سيّد اليونان المتغطرس

الفصل الثاني و الثلاثون

أخذ ياغيز هزان بين ذراعيه و راح يرقص معها على أنغام الموسيقى الهادئة و كذلك فعل هاكان و يلدز..كانت السعادة تخيم على الأجواء و الابتسامة لا تفارق وجوه العرائس..نظر ياغيز الى هزان و قال يمازحها" ها قد تحقق ما رغبت به منذ اليوم الأول..لقد أصبحتي الآن السيدة ايجمان..زوجة السيد المتغطرس و المغرور..هكذا دعتني إحداهن ذات مرة" ابتسمت هزان و ردت بخجل" أنا آسفة..لكنك كنت عندئذ متغطرسا و مغرورا فعلا..أما الآن..فأنت أروع رجل على وجه الأرض..و أنا أعشق كل ما فيك..صفاتك الجيدة و السيئة..حسناتك و عيوبك..و كل كلمة تقولها او كل فعل تقوم به" رفع ياغيز رأسه نحو السماء و قال" يالله..ماذا فعلت أنا كي أستحق هذه المرأة الرائعة؟ شكرا جزيلا لك يا رب" ثم نظر الى هزان و قال" ما دمت تحبينني بكل عيوبي و سيئاتي..فما رأيك أن أعود الى الحال التي كنت عليها في السابق..و أن أستفزك و أغضبك و أعاندك..هل ستبقين تحبينني عندها؟" ضحكت هزان و أجابت" جرب و سترى..لكنني لا أنصحك بذلك..لأنني سأضطر الى تعليمك الأدب" ضحكا معا لكن سرعان ما اختفت ابتسامة ياغيز و هو ينظر بإتجاه البوابة..كان هناك رجل خمسيني أشقر طويل بعيون زرقاء و شارب و لحية و يرافقه مجموعة من حراسه يقترب منه..سألت هزان بقلق" مالأمر حبيبي؟ من هذا؟" رد" انه شخص لم أتوقع أن أراه هنا" وصل الرجل و مد يده نحو ياغيز و هو يقول بتركية ركيكة" مبارك أيها السيد..مع أنك لم تدعوني الى زفافك لكنني لم أكن لأضيع على نفسي فرصة تهنئتك" صافحه ياغيز ثم قال" مرحبا سيد ديمتري..شكرا على تكبدك مشقة السفر من روسيا الى هنا لكي تهنئني بزفافي..هذا لطف كبير منك" ضحك الرجل بطريقة غريبة ثم التفت الى هزان و قال" مبروك يا عروس..هل تسمحين لي بأخذ زوجك منك للحظات؟" هزت هزان برأسها فابتعد ياغيز صحبة ديمتري..تبعهما هاكان بسرعة و القلق باد على وجهه..سألت هزان" يلدز..هل تعرفين من يكون هذا الرجل؟" أجابت" أعرف بأنه رجل أعمال روسي اسمه ديمتري تودورف..كان يزورنا أحيانا صحبة مدحت رحمه الله" قطبت هزان جبينها و هي تفكر في السبب الذي قد يكون خلف هذه الزيارة اللامتوقعة..

في مكتبه..وقف ياغيز و هاكان قبالة ديمتري الذي جلس على كرسي و هو يضع ساقا على ساق ..قال ياغيز بقلق" أخبرني سيد ديمتري..ما سبب هذه الزيارة المفاجئة؟" ابتسم ديمتري و هو يسحب سيجارا من جيبه..يشعله و يضعه في فمه..يسحب منه نفسا عميقا ثم ينفث دخانه في الهواء..نظر الى ياغيز و قال" السبب الظاهر هو مباركتي لك بالزفاف..أما السبب الخفي هو أن المجلس الأعلى للمافيا يبحث عن رئيس جديد في اليونان يتكفل بتوزيع البضاعة و تخزينها..فبعد وفاة السيد مدحت..رأينا أنك أنت الأنسب لكي تحل محله..تعاملنا معك لفترة قصيرة جعلنا نرى كم أنت ذكي و جسور و يمكننا الثقة بك و الاعتماد عليك..فما رأيك؟" هز ياغيز رأسه بالنفي و أجاب" يؤسفني أن أرفض طلبكم..ما جعلني أتورط مع مدحت و معكم في السابق هو أنني كنت مجبرا على ذلك..أما الآن فلا يمكن أن أقبل طلبكم..آسف" رفع ديمتري حاجبه استغرابا و قال" غريب..من يجد منصبا مهما كهذا..و سلطة و أموالا طائلة و قوة..و يرفض" رد ياغيز" أنا أفعل ذلك..أنا الآن رجل متزوج و لدي مسؤوليات و التزامات تجاه زوجتي و عائلتي..سأعتبر بأن زيارتكم ودية و بأن سببها هو مشاركتي فرحتي..أما الجزء الآخر فلست معنيا به مع الأسف" وقف ديمتري و قال" اوكي..كنت اود و بشدة أن توافق على طلبي و طلب المجلس الأعلى..لكن أنت حر..و أنت أدرى..و نحن سنظل نعتبرك صديقا و حليفا لنا هنا في اليونان..و متى أردت أن تأتي لزيارتي في روسيا ستكون أبوابي مفتوحة أمامك" صافحه ياغيز و هو يقول" شكرا لك ..و الآن لنعد الى الحفل..و لتتفضل بأن تكون ضيفا مبجلا لدينا" ابتسم ديمتري و هز برأسه ثم تابع ياغيز و هاكان الى الخارج..