رهان بلا رابح - الجزء الأول من سلسلة غرباء جمعتهم الأقدار - الفصل الحادي عشر

127 9 2
                                    


عاد أماني..
عادت أُنستي..
عاد الفرح لحياتي..
ما أن عُدت أنت.. عادت البهجة لعالمي..
قلبي وروحي يندفعان لتوسلك ألا تتركني مرة أخرى.. وكرامتي تمنعني..
وبين هذا وذاك لا أملك سوى التشبث بك.. علّ يدي المشدودة على مرفقك تخبرك بما عجز عنه لساني..
*****
نظرت لنفسها مرة أخيرة قبل أن تتحرك وتحمل حقيبتها البيضاء وأسرعت الخطى تهبط الدرج ثم اتجهت للباب وقبل أن تخرج وقفت تلتقط أنفاسها واستقامت بوقفتها بينما تحاول تخفيف تلك الابتسامة البلهاء المرتسمة على شفتيها قبل أن تخرج بمنتهى الهدوء والأناقة.. اتجهت للسيارة الرياضية الزرقاء الداكنة بينما صاحبها يجلس خلف المقود بانتظارها وما أن اقتربت التفت ينظر لها وهو يتأمل ثيابها المؤلفة من بنطال من الجينز وكنزة ضيقة بلون أبيض تظهر ذراعاها وجزء من كتفيها.. وما أن وصلت للسيارة التفت لها بجسده بينما يفرد ذراعيه على هيكل السيارة فأرادت أن تتنهد بحالمية وهي تفكر أنه وسيم لدرجة أن يفقدها عقلها كعادته يرتدي كنزة بيضتء فضفاضة مفتوحة لمنتصف صدره وبنطال من القماش بلون أسود.. أنزل النظارة الشمسية عن أنفه قليلا وابتسم قائلا:"عزيزتي رحمة متى كانت آخر مرة خرجنا بها معا.."
استغربت سؤاله بينما انتظر هو لثوانٍ قبل أن يكمل:"ماذا كانت قواعد الخروج مع رجل من الجنوب؟.."
تمتمت بتفهم بينما توميء ثم ردت:"لكن كان هذا منذ زمن مازن ومظهري سيفسد تلك الكنزة لا يجب أن أرتدي فوقها أي شيء والبنطال لابد أن.."
ارتفع أحد حاجبيه بينما يستمع لكلماتها محاولا التركيز بها لكنه لم يقدر وقاطعها قائلا:"لن يحدث أيًا من هذا لا تقلقي لن يفسد مظهرك.. كما لن يحدث أن تسيري معي بهذا الشكل.. فعودي للبيت وارتدي شيئا فوق هذه الكنزة قبل أن آتي وأجبرك على ارتداء إحدى العباءات السوداء التي تكرهينها.."
تأففت بحنق ورفعت حقيبتها وهي تلتقط السترة الصيفية المصنوعة يدويًا وارتدتها وربطت حزامها ثم ركبت بجواره والتفتت له بعدها وهي تبتسم بسخافة وتسأله:"هل يعجبك هذا.."
ابتسم ورد:"طبعًا يعجبني.."
ابتسمت رغما عنها بينما تسأله:"أين سنذهب؟؟"
التفت يشعل المحرك وهو يرد:"سنتناول الفطور في ميدان إيكاديلي بعدها سنذهب بجولة"
******

كانت تجلس وهي تشعر بضياع على المقعد الخاص بمكتبها بينما تلقي رأسها على المكتب بتعب وتنظر لباب مكتبه الذي اختفى خلفه بعد أن أفاق وابتعد عنها كالملسوع.. كان سؤالا واحدًا لا يتوقف عن التردد برأسها (هل حدث هذا فعلا؟).. كانت تشعر بالندم والخوف لكن لا يمكنها نكران أن تلك القبلة وتلك الكلمات التي كررها عليها أسعدتها أكثر من أي شيء.. أغمضت عيناها
بشدة وهي تشعر بالخجل لما حدث فهي لم تحاول منعه أو إبعاده وبالتأكيد أنه الآن سيظن أنها فتاة بلا أخلاق.. والأسوأ والذي لا تستطيع استيعابه أنها تعترف لنفسها بأنها كانت سعيدة بين ذراعيه ولم ترده أن يتوقف.. نهضت وقد قررت أن عليها مواجهته.. ستعتذر أو تهرب وتغادر.. ستفعل أي شيء لكنها لن تتحمل هذا الهدوء أكثر..

رهان بلا رابح - الجزء الأول من سلسلة غرباء جمعتهم الأقدار - ريم الحسينيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن