الفصل الخامس عشر

1.5K 57 5
                                    

في غرفتها..احتضنت هزان وسادتها و هي تبتسم بسعادة..ما عاشته منذ قليل يشبه الحلم..أن تكون مع ذلك الرجل الذي خافت منه في السابق..و تخاصمت معه..و استفزها و استفزته..و صفعته جزاءا لوقاحته و كلماته المتغطرسة..و ذلك الرجل الذي عشقته رغم معرفتها بأنه مرتبط بأخرى و رغم كل صفاته السيئة..اغمضت عينيها و استعادت في ذاكرتها تلك اللحظات المجنونة التي عاشتها بين ذراعيه..دفء انفاسه الملامسة لبشرتها..طعم قبلاته المحمومة التي تذهب عقلها..لمسات أصابعه على جسدها و كلماته العاشقة التي تربك دقات قلبها و تفقدها توازنها..ضمت يديها بقوة و تمنت من كل قلبها أن تجتمع به و أن يكونا معا دون حدوث أية مشاكل ..في الصباح..استيقظت هزان باكرا و الابتسامة لا تفارق وجهها..ارتدت فستانا خمريا طويلا معرقا بخيوط فضية و مكشوف الكتفين ..اطلقت شعرها الطويل على كتفيها و زينت عنقها بعقد فضي جميل..كانت تبدو كالغجريات بشعرها الطويل المتماوج و عيونها السوداء الواسعة و فستانها الطويل..نزلت الدرج و هي تركض كطفلة صغيرة لا تقوى على اخفاء سعادتها..ثم دخلت الى غرفة الطعام حيث كان الجميع في انتظارها..قالت بنبرة موسيقية" صباح الخير للجميع" ابتسم ياغيز و رمقها بنظرة خاطفة ذات معنى ثم اجابها كما فعل البقية" صباح الخير" ..سحبت كرسيها و جلست بجانب فولكان الذي قال" هزان..اريدك في حديث ضروري بعد الفطور" هزت برأسها و أجابت" بكل تأكيد" التقت عيونها بعيون ياغيز التي عجزت عن اخفاء فضوله و غيرته عليها..غمزته هزان بخفة دون ان ينتبه لهما احد ..فابتسم و ارتشف رشفة من قهوته..نظرت هزان الى يلدز و قالت" كوني مستعدة لمرحلة جديدة من العلاج..سننتقل الى السباحة و تقوية عضلات الساقين" ابتسمت يلدز و قالت" أنا جاهزة" نظر ياغيز الى فولكان و قال" فولكان..كن حريصا على ألا يكون هناك حرس حول المسبح..ليقفوا في الخارج و ليغلق الباب على يلدز و هزان..ليكونا على راحتهما و لا يزعجهما احد" هز فولكان برأسه و رد" تمام خالي" ..انهى ياغيز فطوره و وقف ..مر من خلف هزان فتعمد ملامسة كتفها العاري بأصابعه ثم خرج..

سرت رعشة في جسد هزان جراء ملامسة ياغيز لبشرتها..و كادت تغص بلقمتها..شربت الماء و هي تبتسم..انهت فطورها و خرجت الى الشرفة صحبة فولكان الذي كان الاضطراب باديا عليه..نظرت هزان الى ياغيز الذي ركب سيارته المرسيدس و غادر لتوه..القى نظرة عليهما قبل ذلك فالتقت عيونه بعيون هزان ..تكلما دون كلمات..عبرا عن شوقهما و حبهما و جنونهما ..و قلقهما ربما..فهو ذاهب نحو المجهول لأجلها..و هي تجهل حقائق أخرى عنه من شأنها أن تنهي كل شيء ..بعد ذهابه..نظرت هزان الى فولكان و سألت" مالأمر فولكانو؟ فيم تريد الحديث معي؟" اتكأ فولكان على الحاجز الحديدي للشرفة و اخذ يفرك يديه ببعضهما..ربتت هزان على كتفه و اضافت" اراك متوترا و قلقا..أنت تعلم بأنك تستطيع اخباري بكل شيء..قل و لا تتردد" رفع فولكان عيونه نحوها و قال بصوت مبحوح" هزان..لا أعلم ان كنت ستتقبلين مني ما سأقوله لك..لكن صدقي بأنني أنا نفسي أستغرب مما أحسه..وجودك في حياتي أعطاها طعما مغايرا و جعلني أقف بثبات أمام كل مشاكلي..لقد منحتني قوة و ثقة و دعما و مساندة..لذلك صارت لك مكانة مهمة في حياتي..هزان..أشعر بأن مشاعري تجاهك تتطور و تكبر يوما بعد يوم..صرت أشتاق اليك عندما لا نكون معا..و أرغب في قضاء مزيد من الوقت معك..صرت أفضل قضاء معظم وقتي في المنزل لانك انت فيه..صرت ارتبك و أضطرب بمجرد وقوفي بجانبك..هزان..أعتقد بأنني واقع في غرامك" حملقت هزان في فولكان غير مصدقة ما تسمعه منه..لطالما اعتبرته صديقا و أخا صغيرا و لم تكن تظن بأن اهتمامها به و وقوفها الى جانبه سيجعله يخطئ في فهم مشاعره..و سيجعله يقع في حبها..دون ارادة منها او قصد..وجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه..الخال يحبها و تحبه..و ابن الأخت واقع في حبها..ابتلعت هزان ريقها بصعوبة ثم قالت" فولكان..لا بد بأنك تسيء فهم مشاعرك..انا و انت أصدقاء..و صداقتنا قوية..و من الطبيعي ان يعتني أحدنا بالآخر و أن يشتاق احدنا الى الآخر اذا غاب..ثم لا تنسى بأنني اكبر منك سنا..و أنا أعتبرك صديقا و اخا أصغرا..أعتقد بأنك.." قاطعها" هزان..أعلم بأنك تستغربين كلامي..و لا تستوعبينه..لا يهمني فارق العمر بيننا..و مشاعري تجاهك تتحدث عن نفسها..لا اطالبك بمبادلتي الحب..لكنني ارغب في البقاء قريبا منك..و أخذ فرصة لكي اقنعك بنفسي..اذا اردت ذلك طبعا" ردت" فولكان..لا اريد أن أجرحك او أؤذي مشاعرك..لكن من المستحيل أن نكون انا و انت الا أصدقاء..من جهتي سأنسى هذا الكلام..و سأعتبر بأنني لم أسمعه منك..و سنبقى أصدقاء كما كنا..و انت امنح نفسك فرصة لفهم مشاعرك..و فكر فيها بعقلك و ستجد بأننا لن نكون الا اصدقاء"

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن