الفصل التاسع عشر

1.2K 51 6
                                    


بعد لحظات..خرج ياغيز من غرفة هزان و اقترب من غرفة يلدز..هم بفتح الباب و الدخول لكنه عدل عن رأيه..رن هاتفه فأجاب قائلا" الو" تكلم مدحت" نعم ياغيز..اخبرني..ماذا قررت أن تفعل؟" صمت ياغيز لوهلة ثم اجاب" انا جاهز لكل ما تريده" ضحك مدحت بطريقة مزعجة ثم قال" جميل جدا..جيد انك فهمت بأنك لا تستطيع التخلص مني بهذه السهولة..سأفتح معك صفحة جديدة و سأعتبر بأنني لم أسمع منك ذلك الكلام المزعج الذي سمعته منك اليوم..البضاعة ستصلك في ساعة متأخرة من الليل..كن جاهزا و انتظر مني اتصالا اخبرك فيه عن ميعاد التسليم و طريقة التوزيع" رد" تمام" قال مدحت" سأكون في انتظارك غدا في المكتب لكي نحدد موعدا للزفاف و نتفق على كل التفاصيل..انت مدعو عندي على العشاء..لا تنسى" قال" اتفقنا" و انهى المكالمة و هو يلعن بصوت مسموع..امام غرفة يلدز..وقفت هزان و قالت" يلدز..لا تخافي و لا تحزني ..لقد تكلمت مع ياغيز و نجحت في تهدأته..سيكون كل شيء على ما يرام..لن اسمح بأن يصيبكما مكروه انت و هاكان" قالت يلدز بصوت خنقته الدموع" هزان..أرجوك ساعديني..و ساعدي هاكان..لا تسمحي لأخي بقتله..اذا قتله سأقتل نفسي..ارجوك هزان" قالت" لا تقلقي حبيبتي..لن اتوقف قبل أن يغفر لكما و ينسى ما حدث..لا تلوميه..مدحت هو من اخبره بالقصة و هدده بفضحها اذا ترك ابنته و لم يتزوجها..لقد صدم و انهار كل شيء حوله فجأة..حاولي أن تتفهميه..سيهدأ و سيسامحكما..انا واثقة من ذلك..انه يحبك كثيرا..أكثر مما تتخيلين" بكت يلدز و قالت" أعرف..لكنني خيبت امله و جعلت شخصا حقيرا مثل مدحت يتحكم به و يفرض عليه الزواج من ابنته..لكن..هناك امر لا افهمه..ياغيز يحب ميلانيا و مرتبط بها بمحض ارادته منذ وقت طويل..فمالذي حدث فجأة لكي يغير رأيه و يقرر الانفصال عنها؟ هل تعرفين شيئا هزان؟" ردت" لا اعلم..لكن..هي حياته و يحق له اتخاذ القرار الذي يراه صائبا..المهم انني لن أتوقف عن الحديث معه لكي أقنعه بمسامحتكما..و فيما يخص مدحت..أعتقد بأنه سيجد الحل المناسب..يلدز..عزيزتي..لا تسمحي لمعنوياتك بأن تنهار..ذلك سيؤذي نفسيتك و سيؤثر على سير العلاج..لم يبقى سوى القليل القليل لكي تمشي من جديد..كوني قوية و متماسكة و قومي بالحركات التي اوصيتك بها..لا تهملي علاجك..و انا سأتكفل بالباقي" قالت" سأفعل..شكرا لك هزان..أنت رائعة"..خرج ياغيز الى الحديقة و أعطى تعليماته لكل رجاله بأن يكونوا على اهبة الاستعداد حال وصول البضاعة ثم هم بالعودة الى الداخل عندما لمح فولكان جالسا لوحده في احدى الزوايا المنعزلة..اقترب منه و جلس بجانبه و هو يقول" مرحبا فولكان..مالأمر؟ لماذا تجلس لوحدك هنا؟" نظر فولكان الى خاله و رد" لا شيء..أريد فقط أن اكون لوحدي" ربت خاله على كتفه و قال" فولكان..أنت تعلم بأنني أحبك كثيرا..و بأنك تستطيع اخباري بما تريد..اذا كانت لديك اية مشكلة فأخبرني علني أساعدك على حلها" مرر فولكان اصابعه خلال شعره و تنهد بعمق ثم قال" لا أعلم ان كنت قادرا على مساعدتي يا خالي..فأنا نفسي اعجز عن مساعدتي" قطب ياغيز جبينه و سأل بقلق" مالأمر؟ هيا اخبرني" نظر فولكان الى خاله و اجاب" أعتقد بأنني واقع في الحب..مشاعري متداخلة و غريبة..و اعجز عن تفسيرها او فهمها..و الأدهى بأنني اخبرتها بذلك..لكنها قالت بأننا لن نكون الا اصدقاء و بانني يجب أن أحاول تفسير مشاعري و فهمها لكي لا اقع في الخطأ" سأل ياغيز" و من تكون سعيدة الحظ؟" رد" انها هزان" حملق ياغيز في ابن أخته غير مصدق ما يسمعه منه..ابتسم و قال" لا بد انك تمزح..هزان اكبر منك عمرا و .." قاطعه" اعلم ذلك..لكننا تقاربنا بسرعة و صارت علاقتنا قوية..لقد وقفت الى جانبني و منحتني القوة..في البداية اعجبت بها ثم..اوف يالله..لكنها تصر على اننا لا نستطيع أن نكون الا أصدقاء..و انت يا خالي..ما رأيك بالأمر؟" جمع ياغيز قبضة يده بقوة و هو يشعر بأن الغيرة تأكله من الداخل..حاول ان يهدأ ثم رد" اعتقد بأن هزان معها حق..أنتما صديقان مقربين و أنت تسيء فهم مشاعرك..يجب أن تفكر قليلا و أن تتأمل ما يحدث معك..و ستفهم حقيقة مشاعرك عاجلا أم آجلا" وقف فولكان و تحرك مبتعدا عن ياغيز دون أن يقول شيئا..في الليل..انهى ياغيز و هزان تناول عشاءهما ثم ذهبت هي الى غرفتها لتنام..اما هو فنزل الى الحديقة حيث كانت البضاعة قد وصلت..يساعد الرجال على انزال الصناديق و ادخالها الى القبو..كانوا يحاولون ان يعملوا في صمت لكي لا يلفتوا انتباه اهل القصر..راقب ياغيز ذلك بقلة حيلة دون ان يستطيع فعل شيء..تعثر احد الرجال و سقط الصندوق من يده و تناثرت الاكياس هنا و هناك..سارع الحراس الى جمعها عندما لمح احدهم خيال امرأة تنحني و تأخذ أحد الاكياس بين يديها..كيس مملوء بمادة بيضاء..انها كوكايين..اقتربت هزان من ياغيز و هي تمسك الكيس بيدها..نظرت اليه بعيون دامعة و سألت بصوت مخنوق" أهذا ما كنت تخفيه عني؟ أهذه هي التجارة الممنوعة التي تخفيها عن عائلتك و عن الجميع؟ و انا التي صدقتك و وثقت فيك.أسفي عليك..يا لأسفي عليك و على نفسي..كم أنا غبية و حمقاء"

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن