الفصل الحادي عشر

1.4K 63 7
                                    

سمع وقع خطوات تقترب منه فالتفت ليجد ميلانيا تخطو نحوه..تأفف بضيق و هرب بنظراته بعيدا عنها..وقفت بجانبه و قالت و هي تضع يدها على كتفه" حبيبي..أين كنت؟ لقد افتقدتك" رد ببرود" كنت اجري بعض الاتصالات..لا داعي لقلقك" نظرت اليه و سألت" ماذا يحدث؟ هل هناك ما يزعجك؟ تعلم بأنك تستطيع اخباري بكل شيء..أنا بالنهاية زوجتك المستقبلية و بيت سرك..أليس كذلك؟" رمقها بنظرة غريبة ثم قال" هل ستذهبين الى المنزل؟" زمت شفتيها امتعاضا من طريقة كلامه معها ثم اجابت" نعم..سأذهب الى المنزل..لكن ما رأيك بأن نذهب معا الى احدى فنادقنا..و نقضي هناك ليلتنا معا..ألم يئن لنا ان نكون معا؟ " قطب ياغيز جبينه و بدا الانزعاج واضحا على ملامح وجهه..جذب ميلانيا من ذراعها و تمتم بعصبية" ميلانيا..أنت تعلمين حساسية هذا الموضوع بالنسبة الينا كيونانيين..الكلام في هذا الأمر ممنوع تماما..هل فهمت؟ ..لن نكون معا إلا بعد الزواج..هل هذا واضح؟" انتشلت ميلانيا يدها من ياغيز و ردت" تمام..فهمت..و لا داعي لهذه العصبية المبالغ فيها..تبا لهذه التقاليد و المعتقدات البالية..اوف يا..لقد سئمت من هذا كله..اتمنى لو أننا كنا في بلد آخر و في ظروف أخرى..على العموم سأذهب الآن..و لا تنسى بأن تكون جاهزا لاجتماع الغد مع أبي و الشركاء..سيأتون على الساعة التاسعة صباحا الى القصر..تصبح على خير" و قبلت خده ثم ركبت سيارتها و غادرت القصر..دخل ياغيز الى القصر و اتجه الى غرفته ..و في طريقه ..مر من أمام غرفة هزان..مد يده ليطرق الباب ثم تراجع عن ذلك..اتكأ عليه بجسمه و أعاد رأسه الى الخلف بعجز و قلة حيلة..أغمض عينيه بقوة و هو يضع يده على قلبه..ثم فتح عيونا لمعت الدموع فيها..نظر مطولا الى الباب ثم تحرك مبتعدا الى غرفته..

في الصباح..استيقظ ياغيز باكرا و أصدر أوامره للحراس و لهاكان بالاستنفار و الاستعداد لاستقبال مجموعة من كبار تجار و رجال أعمال اليونان..كان الموجودون في القصر يدبون دبيب النمل و يتحركون يمنة و يسرة..أما هزان فقد انشغلت مع يلدز في حصة العلاج الطبيعي في قاعة الرياضة..و رافقهما فولكان الذي كان يمازحهما و يعطي رونقا خاصا للحصة..وقف ياغيز في شرفة القصر يراقب الطريق الرئيسية و هو ينظر الى ساعته بين الفينة و الأخرى..وقف هاكان بجانبه و قال" سيدي..لا تتوتر..ما هي الا دقائق و يكونون هنا..و كل شيء جاهز..لا تقلق" هز ياغيز برأسه و رد" أنت تعلم بأن هذا الاجتماع لطالما حمل معه قرارات و اوامر جديدة..أتمنى أن يسير كل شيء على ما يرام" قال هاكان" سيدي..ألم يئن لك أن تتخلص من هذا الحمل الثقيل الذي يؤرقك و يتعبك؟" رمقه ياغيز بنظرة حادة فأضاف" أعتذر سيدي على هذا السؤال..لكنني أرى ما تعانيه جراء تورطك في هذا الأمر..أنت الخاسر الوحيد في كل ما يحدث..تتحمل ارتباطات و التزامات أنت لا تريدها لمجرد أن.." قاطعه ياغيز بعصبية" هاكان..توقف عن الحديث في هذا الموضوع..أنا مجبر على تحمل مسؤولية عائلتي و استرداد كل ممتلكاتنا..و انت اكثر من يدرك بأن هذا الطريق لا رجعة عنه..طريق تكون نهايته اما موت أو أذى..لا مانع لدي من أن أخسر حياتي من أجل عائلتي..أنا أضحي بكل شيء لأجلهم..ليس هذا وقت الحديث عن هذا الموضوع..لقد وصل الضيوف..هيا لنستقبلهم معا" و تحركا معا ..نزلا الى الباحة حيث توقفت مجموعة من السيارت الرانج روفر السوداء و نزل منها أربع رجال..أولهم كان السيد مدحت والد ميلانيا

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن