الفصل الرابع عشر

1.6K 68 5
                                    

هربت هزان بعيونها منه و قالت" كلا..لا..لا أستطيع..لن أقول شيئا..دعني أذهب" احاط ياغيز خصرها بيده و شدها نحوه ثم دفن وجهه في عنقها..كانت تعلم بأن مقاومتها ستنهار عاجلا أم آجلا..و بأنها ستفقد القدرة على المراوغة و الانكار أكثر من ذلك..فهو يتفنن في تعذيبها و في اغراءها..تخبطت بين ذراعيه للحظات في محاولة أخيرة للهرب منه و التخلص من قبضته لكنه وضع فمه على كتفها..مرر شفاهه صعودا على عنقها ثم قبّل أذنها و هو يهمس بنبرة أذابت قلبها و أذهبت عقلها و قضت على آخر حصن من حصون مقاومتها" هزان..أنا أحبك..و أريد أن أسمعك و أنت تقولينها لي..اعترفي" كانت هزان مغمضة العينين و جسمها يختلج بين ذراعي ياغيز..فتحت عيونها فالتقت بعيونه البلورية الساحرة و غرقت فيهما..قالت بنبرة استسلام و عجز" تريد أن تسمعها مني؟ نعم..أنا أحبك..ليلعنني الله..أنا أحبك..رغما عن تعقلي و منطقي و عن كل العوائق التي بيننا..رغما عني و عن ارادتي و قوتي..رغما عن كل شيء..أحبك..لكن هذا لا يعني ان.." لم تنهي كلامها لأنه لم يمنحها فرصة لذلك..فقد احتوت شفاهه شفاهها في قبلة محمومة..استسلمت هزان له هذه المرة..لم تجد فائدة من المقاومة و الهرب..تحبه و تريده..كل كلمة منه قادرة على اذهاب عقلها..رائحة جسمه و عطره تتسلل الى أعماقها كالسحر..لمساته على جسدها تجعلها تنسى نفسها و تخضع له دون مقاومة..راح ياغيز يمتص شفاهها بشيء من العنف و كثير من الحب و الشوق..و بادلته هي قبلاته بأخرى أعنف منها..التحمت شفاههما و تشابكت و اختلطت انفاسهما و صارت واحدة..التقت الألسنة و تراقصت معا و أصبحت القبلات أعمق و أقوى..كان كل واحد منهما ينافس الآخر و يتحداه على اثبات قوة حبه و قدرته على العطاء..عندها فقط..تخرس الأفواه و تنتهي الكلمات و يغيب العقل..و يتوحد اثنان ليصبحا شخصا واحدا..و قلبا واحدا..و روحا واحدة..

بعد لحظات..رفع ياغيز رأسه عنها و هو يلهث و أبقى عليها بين ذراعيه..اراحت هي رأسها على صدره حيث كانت تسمع صوت دقات قلبه المجنونة..اما هو فدفن وجهه في شعرها و سحب رائحتها الى أعماقه..همس" أحبك" رفعت هي وجهها نحوه و قالت" و أنا أحبك" قبل ياغيز جبينها ثم قال" تعالي لنجلس هنا" ..كان هناك مقعد حجري في اطراف الحديقة جلسا عليه جنبا الى جنب..احتوى ياغيز هزان بين ذراعيه..نزع سترة بدلته و وضعها على كتفيها ثم قربها منه لتضع رأسها على كتفه..سألها" هزان..هل لي بأن اعرف سبب انفصالك عن أوكتاي؟ مالذي جعلك واثقة الى هذه الدرجة بأنه انتهى بالنسبة اليك؟" تنهدت هزان بعمق و ردت" على الرغم من أنني اكره الحديث عنه و عن علاقتي به..لكن اعتقد بأن علي أن أخبرك..أنت لا تعرف عني شيئا ياغيز..أنت لا تعرف سوى هذه الهزان التي علمتها صفعات الحياة بأن تكون حذرة و بألا تسمح لنفسها بأن تقع في الحب..او على الأقل بألا تكون ساذجة كما كانت من قبل..أنا فتاة يتيمة..لا أعرف اهلي ..ترعرعت في ميتم الى ان جاءت عائلة شامكران و تبنتني..اعتبرت امين و فضيلة ابا و اما لي..و هما اعتبراني ابنة لهما..منحاني كل ما احتجت اليه من حب و حنان و دعم معنوي و مادي..حرصا على جعلي أدرس و اتفوق و احقق كل ما أبغي..و عندما كنت أذهب الى الجامعة و اقوم بتربص لانهاء الاختصاص..تعرفت على أوكتاي الذي اظهر لي حبا لم ارى مثله في السابق..كان يعتني بي و يدللني..و أنا كنت أحبه..بسذاجة و غباء..و كنت أصدق كل ما يقوله لي..ثقتي به كانت عمياء..تعرف على اهلي و تقدم لخطبتي..ثم توفي والداي..و بقيت لوحدي..مع ميراث كبير..و أموال كثيرة..و هذا ما كان يشغل بال اوكتاي..اولا طلب مني ان أعطيه توكيلا للتصرف في الأملاك لأنني لم اكن ذات خبرة في الادارة..و كنت مشغولة بامتحاناتي..ثم استغل ذات يوم ثقتي و غباءي و جعلني اوقع على عقود بيع للمتلكات..و اختفى بعدها مباشرة..قبل فترة قصيرة من زواجنا..بحثت عنه في كل مكان لكن دون جدوى..كان قد جردني من كل ما املك..و من ذكرياتي مع أهلي..و من ثقتي بالحب و بالرجال..لذلك انا واثقة مئة بالمئة من أنه انتهى بالنسبة الي..لقد اخبرني بأنه سيعيد الي كل ما اخذه مني اذا عدت اليه..لكنني رفضت..لن اضع نفسي تحت رحمته..يكفي غباءا و سذاجة ..لست مستعدة لخيبة جديدة..لن اكون قادرة على تحمل ذلك..لذلك هربت منك و انكرت حبي لك رغم انه كان يكبر يوما بعد يوم في قلبي..حبك هزمني و أسقط حصون مقاومتي..لكن ارجوك ياغيز..لا تخذلني..و لا تكسرني..لأنها ستكون نهايتي هذه المرة"

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن