الفصل الثامن

1.4K 68 8
                                    

اختلج جسد هزان بشدة و هي تسمع ذلك الصوت فجأة ..استدارت و سلطت الضوء على الشخص الذي عرفته من صوته..كان هو السيد ياغيز..جذبها من ذراعها بقوة و راح يجرها خلفه حتى ابتعدا عن تلك البوابة..توقف و أخذ يهزها بين ذراعيه و هو يسأل بعصبية" ماذا كنت تفعلين هناك؟ و كيف عرفت مكان القبو؟ قولي..هيا قولي..من أرسلك الى هنا؟ خلف ماذا تسعين؟ هيا..أجيبي" اضطربت هزان و ارتعش صوتها كما جسدها و هي تجيب" أنا..كنت..كنت..أسير بلا هدى..لم انتبه الى أين أذهب..لا اعرف كيف وصلت الى هناك..أقسم لك انني لم اكن أعرف الى أين أذهب..مالأمر؟ ما قصة هذا القبو؟ أرجوك توقف عن اخافتي و عن طرح هذه الأسئلة السخيفة علي..أنا هنا بالصدفة..لكنني لم أفهم لماذا توترت و غضبت عندما رأيتني هناك" اجاب" ليس من شأنك..لا تسألي أسئلة بلا معنى و ليس لديك الحق في سؤالها..هل فهمت؟ و الآن أجيبيني..مم كنت تهربين؟ و لماذا كنت تسيرين كالمجنونة دون أن تنتبهي أين تضعين قدميك؟ مالذي أصابك فجأة لكي تهربي و كأن شياطين العالم تجري خلفك؟ أجيبي" أبعدت هزان يديه عنها بعصبية و ردت" توقف عن طرح الأسئلة..كنت فقط منزعجة و أريد أن أبقى لوحدي..و لم انتبه لنفسي الا و أنا هنا..لست مضطرة للتبرير..و خاصة لك انت..عن اذنك" و همت بالابتعاد لكنه منعها..وضع يده على خصرها و سحبها نحوه بكل قوته فالتصق جسمها بجسمه و وجدت نفسها على بعد انشات بسيطة منه..الشفاه تكاد تلتقي..و العيون تائهة في بعضها ..نبضات القلوب مرتفعة و الدماء تغلي في العروق..الأنفاس متشابكة و اصوات القلوب تتخاطب بصمت..همست هزان بصوت مبحوح" ياغيز..اتركني..ماذا تفعل؟" رد " لا أعلم ماذا أفعل..و لا ما أريد..كل ما اعرفه انني أريد أن أكون هنا..على هذا القرب منك..دائما" حاولت هزان التملص منه و هي تقول" لا تهذي..انت رجل مرتبط..و انا" قاطعها" و أنت تغازلين شخصا آخرا و تتبادلين معه القبلات..أعلم ذلك..لكن.." أبعدته عنها بكل ما اوتيت من قوة و صاحت به" توقف عن هذا الهذيان..أنا لا اواعد احدا..انت تهذي فقط..و حتى و لو كان الأمر كذلك ..فليس من حقك ان تحاسبني..انت مرتبط..و منذ قليل كنت تقبل خطيبتك..اذهب و اهتم بها..و دعني و شأني..لست مضطرة لتحمل مزاجيتك و غطرستك" تراجع ياغيز الى الوراء و قال و هو يرفع يديه باستسلام" نعم..معك حق..أعتذر" و تحرك كل واحد فيهما في اتجاه معاكس..

في اليوم الموالي..اجتمع الجميع حول مائدة فطور الصباح..كان الصمت يخيم عليهم ما عدا صوت الأشواك و السكاكين في الصحون..أنهت هزان طعامها و وقفت..همست لفولكان بكلمات لم يسمعها غيره و ابتسم فور سماعه لها ..تعلقت عيون ياغيز بهما دون أن يقول كلمة واحدة..سحبت هزان كرسي يلدز المتحرك و اتجهت بها الى قاعة الرياضة..نظر ياغيز الى فولكان و سأل" فولكان..مالأمر؟ مالذي يدور بينك و بين هزان؟" ابتسم فولكان و أجاب" لا شيء..نحن نحاول انشاء صداقة قوية..طلبت منها أن تساعدني في تحضيرات حفل عيد ميلاد أمي هذه الليلة..و هي وعدتني بأنها ستهتم بكل التفاصيل..و بعد الظهر سنذهب معا لاختيار هدية" قطب ياغيز جبينه و قال" جميل..لكن ألا تلاحظ بأنك صرت تتجاهل وجودي و لا تأخذ برأيي في أي شيء يخصك؟" هز فولكان برأسه و قال" لا..هذا ليس صحيحا..أنت الأساس بحياتي و لا يمكن أن اتجاهل وجودك..لكنني أحتاج الى صداقة قوية أستطيع معها أن أفعل أشياء كثيرة تفرح أمي و تعيدها الى الحياة..و الشخص المناسب لهذا هو هزان..انها فتاة رائعة و مميزة..صفاء روحها يشبه صفاء الماء و نقاوته ..ضحكتها تمنحك طاقة ايجابية و اقبالا على الحياة..يعجز الانسان ان يكون قريبا منها و الا يعجب بها" ابتلع ياغيز ريقه بصعوبة و رمق ابن أخته بنظرات باردة..سأله بعد لحظات" و ماذا قررتما بخصوص الحفل؟ " اجاب" انها مفاجأة..لقد حذرتني بألا أخبر احدا..آسف" و ضحك بسعادة..وقف ياغيز و قال" تمام..كما تريدان" و رمى المنديل على المائدة و سارع الى الخروج من الغرفة..رن هاتفه فرد بعصبية" ماذا؟ ..اليوم..تمام..كل شيء جاهز..نعم..الليلة سيكون التسليم..اتفقنا" ثم انهى المكالمة و هو يلعن بصوت مسموع..في قاعة الرياضة..أخذت هزان تساعد يلدز لتطبيق الحركات اللازمة..كانت تشتكي بين الحين و الآخر لكن هزان كانت تشجعها لكي تواصل ..بعد ساعة من العلاج..اوصلت هزان يلدز الى غرفتها و عادت الى قاعة الرياضة حيث تقوم ببعض الحركات و تهتم برشاقة جسمها..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن