الفصل السابع

1.4K 68 7
                                    

.في مكتبه..رد ياغيز على اتصال مزعج كان ينتظره منذ مدة..قال" ماذا تريد؟ ..نعم..كل شيء كما هو مخطط له..نحن على موعدنا..من جهتي كل الأمور على ما يرام..اذا حدث أي تغيير سأخبرك..كما اتفقنا..لا..لن يكون هناك خطر..تأمين ذلك علي..تمام.. الى اللقاء" أنهى المكالمة و ضغط على الهاتف بقوة و تمتم ببضع كلمات باللغة اليونانية ..كان وجهه محتقنا و الغضب و الانزعاج باديان على ملامحه..في قاعة الرياضة..اخذت هزان تركض على آلة الجري بعد أن ارتدت زيا رياضيا مكونا من قميص بلا اكمام و سروالا قصيرا باللون الرمادي و حذاءا رياضيا مناسبا..وضعت سماعات الهاتف في أذنيها و حاولت اجهاد جسدها و شغل عقلها لكي لا تفكر في ذلك الرجل الذي سيطر على أفكارها..اقترابه منها..كلماته الغريبة..نظراته المستفزة..و تناقض تصرفاته ..صارت ترغب في الهرب بعيدا عن هنا قبل أن تتورط من جديد و تنسى نفسها..فتستسلم لمشاعرها التي أورثتها خيبة لا تريد أن تتكرر..

توقفت هزان عن الركض و أغمضت عينيها بقوة..مازال قلبها يخفق بسرعة كلما تذكرت انفاس ياغيز الدافئة تلامس بشرتها و تلهب عنقها..يرتعد جسدها و تغلي الدماء في عروقها كلما تذكرت جسدها الملتصق بجسده و رأسه المدفون في عنقها..مررت يدها على عنقها المتعرق ثم وضعتها على قلبها الذي كان يخفق بطريقة جنونية و همست" هزان..اهدإي..هذا الرجل المتغطرس لن يورثك الا خيبة جديدة انت في غنى عنها..ثم أنت و هو لا تتفقان ..و الاستفزاز بينكما دائم و متواصل..ثم لا تنسي بأنه مرتبط و ربما سيتزوج قريبا..انهي عملك و اذهبي بسرعة من هنا قبل أن تغرقي أكثر" ..انتقلت الى آلة أخرى و همت بالعمل عليها عندما رأت فولكان يقف امامها..حياها بحركة من يده و هو يبتسم..نزعت السماعات و قالت" مرحبا فولكان..كيف حالك؟" اجاب" بخير..و خاصة بعد أن أخبرني خالي بأن أمي انطلقت بالعلاج..شكرا لك هزان و لوجودك في حياتنا" ردت" لا تشكرني..هذا واجبي..و أعدك بأن صحة أمك و حالتها النفسية ستتحسن و معاملتها لك أيضا ستتحسن..المهم أن تساعدني و تكون صبورا..هي في حاجة الى دعم الجميع و الى وقوفكم معها" جلس بجانبها و أمسك يدها و هو يقول" هزان..أردت فقط أن أخبرك بأن عيد ميلاد أمي غدا و أريد أن تساعديني في تحضير حفل مفاجئ لها" ابتسمت هزان و قالت" أكيد أنا جاهزة..و أعتقد أن هذه الحركة ستسعدها و ستعيد لها رغبتها بالحياة..سأذهب لكي أستحم و نلتقي فيما بعد لكي نخطط معا..اتفقنا" رد بحماس" اتفقنا" وقفت هزان و حاولت نزع سلك السماعات من عنقها لكنه اشتبك مع خصلات شعرها المبلل و لم تعد قادرة على نزعه..اقترب منها فولكان و أخذ يساعدها على نزعه..في الخارج..كان ياغيز يبحث عن فولكان لكي يحدثه عن ترتيبات عيد الميلاد ..سأل عنه الحراس الذين أخبروه بأنه في قاعة الرياضة..أطل ياغيز برأسه من الباب..و هناك رأى فولكان و هزان متقاربان جدا كأنهما يتبادلان قبلة..جمع قبضة يده بعصبية و ابتعد مسرعا قبل ان يفقد أعصابه..

نجح فولكان أخيرا في نزع السماعات عن عنق هزان دون أن يؤذي خصلات شعرها الطويل..ابتسمت و قالت" شكرا لك..لقد أنقذت شعري هذه المرة ..أنت بطل خارق" نظر اليها فولكان و انفجرا ضاحكين بصوت عالي..في غرفته..سكب ياغيز لنفسه كأسا من النبيذ احتساه دفعة واحدة ثم ضغط عليه بين أصابعه و حطمه الى قطع صغيرة..لم ينظر الى يده التي كانت تنزف دما و لا الى قطع الزجاج التي تناثرت هنا و هناك..بل كان مشغولا بالنيران التي كانت تحرق جنبيه و تلهب قلبه..ما معنى هذا الهراء الذي يحدث معه و من حوله؟ ما معنى هذه النيران التي تلتهمه و هذه المشاعر الجارفة التي يشعر بها؟ أين ذهب ثباته و سكونه و ارادته و قلبه القوي البارد الذي لا يتأثر؟ ما هذا الجنون الذي يمر به؟ يكاد يفقد عقله و يفقد قدرته على السيطرة على نفسه..كان يعلم جيدا منذ اللحظة الأولى التي رآها فيها بأنها ستكون خطرا عليه..و بأنها ستحفر عميقا في قلبه و عقله و كل جوارحه..لكنه لم يكن يتوقع بأنها ستجعله يعيش ما يعيشه الآن..يغار من ابن اخته عليها..أيعقل هذا؟ و هذه البداية فقط..فمالذي سيحدث بعد ذلك يا ترى..وضع رأسه بين يديه و قال" توقف..يجب أن تتوقف ..لديك خطيبة أنت مجبور بها و لا تستطيع السماح لنفسك بأن تهد هذا المنزل على رأس ساكنيه..أسكت صوت قلبك الذي بدأ يعلو أكثر من اللازم و عد الى برودك و عنجهيتك لكي تنجو من نفسك و منها و من تأثيرها عليك..تجاهل ما تراه و ارتدي قناعك المعتاد..هذا ما يجب أن تفعله" ابعد يده عن وجهه و رأى الدماء تسيل منها..دخل الى الحمام و وضعها تحت صنبور المياه ثم عالجها و ضمدها..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن