الفصل الثامن عشر

1.1K 53 6
                                    

امسكها ياغيز من كتفيها و اخذ يهزها و هو يصيح" كذب؟ هل انت واثقة مما تقولينه؟ هل تريدين أن اواجهك مع هاكان و أسمع الحقيقة منكما؟" امتلأت عيون يلدز بالدموع و اخذت تكرر" لا..لا تفعل ذلك..ارجوك..ياغيز..أخي..لا تضعني في هذا الموقف..هذا كذب..كذب و افتراء" تراجع ياغيز الى الخلف و قال" اختي..لا تكذبي..انني أرى الحقيقة في عينيك..كيف تفعلين هذا بي؟ كيف؟ و كيف ترضين الخيانة لنفسك؟ ألا تعلمين بأنك ستنهين نفسك و تنهينني؟ و ابنك؟ ماذا اذا علم ابنك بهذه الخطيئة المقرفة؟ هل سيحترمك؟ هل سيحبك؟ يالله..أكاد أجن..و انا الذي أثق فيك ثقة عمياء..انا الذي كنت اعتبرك مثلا اعلى..و انسانة صادقة و مثالية..يا أسفي عليك..ماذا سأفعل الآن؟ أي كلام سأقوله لك؟ و كيف اتصرف معك؟ لماذا لم تفكري بعواقب فعلتك القذرة هذه؟ لقد انهيتني يا أختي..انهيتني و قضيت علي" بكت يلدز بحرقة و انهارت على الأرض و هي تقول" سامحني يا اخي..ما عرفته هو الحقيقة..أنا آسفة لأنني خيبت أملك..الامر لم يكن بيدي..لم اكن أحب انطونيوس..ابي جبرني على الزواج منه..من اجل مصلحته و تجارته..كانت حياتي معه عبارة عن جحيم..ثم قدم هاكان الى القصر..و صرت اقضي معظم الاوقات معه..تقاربنا و وقعنا في الحب..دون ارادة مني..او منه..ذنبنا الوحيد أننا احببنا..و طلبت الطلاق من انطونيوس لكنه لم يرضى..و عشنا علاقة غرامية معا..كانت ثمرتها ابننا توران..و .." صاح بها ياغيز" اخرسي..اخرسي..لا تقولي اي شيء آخر..ليلعنك الله..ليلعنكما الله..و تقولينها بكل ارتياح..هذه خيانة يا أختي..في مجتمع محافظ و له ضوابطه و قوانينه..هذه القذارة ستجعلني أسير مدحت و تحت سطوته..اوف يا..لقد خيبت املي و طعنتني في ظهري" كانا يتكلمان و هما يسمعان صوت طرقات على الباب و صوت هزان يقول" ياغيز..يلدز..افتحا الباب..اهدئا..افتحا لو سمحتما" وقفت يلدز و سألت" هل هي من أخبرتك؟ هي الوحيدة التي تعرف هذا السر..لا بد انها من اخبرك بذلك" تمتم ياغيز ببعض الكلمات البذيئة ثم صاح" هي ايضا..هي تعلم بهذا..و أخفته عني..لا هذا كثير..كثير جدا علي..كيف سأحتمل كل هذا يالله..هذا كثير" ثم التفت الى اخته و اضاف" انت ممنوعة من الخروج من غرفتك..هل هذا واضح..لا اريد أن أرى وجهك..أبدا..و سأحاسب ذلك الحقير بنفسي..يجب أن اقتله..انه خائن و حقير"

ارتمت يلدز على ساقي ياغيز و اخذت تتوسله بصوت ضعيف" اخي..أرجوك..اتوسل اليك..لا تؤذه..لا تؤذي هاكان..أرجوك أخي..و اذا كنت ستقتله..فاقتلني معه..لا اريد أن أعيش من دونه..أتوسل اليك اخي" نظر اليها ياغيز بعيون حزينة ثم ابعدها عنه و فتح الباب و خرج..اصطدم بهزان التي كانت تقف أمام الباب..قالت" ياغيز..اهدأ لو سمحت..لنتكلم..و .." قاطعها بعصبية" لا..لن نتكلم..لقد علمت بكل شيء..علمت بذلك السر الذي اخفيته عني..لقد انكشف الآن سبب تقبلها للعلاج..و انت تواطأت معها..و أخفيت عني..يا لأسفي عليك..انت ايضا خذلتني مثلها و مثل ذلك الوضيع الذي سأقتله بيدي هاتين" امسكت هزان ذراع ياغيز و قالت بنبرة قلقة" ماذا؟ تقتله؟ و هل الأمر بسيط الى هذه الدرجة؟ أن تأخذ حياة انسان لأي سبب كان؟ لا..انا لا اصدق ما أسمعه..ياغيز..انت تخيفني" ابعد يدها عنه و رد" ليس هذا وقت هذا الكلام..هناك حساب يجب أن أصفيه" و تحرك مبتعدا عنها ..جرت خلفه و هي تحاول تهدأته لكن دون جدوى..كان هاكان يقف مع الحرس في البوابة..اقترب منه ياغيز و لكمه على وجهه بقوة فاوقعه ارضا..حاولت هزان منعه لكنه دفعها و ابعدها عنه..اخذ ياغيز مسدسا من احد الحراس و وضعه على رأس هاكان الذي لم يقم بأية حركة..صاح به ياغيز" خائن..حقير..كيف تفعل هذا بي؟ كيف؟ أنت اوفى و أخلص رجالي..لقد خنتني..و تستحق الموت..انت لا تستحق أن تعيش" جمدت هزان في مكانها و أخذت تراقب ما يحدث بعيون دامعة..لم تكن تعتقد أن ياغيز قادر على القتل..و حالة الغضب التي سيطرت عليه مخيفة و مقلقة..راح ياغيز يضرب هاكان و يركله بساقه ثم طلب من الحراس ان يرموه في المخزن..نظر ياغيز الى هزان التي كانت تنظر اليه بصدمة ..كان غاضبا منها لأنها اخفت عنه موضوع خيانة أخته..لكنه في نفس الوقت لم يستطع أن ينفذ حكم الموت في هاكان تحت ناظريها..هم بالحديث معها لكنها ابتعدت عنه و دخلت مسرعة الى غرفتها..انهار ياغيز واقعا على الأرض و المسدس لا يزال في يده..امتلأت عيونه بالدموع و راح يصيح بأعلى صوته" آااااااااه" لعل تلك النار التي تأكله من الداخل تبرد و تنتهي..لكن دون جدوى..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن