الفصل الرابع و العشرين

1.1K 41 10
                                    


اخذ اوكتاي يفك قيود هزان و هو يقول" لقد علمت مصادفة بأن مدحت يريد قتلك فتتبعت أحد الرجال و وصلت الى مكانك..الحمد لله..لو أصابك مكروه لكنت قتلت نفسي..هزان..انت لا تعلمين كم أحبك" نظرت اليه باحتقار و ردت" و لا أريد أن اعرف..أنت انتهيت بالنسبة الي..قد تكون انقذتني حقا..شكرا على ذلك..لكن لا تتوقع مني أن أعود اليك فقط لأنك انقذتني من الموت..لأنني كنت مستعدة للموت و انا ارى صورة شخص أحبه و يحبني بصدق امام عيني في آخر لحظة لي على هذه الأرض" ابتسم اوكتاي بسخرية و سأل" عمن تتحدثين؟ عن ذلك المغرور المتغطرس الذي لا يجيد فعل شيء سوى التهديد الفارغ؟ اين هو الآن؟ و لماذا لم يأتي لانقاذك؟ انظري..أنا من انقذ حياتك..انا..و ليس هو..أنا من يستحق حبك..و ليس هو..أنا الذي يفديك بحياته و يعرض نفسه للخطر من أجلك..و ليس هو..هزان..افتحي عينيك جيدا و انظري امامك..أنت هنا..معي أنا..بينما السيد ياغيز..هناك..مع خطيبته..يجهز لزفافه القريب..فعن أي حب تتحدثين؟" وقفت هزان و قالت" علاقتي بياغيز لا تعنيك..و لن اشرح لك عنها..و لن أبرر لك..لانك لا تعني لي شيئا..و حياتي تهمني وحدي..أنت شخص بقي في الماضي..ماض أسود و مقرف لا اريد أن اتذكر منه شيئا..أعطيتك مكانة في السابق لم تعرف كيف تحافظ عليها و لا كيف تكون أهلا لها..أوكتاي..افهم..لقد خسرتني الى الأبد..حتى لو افترقت عن ياغيز او انتهت علاقتي به..مستحيل أن أعود اليك..مستحيل..هل فهمت؟" و تحركت مبتعدة عنه لكنه امسكها من ذراعها و هو يقول بعصبية" لم افهم..و لن افهم..ما اعرفه انك لي..و ستكونين لي ..ان شئت أم أبيت..و الا" نظرت اليه هزان و سألت بقلق" و الا ماذا ؟ هل تهددني؟" جذبها نحوه بقوة و هو يقول" نعم..أهددك..اما ان تكوني لي ..و اما أن أقتله.. لك حرية الاختيار" حملقت فيه هزان و صاحت به" عمن تتحدث يا هذا؟ تقتل من؟ ياغيز؟ أقسم بأنني سأقتلك بيدي ان لمست شعرة منه" ضربته بيديها على صدره لكي يطلق سراحها لكنه جذب مسدسه و وضعه على خصرها و هو يهمس" اهدإي..و اتبعيني في صمت..و الا قتلتك و قتلت نفسي..هيا..هزان..لا تختبري صبري..نفذي ما اقوله فقط..هيا"..
في القصر..أنهى ياغيز حمامه و ارتدى ثيابه ثم نزل الى الأسفل حيث كان فولكان و يلدز جالسين حول مائدة الطعام..قال" صباح الخير جميعا" ردا عليه فجلس قبالتهما و أخذ يحتسي قهوته..نظر اليه فولكان و قال" خالي..من الجيد أنني رأيتك..هناك موضوع مهم أريد أن أحدثك عنه" قطب ياغيز جبينه و سأل" مالأمر؟ قل" رد"أريد أن أسافر" ارتعشت يد يلدز و وقع الفنجان من يدها..نظر ياغيز الى وجه اخته الشاحب و قال" فولكان..هل جننت؟ هل تريد أن تترك امك و تتركني و تسافر؟ الى أين؟ ألا تعلم بأن هذا الموضوع حساس خاصة بالنسبة لأمك؟ " وضع يده على يد يلدز و ربت عليها بحنان..قال فولكان" خالي..أرجوك..افهم ..أريد أن أنهي دراستي و أتحصل على الدكتوراه في العلوم القانونية..و لندن افضل مكان لذلك..لا تمنعاني ارجوكما..هذا مستقبلي و أنا أحلم بالأفضل..و بصراحة..أريد أن أهرب من بعض الذكريات التي تلاحقني هنا..لعلني أستطيع أن أبدأ من جديد..و أحصل على علاقة طبيعية مع امرأة تحبني و أحبها" نظرت يلدز الى ابنها بعيون دامعة..كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد..ابنها الأول كان مصرا على السفر..و هي اعترضت..و كانت النتيجة حادثا مريعا أودى بحياته و أقعدها هي على كرسي متحرك..و الآن..ابنها الآخر يريد الذهاب..يريد أن يسافر و يبتعد عنها..الآن فقط فهمت كم تحبه..و كم تحتاج الى بقاءه معها..و الى وجوده بجانبها..الآن صارت تراه بوضوح..و ترى فيه كل الحياة..لكنها تأخرت في فعل ذلك..و ها هي تدفع الثمن من جديد..قال ياغيز" فولكان..أنا أحتاجك هنا..معي..لكي تهتم بالامور القانونية التي تخص المعاصر و الكروم..و اذا اردت..انهي دراستك هنا في اليونان..و انا سأفتح لك مكتبا للمحاماة..أليس هذا أفضل من الذهاب الى مكان آخر..ماذا قلت؟" ضغطت يلدز على يد ياغيز و قالت" اخي..اتركه..ليذهب..لن امنعه..لن أفعل مثلما فعلت تلك المرة..لن أسمح للتاريخ بأن يعيد نفسه..لن اقف في وجه طموحاته و أحلامه" ثم التفتت الى فولكان و قالت" اذهب يا بني..سافر..و افعل ما تشاء..لن اكون عائقا امامك..فعلت ذلك سابقا و دفعت الثمن غاليا جدا..اذا كنت فعلا تريد أن تسافر من كل قلبك فإذهب..لكن اريدك ان تعلم امرا..أنت ابني الذي احبه من كل قلبي..و الذي اريد له الافضل دائما..لا تنسى أن لك اما تحبك كثيرا..تمام" وقف فولكان و عانق امه بقوة و هو يقول" لن انسى..مستحيل أن أنسى"

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن