الفصل الثاني و العشرين

1.1K 44 4
                                    

صمت ياغيز قليلا و هو ينظر الى وجه هزان التي بدت و كأنها تعيش معركة داخلية بين تصديقه و عدمه..أضاف" هزان..أعذر عدم تصديقك لي..لكنني اقسم لك بأنني مجبر على ما افعله..قدومك الى هنا و ظهورك في حياتي قلب كل الموازين و سارع رغبتي في تغيير كل شيء و في قلب الطاولة على مدحت..أحببتك..بكل قلبي و بكل جوارحي..و أردت أن اتخلص من الماضي الأسود لكي أكون رجلا يليق بك..رجلا يستأهل حبك و يضعك على رأس اولوياته..رجل يحترمك و يدللك و يكسب ثقتك..رجل لا يكسر ثقتك به و لا يكذب عليك..أتذكرين ذلك التغطرس و ذلك الغرور الذي كنت عليه..كله من مخلفات عجزي و ضعفي و قلة حيلتي..أردت ان اعوض عن ذلك الاحساس المقيت بالعجز عن استرجاع ما هو ملك لعائلتي..و عن تبعيتي لمدحت و خضوعي له و لشروطه الظالمة..موجع ان تجدي نفسك في موقف كهذا..أنت وقعت في موقف مشابه..و فقدت ميراث عائلتك بسبب رجل حقير..لا بد بأنك تفهمين ما أقوله..اعتذر لأنني ذكرتك بذلك لكنني اردتك فقط أن تصدقيني..في داخلي شعور سيء بأنني رجل فاشل و عاجز و قليل الحيلة..رجل لا يستطيع أن يتخلص من الحبل الملفوف حول رقبته و الذي يشده نحو الهاوية..حبي لك هو من حرض رغبتي في التمرد على كل شيء و قطع كل علاقة لي بالماضي..أردت أن افتح صفحة جديدة في حياتي..نكون فيها أنا و انت فقط..و عندما أعلمت مدحت بقراري أن أنسحب من تجارة المخدرات و أن اقطع علاقتي بميلانيا هددني بأن يسلمني الى الشرطة و ان يفضح علاقة اختي بهاكان امام سكان الجزيرة و بأن .." نظرت اليه هزان بتساؤل عندما صمت فجأة فقال" هددني بأن يقتلك..وجدت نفسي عاجزا من جديد..و ازداد الحبل التفافا حول رقبتي حتى كاد يخنقني..لذلك اخبرتك بأن ننفصل و بأن يذهب كل منا في طريقه..اردت ان ابعدك عني و ان أبقيك بأمان..خوفي عليك كان أكبر من أي شيء..و قررت أن أماطل مدحت و أسايره الى ان اجد حلا..و بعد ذلك..عرفت انت كل شيء..و لا ادري من اين علم مدحت بذلك و بكلامك عن تبليغ الشرطة..فقرر قتلك..و عندما علمت بذلك..سبقتهم اليك و أخفيتك هنا..هذا كل ما حصل..هزان..أقسم لك بأنني أخبرتك بالحقيقة كاملة..و أتمنى من كل قلبي ان تصدقيني..لأنني أحبك حقا" بقيت هزان في مكانها تفكر في كلامه..تفرك أصابع يديها ببعضها و تهرب بعيونها بعيدا..اقترب منها ياغيز و امسك يديها بين يديه ثم قال بصوت حنون" هزان..عشقي..قولي شيئا..لا تصمتي هكذا..صمتك هذا يخيفني..انظري الي..عيوني تخبرك بحبي الصادق لك..و كل ما في يفعل ذلك..أرجوك هزان..افعلي ما تريدين..أعدك بأنني لن أمنعك حتى و لو قررت ان تبلغي الشرطة"..

رفعت هزان عيونها نحو ياغيز و قالت" لا..لن أفعل..لن ابلغ الشرطة..ياغيز..أنا اعرف مدى حبك لعائلتك و خوفك عليها..لذلك اصدق بأنك قادر على فعل أي شيء من اجلهم..و خسارة أملاك العائلة مع الاحساس بالعجز عن فعل شيء شعور مقيت و موجع حقا..لذلك أصدقك..و أصدق كل كلمة قلتها لي..أنا غضبت منك في البداية لأنك كذبت علي و خنت ثقتي التي حاولت ان ابنيها على انقاض خيبتي السابقة..لكن حبي لك لم يتأثر و لم يقل..بل على العكس..عندما تجاوزت بوابة القصر أحسست لوهلة بأنني اترك روحي خلفي..و بانني أغادر جسدا فقط..أحبك ياغيز..أحبك بكل جوارحي..و حبك هو من اعاد للحياة معناها..و من أخرجني من الظلمة التي كنت احبس نفسي داخلها..وجودك معي يعطيني احساسا بالأمان..و نفس الشعور تحس به عائلتك..لذلك لا تشعر بأنك عاجز او فاشل..انت لست كذلك ..على العكس..أنت تحمي عائلتك بكل ما اوتيت من قوة من أي اذى قد يصيبها..و انا أحترم هذا فيك" لامس ياغيز وجهها بأصابعه و قال" هل سامحتني حياتي؟" اجابت" نعم..من كل قلبي..لكن" صمتت فجاة فسأل" لكن ماذا؟ " ردت" مدحت..كيف ستتخلص منه؟ انه رجل خطير و يستطيع ان يؤذيك و يؤذي عائلتك" ابتسم و قال" لا تقلقي حبيبتي..كما اخبرتك سابقا..سأسايره و اماطله الى أن اجد له ثغرة أمسكها عليه"

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن