الفصل السابع و العشرين

1K 44 5
                                    

صمت ياغيز قليلا ثم اجاب" بكل تأكيد..أنا معك دائما..اذا احتجت الى أي شيء في أي وقت اتصلي بي و اطلبيه مني ..و انا لن أتأخر في تلبيته" عبست ميلانيا و قطبت جبينها و هي تقول" ليس هذا ما قصدته..أقصد بأن نتزوج في أقرب فرصة..اريد أن نكون انا و انت معا..أن نعيش معا تحت سقف واحد..هذا ما قصدته" هرب ياغيز بعيونه من عينيها و قال" سنتحدث في هذا..يجب أم نفعل ذلك..هناك امور كثيرة يجب أن تتوضح بيننا" جلست ميلانيا و أشارت الى ياغيز بالجلوس ثم سألت" خيرا؟ ماذا تريد أن تقول؟" رد " ميلانيا..أعلم بأن ما سأقوله قد يكون قاسيا عليك..لكن يجب أن اوضح لك هذا..و يجب أن أكون صريحا معك..ميلانيا..لقد كنت دائما أحاول أن أتفاعل معك و أن أبادلك نفس المشاعر لكن ذلك كان صعبا جدا..كنت أضطر في اغلب الأحيان الى تمثيل دور العاشق لأن والدك كان يضغط علي و يبتزني بأملاك عائلتي المرهونة لديه لكي أبقي على علاقتي معك..و لكي لا أنفصل عنك..والدك كان يجبرني على القيام بأشياء كثيرة لا تشبهني و لا ترضيني..ليسامحه الله..أنت كنت ضحية ذلك..أنا آسف..لكنني لم أكن لك سوى المودة و الاحترام..أما الحب فكان مفقودا في علاقتي بك..أعتذر لأنني أقول كلاما قد يسبب لك ألما يضاف الى آلامك الكثيرة..لكن هذه هي الحقيقة مع الأسف" نظرت ميلانيا الى ياغيز بحزن و قالت" ياغيز..ماهذا الكلام الذي تقوله؟ أيعقل بأن تكون مجبرا على البقاء معي في علاقة؟ مالذي قصرت به معك؟ هل بخلت عليك بمشاعري او اهتمامي؟ لماذا فعلت هذا؟ ليتك لم تمثل علي و لم تواصل علاقتك معي في حين انك لا تبادلني ذات المشاعر.. هذا موجع جدا..ليتك لم تخبرني..ليتك تركتني اعيش وهم الحب معك..كيف سأعيش الآن من دونك؟ لماذا تصر على التخلي عني و أنا في أمس الحاجة اليك؟"..اخفت ميلانيا وجهها بين يديها و اخذت تنشج ببكاء صامت و مكتوم..شعر ياغيز بالأسى لحالها و الشفقة عليها..اقترب منها و وضع يده على ظهرها و هو يقول بصوت حنون" ميلانيا..اذا انتهت علاقتنا و انفصلنا فهذا لا يعني بأننا لن نلتقي ابدا أو بأنني سأترك يدك..هذا ليس صحيحا..انت وصية والدك لي..و أنا لن ادير لك ظهري و لن أغلق بابي في وجهك أبدا..تذكري دائما بأنني موجود الى جانبك و بأنك لست وحدك في هذه الدنيا" رفعت ميلانيا رأسها نحوه و سألت" هل في حياتك امرأة أخرى؟ هل تحب امرأة أخرى؟ لو سمحت..كن صريحا معي" صمت ياغيز قليلا ثم هز برأسه بالايجاب..أضافت" من تكون؟ هل هي هزان؟" اجاب" نعم..انها هزان..لقد حدث كل شيء رغما عنا..ولدت مشاعرنا من الفراغ..و .." قاطعته" تمام..لا أريد أن أعرف..هذا يكفي..شكرا على صراحتك" زم ياغيز شفتيه و قال" آسف..لم أقصد ايذاءك" نظرت ميلانيا اليه و قالت" قبل أن أنسى..ترك المحامي لدي مجموعة من الأوراق أراد أن أسلمها لك يدا بيد..لا أعلم ما هي ..و لكن يبدو بأنها اوراق مهمة" وقفت و اخذت من أحد أدراج مكتب قريب ملفا أسودا و أعطته اياه..أخذه ياغيز منها..فتحه فإذا فيه أوراق ملكية أملاك العائلة و قد سجلت بإسمه كما أخبره مدحت قبل أن يموت..تنفس ياغيز الصعداء و بدا الارتياح واضحا على ملامحه..لقد عاد الحق الى أصحابه بعد طول معاناة و تضحية..الآن يستطيع أن يعيش مرتاحا و أن ينام ملأ أجفانه..قالت" تبدو سعيدا بهذه الأوراق" قال" نعم..انها اوراق مهمة..تساوي حياة بأكملها..شكرا لك ميلانيا" هزت كتفيها بلا مبالاة و قالت" أنا لا فضل لي في هذا..والدي تركها لك و اعطاها للمحامي و انا اكتفيت بتسلميها لك..آمل أن يسير كل شيء في حياتك كما تبتغي" ابتسم ياغيز و رد" و أنت أيضا..أتمنى أن تحصلي على ما تريدين..و الآن عن اذنك..لقد تأخر الوقت" وقف و وقفت ميلانيا و هي تقول" هل ستذهب؟ مازال الوقت باكرا.. شاركني كأسا من النبيذ ثم اذهب اذا شئت..أريدك أن تجلس معي لبعض الوقت..لو سمحت" قال ياغيز بتردد" لنتركها لوقت آخر" قالت بإصرار" لو سمحت ياغيز..لأجل خاطر الأيام الخوالي..كأس على شرف انتهاء علاقتنا كخطيبين و بدأ علاقة كصديقين" بعد صمت طويل قال" تمام" ذهبت ميلانيا الى المطبخ ثم عادت و هي تحمل كأسين من النبيذ الأحمر..أعطت ياغيز كأسه و احتست هي كأسها دفعة واحدة..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن