الفصل الثلاثون

1.2K 55 13
                                    

حملق ياغيز في الطبيب لوهلة ثم أمسكه من ياقته بعصبية و صاح به بصوت مزلزل" ماذا تقول يا هذا؟ عن أي مرض و موت تتحدث؟ هل جننت يا هذا؟ لا بد أنك تهذي..هناك خطأ ما..تأكد اولا مما تقوله" ابعد الطبيب يدي ياغيز عنه و قال بهدوء" سيد ياغيز..أنا أتفهم موقفك ..لكنني واثق مما قلته لك..هكذا أظهرت التحاليل..تمنياتي بالشفاء العاجل للآنسة هزان..و كن واثقا بأننا لن نقصر أبدا معها و سنوفر لها العناية اللازمة" ابتعد الطبيب عن ياغيز الذي انهار على الأرضية و هو يضع رأسه بين يديه..لم يعد قادرا على تحمل ما يحدث معه..المصائب تنزل على رأسه كزخات المطر..قد يكون كل شيء هينا امام ما سمعه منذ لحظات من فم الطبيب..انه يخبره بأنه قد يخسر حبيبته الى الأبد ..بسبب مرض كان هو السبب فيه ..كيف له أن يتحمل هذا او أن يستوعبه..مرت الممرضات من أمامه تحملن هزان على سريرها المتحرك الى غرفة العزل الصحي..حاول الاقتراب منها لكنهن منعنه..تابع ابتعادها بعيون حزينة ملأتها الدموع و جعلت الرؤية أمامها ضبابية..وقفت يلدز بجانبه و كانت قد علمت من الطبيب بوضع هزان الصحي..أمسكت ذراع أخيها و هي تهمس" ياغيز..جنم..لندعو لها بالشفاء..ليس بيدينا شيء آخر غير ذلك" نظر ياغيز الى اخته ثم ارتمى بين ذراعيها المفتوحتين يعانقها بقوة..اقترب منهما هاكان و قال" أنا آسف ياغيز..لقد علمت للتو..يجب ان نكون متماسكين و اقوى من هذا..أنا واثق بأن هزان ستشفى قريبا..انها من أقوى النساء اللواتي رأيتهن في حياتي..ستتجاوز هذه الأزمة الصحية و ستكون على خير ما يرام" قالت يلدز" ان شاء الله" وقف هاكان بجانب ياغيز و همس" لقد ظهرت نتيجة تحليل الدم..نسبة المخدر عالية لديك..لا بد بأن تلك المجنونة تلاعبت بك و خدعتك..هي السبب فيما نحن فيه..و يجب أن تدفع الثمن غاليا" احتنق وجه ياغيز و قال بغضب" أقسم بأنني سأقتلها بيدي اذا مس هزان مكروه..لن تنال ما تريده..لن أسمح لها بالفوز..سأهزمها و أعلمها الأدب" قال هاكان" ياغيز..أعتقد بأن هناك رجلا يشاركها في خطتها القذرة..و نستطيع تخمين من يكون هذا القذر" جمع ياغيز قبضة يده بغضب و قال" الحقير أوكتاي..أيعقل أن يصل الهوس بميلانيا الى هذه الدرجة من الانحطاط؟ ..انه أمر مقرف و مقزز حقا..لكن..يلزمنا اثبات على حدوث علاقة بينهما..يجب أن أثبت براءتي أمام هزان لعل ذلك يساعد على شفاءها و تعافيها بسرعة" ابتسم هاكان و قال" دع ذلك لي..أعدك بأنني سأجد دليلا قاطعا يثبت براءتك" وضع ياغيز يده على كتف هاكان و قال" أنت تعلم أنني أعتمد عليك دائما..و أثق بك..شكرا لك"

نظر هاكان الى ياغيز و قال" و الآن يجب أن نقوم بالخطوة الأولى...اذا كان اوكتاي حقا هو المتواطئ مع ميلانيا في هذا الأمر فلن يكون له مصلحة سوى أن يستعيد هزان..و اذا فقد الأمل من ذلك..فإنه ساعتها سيقلب الطاولة على ميلانيا و يجعلها تدفع الثمن..و هذا ما يجب علينا فعله..أن نضربهما ببعض و ننظر ماذا سيحدث" قطب ياغيز جبينه و سأل" و كيف نفعل ذلك؟" أجاب" سأتصرف بطريقتي..لا تقلق..و النتيجة ستكون كما نريد" مرر ياغيز أصابعه على خصلات شعره و هو يقول" لم أفهم ما تريد فعله..و المشكلة أنني لا أستطيع أن أفهم شيئا الآن ..كل تفكيري مشغول بهزان و بوضعها الصحي الخطير..يالله..أرجوك ساعدني و ساعدها..و اشفها و عافها يا رب..و لا تؤذني فيها..انها كل ما أريد في هذه الدنيا" ..في قصر مدحت..كانت ميلانيا تجلس مع محامي العائلة و تتحدث معه حول طريقة ادارة الشركات و المصانع عندما دخل أحد الحراس و هو يقول" سيدتي..هناك من يريد لقاءك" سألت" من يكون؟" أجاب" انه هاكان..الذراع الأيمن للسيد ياغيز" قالت" دعه يدخل الى غرفة الاستقبال و سألحق بك" استأذنت من المحامي و تبعت الحارس الى غرفة الاستقبال..نظرت الى وجه هاكان الحزين و سألت بقلق" مرحبا هاكان..مالأمر؟ لماذا تبدو حزينا هكذا؟" رد" سيدتي..أتيت اليك لكي أطلب منك أن تقفي مع السيد ياغيز..انه منهار جدا و حزين..و أعتقد بأنك الشخص الوحيد القادر على مواساته في هذه المصيبة التي أصابته" سألت" مصيبة؟ عن أية مصيبة تتحدث؟ مالأمر؟ ماذا حدث؟" أجاب هاكان بنبرة حزينة" انها هزان..لقد أصيبت بحمى استوائية..و .." صمت فقالت بعصبية" و ماذا؟" رد" و ماتت منذ قليل..السيد منهار جدا و لا يستطيع أن يقف على قدميه من الحزن..لا بد بأنك تريدين أن تسانديه في مصيبة كهذه" حملقت ميلانيا في هاكان و قالت بعصبية" ماذا؟ هل أنت متأكد مما تقوله؟" و قبل أن يتمكن من الاجابة دخل اوكتاي و سأل دون مقدمات" هزان ماتت؟ مستحيل..كيف تذهب هكذا و تتركني؟ لا..لا يمكن..مستحيل" ثم التفت الى ميلانيا و لف يديه حول عنقها و هو يصيح بطريقة هستيرية" أنت السبب..أنت قتلتها..من أجل أن تفوزي بحبيبك ياغيز..خسرت أنا حبيبتي هزان الى الأبد..لو لم نخطط و ننفذ ذلك المخطط الشيطاني لما حدث هذا..ليتنا لم نتفق على خداعها و خداع ياغيز..ليتنا لم نستدرجها لكي ترى ياغيز عاريا في سريرك ..ليتنا لم نؤلمها الى تلك الدرجة..ليتها تعود على قيد الحياة لكي أخبرها بالحقيقة..ليتني أراها لمرة واحدة لكي أخبرها بأن ياغيز بريء و بأنه لم يخنها أبدا و لم يلمسك أبدا..أريد هزان..أريد أن تعود هزان حية ترزق..أريدها حية ترزق"

كان اوكتاي يخنق ميلانيا بقوة و هو يتحدث بعصبية و يعترف بكل شيء بينما كان هاكان يصور ذلك بهاتفه..أبعدت ميلانيا يدي اوكتاي عنها و أخذت تسعل بقوة و تقول بصوت متقطع" حقير..نذل..لقد..خططنا..لكل ..شيء..معا..و فعلناه..معا..لماذا تلومني لوحدي إذا..انت تريد هزان و أنا أريد ياغيز..ما ذنبي أنا ان كانت مرضت و ماتت..و اذا كنت أنا مذنبة في ذلك..فأنت أيضا مذنب بقدري ..لست وحدي الملومة على ذلك..لقد أقمنا العلاقة معا..نمنا معا..و فعلنا كل شيء معا..لذلك لا تحاول أن تحملني أنا وزر ما حدث مع هزان" أخذ اوكتاي يلطم و يبكي حزنا على هزان فيما بقيت ميلانيا واقعة على الأرض..سمعا فجأة صوت ضحك قوي يزلزل المكان..نظرا نحو الباب فلمحا ياغيز يدخل من الباب و هو يضحك بطريقة ساخرة و مستفزة..لم يستوعب أي واحد منهما ما يحدث..حملقا فيه لوهلة ثم التفتا الى هاكان فوجدا هاتفه في يده و قد وثق ما قالاه للتو..قال ياغيز ببرود" لا تستغربا أيها الحقيران..هذا جزاء خطتكما الشيطانية المقرفة..أردتما استغلالي و هدم العلاقة بيني و بين هزان..لكنكما لن تنجحا في ذلك..هزان حية ترزق..و ستتحسن و تعود الى سالف نشاطها و حيويتها..و سنتزوج أنا و هي بعد أن أخبرها بالحقيقة..و اجعلها تشاهد هذا التسجيل الجميل الذي يحتوي على اعترافكما بما اقترفتماه بحقنا..أنتما مريضان على فكرة..و يلزمكما طبيب..ما فعلتماه مقرف و مقزز..تتحدثان عن الحب و أنتما لا تعرفان عنه شيئا..أنت لا تحبينني ميلانيا..لو كنت حقا تحبينني لما رضيت أن تعاشري رجلا آخرا لكي تحصلي علي و ترغميني على الزواج منك..و أنت أوكتاي..أنت لا تحب هزان..و الا لما سرقت ممتلكات أهلها..و لما خدعتها و استغليت نقاء قلبها و صفاء نيتها..و لما لمست امرأة أخرى غيرها..كفاكما كذبا و تمثيلا و توهما..كل واحد منكما لا يحب الا نفسه..أنا لهزان..و هزان لي..و لن يستطيع أي أحد أن يفرق بيننا..افهما هذا جيدا..و قبل أن أنسى..انتظرا عقابا قاسيا من أهل الجزيرة اللذان صار لديهم علم بالعلاقة المقرفة التي مارستماها معا..اما سيجبرانكما على الزواج من بعضكما..أو سيطردان كلاكما من الجزيرة..و سيكون هذا عقابا عادلا بعد كل ما فعلتماه..هاكان..هيا لنذهب من هنا" هجم اوكتاي على هاكان و حاول أن يأخذ منه الهاتف لكن ياغيز سحب مسدسه و وضعه على رأسه و هو يقول" تراجع الى الخلف و الا أفرغت رصاص المسدس في رأسك" جثى اوكتاي على ركبتيه فنادت ميلانيا على الحراس و أمرتهم بمنع هاكان و ياغيز من الخروج لكنهم لم ينفذوا أوامرها..كان جميعهم يحبون السيد و يخضعون لأوامره..فغادر ياغيز و هاكان القصر..

سيّد اليونان المتغطرسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن