الفصل التاسع

1.5K 73 8
                                    

تراجع ياغيز الى الخلف و هو يقول" هزان..لا تغضبي..لا اقصد أن أضايقك..لكنني اعجز عن السيطرة على نفسي و انا أمامك..كل ما يحدث معي يجعلني استغرب من نفسي..معك حق..أنا رجل مرتبط..و لا أفكر فيك بطريقة قذرة كالتي اتهمتني بها..لكنني.." قاطعته بحدة" لا تكمل كلامك..يجب أن توقف هذا الهراء الذي تقوم به..مهما كان سببه فإنه يزعجني و يضايقني..لو سمحت..لنحافظ على العلاقة العملية و الرسمية بيننا..لا اريد أكثر من ذلك" تنهد ياغيز بعمق و قال" كما تريدين آنسة هزان..اعدك بأنني لن ازعجك مجددا" تحركت مبتعدة من امامه لكنه استوقفها بسؤاله" هل تريدين مساعدتي في التحضير للحفل؟ أخبرني فولكان عن المفاجأة التي تحضرانها معا" هزت برأسها بالنفي و سارعت بالخروج دون ان تقول شيئا..في غرفتها..وقفت هزان تحت مرش المياه الباردة..كانت تغمض عينيها و تستذكر من خلال ملامسة المياه لجسدها لمسات ياغيز عليه..لقد أربكها و ادخل الاضطراب على دقات قلبها..لكن لحسن حظها بأن عقلها مازال يفكر بشكل سليم و منطقي..فمالذي قد يريده شخص متغطرس و مرتبط مثل ياغيز..اذا كان يظن بأنها لقمة سائغة و يستطيع الحصول عليها متى أراد فهو مخطئ..انه رجل مخيف و غامض و يخفي الكثير من الأسرار..لن تنكر انها تتأثر به و باقترابه منها..و بأنها صارت تشعر بأثر كل كلمة يقولها على قلبها و بكل لمسة يقوم بها على كل جارحة من جوارحها ..لكنها لن تسمح له باستغلالها و التلاعب بها..أنهت حمامها و غيرت ملابسها ثم خرجت صحبة فولكان لكي يختارا معا الهدية التي سيقدمانها ليلدز..

في مكتبه..كان ياغيز يجلس صحبة هاكان الذي قال" سيدي..كل شيء جاهز من أجل التسليم..المكان آمن و الحراس مستنفرون و على أهبة الاستعداد" نظر ياغيز الى ساعته و تأفف بضيق ثم قال" لو ان هذا الوقت يمر سريعا و تنتهي هذه الليلة على خير..لكن الوقت ثقيل جدا كانه لا يمر أبدا" ربت هاكان على كتف ياغيز و قال" سيدي..لا تتوتر..سيكون كل شيء على ما يرام..نحن جميعا رهن اشارتك و سنحرص على ألا يحدث أي أمر معاكس" رفع ياغيز عينيه الى السماء و قال" أتمنى ذلك" ..أنهت هزان تسوقها و عادت الى القصر صحبة فولكان..انشغلا معا بالتحضير لحفل عيد الميلاد الذي اختارت هزان أن يكون في الحديقة..نظمت الطاولات و وضعت المأكولات و المشروبات التي اقتنتها في مكانها..و تولى فولكان و بعض الحراس تزيين الأشجار بالبالونات الملونة و تجهيز الألعاب النارية..و مع حلول الساعة الثامنة مساءا..كانت هزان قد ارتدت فستانا أسودا طويلا بكتف مكشوفة تزينه فراشة باللون الوردي على الخصر و احتذت حذاءا ذا كعب عالي يناسبه ..ثم جمعت شعرها و ارسلته على كتفها و وضعت مساحيقها بعناية ثم نزلت الى الأسفل..سحبت كرسي يلدز و اصطحبتها الى الحديقة..كانت الأضواء مطفأة و الأجواء صامتة..نظرت يلدز الى هزان و سألت" أين ذهب الجميع؟ و لماذا اطفئت الأنوار؟" ابتسمت هزان و لم تجبها..اعطت اشارة من يدها لفولكان فأطلق الألعاب النارية في السماء و اخذ الجميع يغنون أغنية عيد الميلاد..انفجرت يلدز ضاحكة و هي ترى كل ما جهزوه من أجلها..اقترب منها ياغيز و عانقها بقوة و هو يقول" عيد ميلاد سعيد يا وحيدتي..لتكن حياتك سعيدة و جميلة دائما" قبلت اخته خده و قالت" أحبك اخي" اقترب منهما فولكان و قال" لتتركا لي بعض الحب" ابتعد ياغيز و فسح له المجال..جثى فولكان امام امه..قدم لها صندوقا كبيرا و هو يقول" عيد مولد سعيد يا أمي..أتمنى ان تعجبك هديتي" لامست يلدز بأصابع مرتعشة وجه ابنها..نظرت اليه للحظات..ثم سحبته نحوها و عانقته بقوة..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن