالامر خالي؟ مالذي تخفيه عنا؟" جلس ياغيز و اجاب" سأخبركم بالتفصيل ..من حقكم أن تعرفوا اكثر عن حياتنا و تجارتنا و علاقتنا بمدحت..و كذلك عن علاقتي بهزان..و اتمنى أن تستمعوا الي دون مقاطعة" و راح ياغيز يحدث يلدز و فولكان عن التركة الثقيلة التي تركها لها ابوه..عن الاملاك المرهونة لدى مدحت..عن تجارة المخدرات..عن تهديدات مدحت و ليندا..و عن علاقته بهزان..

كان فولكان يسمع كلام خاله و هو يفرك أصابعه ببعضها ..ينظر تارة الى هزان و طورا الى ياغيز..و ما ان انهى خاله كلامه حتى انتفض واقفا و قال بعصبية" هكذا اذا..أحدكما يعشق الثاني و أنا آخر من يعلم..لماذا لم تخبراني؟ خالي..كنت أحدثك عن مشاعري تجاه هزان..فلماذا لم تخبرني عن مشاعركما المتبادلة؟ لماذا تركتني اعيش حبا واهما من طرف واحد؟ و انت هزان؟ أنت وضعت لي حدا..نعم..و اخبرتني بأننا لن نكون الا أصدقاء..لكنك لم تلمحي لي و لو مجرد تلميح بأن هناك حبا بينك و بين خالي..كيف تفعلان هذا بي؟ لو اخبرتماني لكنت اوقفت هذا الهراء الذي قمت به..لو كنت أعلم بأنكما تحبان بعضكما الى هذه الدرجة لكنت ساندتكما و كنت لكما الداعم الأول..فليس اجمل من أن يكون الحب متبادلا..أما تلك المشاعر التي اوهمت نفسي بها فلم تكن سوى سوء فهم و سوء تقدير..هزان..أنت صديقتي المفضلة..و معك حق عندما أخبرتني بأننا لن نكون الا اصدقاء..و انت يا خالي..أنت لست مجرد خال بالنسبة لي..انت أب ايضا..و شخص أكن له كل الحب و الاحترام..و سعادتك هي سعادتي..أتمنى لكما كل السعادة ايها العاشقان" وقف ياغيز و عانق ابن اخته بحب و هو يقول" و انت كنت و ستظل بمثابة الابن و الاخ الاصغر بالنسبة الي..أحبك يا صغير" نظرت يلدز الى ابنها بحزن فوضعت هزان يدها على يدها و سألت" مالامر؟ فيم حزنك هذا؟ هل ساءت علاقتكما من جديد؟" ردت" لا..لكنه قرر أن يسافر الى لندن..لم امنعه..و وافقت على ذلك..لكن قلبي يتمزق عندما أعلم بأنه سيذهب و يتركني" قالت هزان" اسمعي يلدز..لقد اتخذت القرار الصائب..لم يكن يجب عليك أن تمنعيه..و الا لكنت خسرته لا سمح الله..دعيه يذهب..سانديه و ادعميه..و هو لن ينساك..كوني واثقة من ذلك..ابنك يحبك كثيرا..و سيأتي بين الحين و الآخر لزيارتك" هزت يلدز برأسها و قالت" أتمنى ذلك" نظر اليهم ياغيز و قال" بما أن الجميع مجتمعون..و بما أن الامور صارت مكشوفة بيننا..فإن هناك أمرا آخرا اريد أن أخبركم عنه" سأل فولكان" و ما هو؟" التفت ياغيز الى يلدز و قال" هناك عريس يريد طلب يد يلدز"

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن