الفصل الحادي و الثلاثون

1.2K 43 3
                                    

عاد ياغيز الى القصر صحبة هاكان ..كانت ابتسامة رضا تعلو وجه ياغيز بعد أن استطاع اثبات براءته و لم يبقى أمامه سوى أن تشفى هزان لكي يخبرها بالحقيقة..قال هاكان" الحمد لله..لقد رأيتك تبتسم ياغيز..لم يبقى سوى أن تستعيد هزان عافيتها و نزوجكما" تنهد ياغيز و قال" ان شاء الله..هذا كل ما أتمناه أساسا..و أنت..لا أستطيع ايفاءك حقك من الشكر..لقد فعلت المستحيل لأجلي..و ساعدتني على اثبات براءتي..شكرا جزيلا لك هاكان..لم اندم يوما على اعطاءك ثقتي الكاملة..أفكر بأن نقيم زواجا ثنائيا بمجرد أن تستعيد هزان عافيتها..ما رأيك؟" ابتسم هاكان و رد" سيكون ذلك رائعا حقا..و ستسعد يلدز بذلك كثيرا" وصلا الى غرفة هزان التي كانت مغلقة و لا يستطيعون رؤيتها سوى عبر النافذة الزجاجية الخارجية..وجدا يلدز تجلس هناك و ترفع يديها بالدعاء..أما هزان فكانت تغمض عيونها و جسدها يختلج من لحظة الى أخرى بسبب الحرارة التي ما أن تنخفض حتى تعود الى الارتفاع من جديد..وقف ياغيز أمام الزجاج و وضع يديه عليه..همس بصوت حنون" هزان..حبيبتي..افتحي عيونك و انظري الي..و لو للحظة واحدة..لتري دليل براءتي..لكي أخبرك بأنني لم أخنك و لن أفعل ذلك أبدا..لكي تحدثك عيوني عن حبي الذي لم يعد قلبي كافيا له..أرجوك حبيبتي..لقد اشتقت اليك..تنظرين الي..تبتسمين الي..تتحدثين و تضحكين معي..تستفزينني..تعاندينني..اشتقت الى كل شيء فيك هزان..اشتقت اليك كثيرا و لم أعد قادرا على تحمل ابتعادي عنك و حرماني منك..لقد تعبت هزان..تعبت كثيرا من دونك" تململت هزان في سريرها ثم فتحت عيونها على مهل..التفتت الى حيث وقف ياغيز و تعلقت عيونها الدامعة به..لمعت الدموع في عيون ياغيز و أخذ يمرر يده على الزجاج و كأنه يلامس وجهها هي و يتحسس ملامحه..ثم تمتم بصوت خافت" لا..لن أستطيع..هذا يكفي..ان كنا سنعيش فلنعش معا..و ان كنا سنموت فلنمت معا" ثم اندفع نحو الغرفة..فتح الباب و دخل ..اقترب من هزان ..قبل جبينها ثم طبع بشفتيه قبلة حنونة على شفتيها..همست بصوت ضعيف" لماذا فعلت هذا؟ ألا تخشى أن تصيبك العدوى؟" ابتسم ياغيز و أجاب" لا..أريد أن تصيبني العدوى..أريد أن أشاركك في كل شيء..حتى في المرض..لن أقف هناك خلف الزجاج مكتوف اليدين..أراقبك بعجز و لا أستطيع أن ألمسك أو أكلمك..ان كان سيصيبك شيء فأريد أن يصيبني أنا أيضا..أحبك هزان..و بالمناسبة..أنا لم أخنك..لقد أحضرت معي دليل براءتي..تعالي لنشاهده معا"

نظرت هزان الى ياغيز و قالت" لا داعي لذلك..أعلم جيدا بأنك تحبني أنا و ما فعلته الآن هو أكبر دليل على ذلك..أن لا تخشى الموت أو أن تصاب بالعدوى بسببي و بسبب مرضي فهذا أكبر اثبات على الحب..لا أحتاج شيئا آخر أبدا..ياغيز..أنا أحبك..و أريد أن أشفى بسرعة لكي أكون زوجتك و أهبك كل حبي و كل حياتي..فأنت أهل لهذا..و لا يستحقه أي رجل آخر غيرك أنت" قبلها ياغيز من جديد ثم قال" هيا حبيبتي..تماسكي و عودي الي بسرعة..لكي نقيم زواجا ثنائيا..أنا و أنت..و هاكان و يلدز..و لنكن سعيدين حتى نهاية حياتنا" ابتسمت و قالت" هذا كل ما أريده..أن نعيش معا و بسعادة الى الأبد" قطع دخول الطبيب كلامهما..نظر الى ياغيز و سأل" سيد ياغيز..ماذا تفعل هنا؟" أجاب" أنا في مكاني الطبيعي..بجانب حبيبتي..و لا تحاول اخراجي من هنا لأنني لن أفعل" ابتسم الطبيب و قال" تمام..لن أخرجك..لكن من واجبي كطبيب أن أحذرك من اصابتك بعدوى الحمى..اذا حدث هذا فستكون طريح الفراش بجانبها..ليكن في علمك" أمسك ياغيز يد هزان و قال" و أنا راض بذلك" اقترب الطبيب من هزان..أخذ يفحصها و يقيس درجة حرارتها تحت نظرات ياغيز المتلهفة..ابتسم الدكتور و قال" تهانينا ..هناك بوادر تحسن كبير..درجة الحرارة في انخفاض ملحوظ و جسم هزان يتجاوب بسرعة مع العلاج" هتف ياغيز بسعادة" هذا رائع..الحمد لله" اضاف الطبيب" سنواصل تطبيق العلاج خلال الأربع و العشرين ساعة القادمة..و على أساس تجاوب هزان معه و نسبة شفاءها..يمكننا عندها بأن نعلن عن تجاوزها لمرحلة الخطر" قطبت هزان جبينها و سألت بقلق" و ياغيز؟ أيعقل أن تصيبه العدوى؟ أليس هناك مضاد حيوي أو مصل تعطيه له لكي تحميه؟" رد الطبيب" لا تقلقي هزان..سنعطيه حقنة مصل و سنبقيه تحت المراقبة..و نتمنى أن تسير الأمور كما نبتغي" مرر ياغيز أصابعه على وجه هزان و قال" لا داعي للقلق حياتي..لن يصيبني شيء ..ما دمت أنت بخير..فأنا سأكون بخير..أنا هنا معك..و بجانبك..يدي تمسك يدي..أستطيع أن ألمسك و أحادثك و أقبلك..فماذا أريد أكثر من ذلك" قالت هزان" لكنني خائفة عليك" قبل ياغيز جبينها بحنان و قال" لا تخافي..ما دمنا معا فلن يصيبنا مكروه..المهم ألا تترك يدك يدي" نظرت اليه و همست" أحبك ياغيز" رد" و أنا أيضا هزان" سمعا صوت طرقات على الزجاج فالتفتا الى حيث كانت يلدز و هاكان يقفان هناك..كانا ينظران اليهما بقلق..هز ياغيز اليهما برأسه و غمزهما لكي يطمأنهما أنهما بخير..ابتسمت يلدز و أمسكت يد هاكان الذي كان يعانقها بحب..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن