الفصل الحادي و العشرين

1.1K 50 5
                                    

في قصره..كان ياغيز قد ترجل لتوه من سيارته المرسيدس السوداء و القلق باد على وجهه..اعترضه فولكان و سأل بعصبية" خالي..أين هزان؟ هل صحيح ما أخبرني به الحراس؟ هل عادت حقا الى تركيا؟ " نظر ياغيز الى ابن أخته و رد" نعم..لقد غادرت في الصباح الباكر" قال فولكان بعصبية" و لماذا ذهبت دون ان تودعنا؟ و كيف تقطع علاج أمي؟ هل اخبرتك بشيء ؟ هل ضايقها احد او ازعجها؟ " رفع ياغيز يده ليقاطعه و قال" فولكان..لو سمحت..لا تسألني عن أي شيء..لقد قررت فجأة أن تعود من حيث أتت..توقف عن طرح أسئلة لا أملك اجابتها" و تجاوزه الى الداخل..اتجه الى غرفة اخته..فتح الباب و دخل..كان الأكل في مكانه كما وضعته الخادمة ..سألها" لماذا لم تأكلي؟" ردت" لا اريد..ولماذا تهتم بي؟ ألا يجب ان اموت بعد ما عرفته عني؟ ألست معاقبة و مسجونة في غرفتي؟" مرر ياغيز اصابعه بعصبية خلال خصلات شعره و رد" يلدز..أنت تعلمين بأن ما فعلته لا يغتفر..لكن هذا لن يغير حقيقة بأنك أختي و بأنني أحبك ..و واجبي أن أهتم بك و بصحتك..لا تخلطي الامور ببعضها" نظرت يلدز الى اخيها و قالت" و أنا ايضا أحبك كثيرا..و آسفة لأنني خذلتك و تسببت في مشاكل كثيرة..لكن أقسم لك بأن ذنبي الوحيد هو أنني وقعت في الحب..و انجر على ذلك فقداني لتعقلي و لتفكيري بمنطقية..سامحني أخي..أرجوك" اخذ ياغيز يذرع الغرفة جيئة و ذهابا دون ان يجد كلاما يقوله لها..سألته" هل تعلم مالذي دفع هزان للمغادرة فجأة؟ هل حدث بينكما أية مشكلة؟" رد" المهم أنها تركت لك توصيات العلاج ..واصلي على نفس خطة العلاج..و اياك ان تهملي صحتك..هذا هو المهم..تستطيعين الخروج من غرفتك..أنت لست مسجونة..افعلي ما تشاءين..المهم ألا تفعلي شيئا يؤذيك او يؤذي سمعة العائلة..لو سمحت" وقفت يلدز و اقتربت منه ..مدت يدها نحوه تلامس كتفه ..نظر اليها للحظة ثم ابتعد عنها..

في حبسها..وجدت هزان نفسها تتذكر ياغيز رغما عنها..تذكرت مشاجراتهما المتكررة و طريقتهما الاستفزازية في الكلام معا..تذكرت المرة الاولى التي تحدثا فيها معا دون شجار و المشاعر التي ولدت بينهما دون ارادة منهما..تذكرت طريقته المميزة في التقبيل و المغازلة ..خفق قلبها بشدة و أغمضت عينيها و هي تتخيله أمامها..لكن سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها و هي تتذكر تلك الخيبة التي اورثها اياها..لعنت نفسها من جديد و أخذت تفكر ..و وجدت بأنها ترجح أن يكون من خطفها هو واحد من اعداء ياغيز..او ربما واحد من المتضررين من تجارة المخدرات التي يقوم بها..لم تستطع ان تبحث له عن اعذار او مبررات لذلك..فتجارة السم القاتل ذاك نهايتها وخيمة ..و قد تؤذيه و تؤذي عائلته و أحباءه..

في غرفتها..تلقت ليندا اتصالا من اوكتاي..قالت" ألو ..لا بد بأن لديك اخبارا جيدة تسمعني اياها" صاح بها اوكتاي" عن أية اخبار جيدة تتحدثين؟ أين ذهبت هزان؟ كان من المفروض أن أتدخل و أنقذها من رجال زوجك الذين يريدون قتلها..و بذلك أكسب ثقتها من جديد و تقبل أن تعود الي..لكنني لم اجدها..هزان مختفية..أيعقل بأن تكون عادت الى تركيا؟ و من ساعدها على السفر؟ هل انت متأكدة بأن رجال زوجك لم يقتلوها؟ اكاد أجن" رفعت ليندا حاجبها استغرابا و قالت" أنا متأكدة بأن رجال مدحت لم يقتلوها..ابحث عنها و أنا سأفعل نفس الشيء..و سنجدها..هذا اكيد..سأتأكد ان كانت قد سافرت او لا..و سأخبرك" قال" تمام..انتظر اتصالك" رمت ليندا الهاتف على السرير و جلست و هي تفكر فيما حدث..كانت قد علمت من جاسوسة لها في القصر بأن هزان علمت بأمر المخدرات و بأنها تشاجرت مع ياغيز و قررت ان تعود الى تركيا..فأخبرت مدحت بذلك و جعلته يصدق بأن هزان هددت بأن تبلغ الشرطة عنه و عن ياغيز لذلك قرر تصفيتها و قتلها قبل ان تتمكن من ذلك..و من جهة اخرى..اتفقت مع اوكتاي بأن يظهر هو في صورة البطل المنقذ لهزان من الموت فيستعيد ثقتها و حبها و توافق على اعادة المياه الى مجاريها بينه و بينها..لكن الخطة فشلت و سقطت كل مخططاتهم في الماء..
في المكان المجهول..فتحت هزان الثلاجة فوجدت انواعا مختلفة من الأكل و المشروبات و الفاكهة و الغلال..كان الشخص الذي يحتجزها هنا يعلم جيدا بأنها ستبقى هنا لفترة طويلة..لذلك جهز الثلاجة بشتى انواع الأكل..أخذت موزة و كأسا من العصير و جلست تأكل بعد ان شعرت بجوع شديد..لقد مر اكثر من ثلثي اليوم دون ان يظهر احد أمامها..و الأغرب انها وجدت حقائب ثيابها في احدى غرف المنزل..نظرت الى ساعتها فوجدت انها تشير الى السادسة مساءا..سمعت فجأة صوت مفاتيح تفتح الباب..وقفت و امسكت سكينا في يدها..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن