أي نصيب كان..
من وضعك بالبال والحسبان..
أخبرتك لمرات لا تلعبي بالنيران..
وتجنبي قسوة ابن الصحراء..
انظري لنفسكِ الآن..
بعيدة عن كل ما أردتِ وكل ما امتكلتِ..
غدًا تعلمين أنكِ امتلكتِ أكثر مما تمنيتِ..
غدًا تندمين لكن هيهات بعد فوات الأوان..
***
طرق عنيف على باب المنزل جعل الجميع يستيقظ بينما أسرع تيمور يختبئ بغرفته وهو يهمس بصوت مسموع لوالدته التي خرجت من غرفة نومها تفرك عيناها: "إن كان أحد الدائنين أخبريهم أني لم أعد للمنزل منذ البارحة.."
راقبته حسنية بينما يتحرك ليختبئ وهي تشيعه بخيبة أمل وتدمدم بسخط وهي تتحسر على خيبة أملها بينما تلتفت وتتحرك ناحية الباب وما أن فتحته تفاجئت بدفعة عنيفة لتتراجع رغمًا عنها بينما ترى الثور الغاضب المندفع من الخارج يسأل بحدة وعنف: "أين ليان؟!"
أخذ يتلفت حوله بالمكان بينما هي تحاول استيعاب وجود ذلك الرجل ببيتها قبل ان يلتفت نحوها وهتف بحدة: "ماذا فعلتم بها.. أين هي؟!.. ليـــان.."
كان ندائه باسمها عاليًا وبالتأكيد سيتسبب لهم بفضيحة أخرى لذا قررت الهتاف بوجهه وطرده.. لكن قبل أن تنفذ ما ببالها التفت ينظر لها.. وعندها تمكنت من رؤية ذلك الظلام بعينيه.. نظرة لم تترجم أو ترى بها أي شيء لكنها شعرت بالفزع وحسب.. ورغمًا عنها تراجعت ترد بتوتر: "ليست... ليست هنا!"
-:"كاذبة"
صرخ بها بوجهها وجعلها تتراجع أكثر قبل أن تسمع صوت خطوات من غرفة تيمور تتجه نحوهم.. وعندها ازداد انعقاد حاجبيه قبل أن يتحرك بثانية ويمسك رقبة تيمور الذي كان قد خرج من مخبئه ليعلم ما يحدث وليته لم يفعل.. فما أن خرج من باب الغرفة رأى ذلك الرجل وقبل أن يفكر بالالتفات أو الركض وجده يندفع نحوه ممسكًا بعنقه بينما ينظر له بنظرة مخيفة قبل أن يهتف: "أين أخذتها.. أين ذهبت بليان أخبرني!!"
كان يختنق بالفعل ولم يكن قادرًا على نطق حرف حتى.. فنظر لوالدته يستغيثها.. وعندها أفاقت من حالة رعبها واقتربت منهم سريعًا وحاولت ابعاده وهي تهتف: "أخبرناك أننا لا نعرف عنها شيئا منذ غادرت معك ذاك اليوم!"
لولا إنه قرر تركه وإلقائه أرضًا ما كانت لتحركه قيد أنملة.. لكن ما أن التفت لها هتفت: "ابحث عنها بمكانٍ آخر غير هنا.. فلابد أنها ملت من أحضانك وذهبت للبحث عن أحضان أخرى!"
اتسعت عيناه لثانية قبل أن ينعقد حاجبيه.. لكن قبل أن يهتف بها فكر لثانية.. ثانية كانت كفيلة بلمح ذلك الإطار الحامل لصورة ابنها على المنضدة الخشبية خلفها.. وعندها اندفع نحوه والتقطه ثم التفت يسير ناحية الباب وقبل ان يخرج التفت لها قائلا: "سأتأكد من كلامك والأفضل أن تكوني محقة يا هذه.. لأني لن أرحمك إن لم تكوني!"تحرك بعدها متجهًا لسيارته وانطلق بسرعة.. طيلة الطريق كانت كلماتها تتردد بباله.. ليس لأنه يصدق افترائها لكنها بدت مرتعبة وخائفة رغم ادعائها العكس لذا من المستحيل أن تكذب.. تنفس بصعوبة وهو يفكر باحتمالية أن تكون محقة.. إذًا أين ذهبت ليان؟.. من أخذها من منزلها وهي غادرت معه بملئ إرادتها.. وصل إلى منزلها وأسرع بالخروج من السيارة حاملًا الصورة.. اتجه مباشرة إلى شقة تلك السيدة وطرق الباب.. وبعدها بفترة فتحت له وقد بدا عليها علامات النعاس لكنه لم يهتم.. وقبل أن تسأله عن أي شيء وضع الإطار أمامها يسألها: "هل كان هذا من خرجت معه؟"
بدت السيدة محتارة لثانية قبل أن تفهم مقصده وتنظر للصورة بإمعان قبل أن ترد: "لا.. ليس هذا"
عادت تنظر له وبلحظة رأت النظرة الغاضبة تبدلت لتصبح أخرى حائرة مرتعبة فأشفقت عليه وأكملت: "لقد بدت غريبة كأنها كانت تبكي لساعات وقد بدت وكأنها مجبرة على الخروج.. لذا توقعت إنه شقيقها فقد انتظر بالخارج وأخذ يستعجلها بالرحيل؟؟"
تنفس يزيد بعنف محاولا استيعاب ما قالته.. إن لم تكن غادرت مع أخيها فأين ذهبت.. وعندها لاحت جملتها الأخيرة بباله: "لقد بدت وكأنها مجبرة"
وعندها لاح بباله شخص واحد لا غير.. شخص كان يعلم أنه لن يمرر قرار ارتباطه بليان ببساطة.. وعندها التفت بحدة ليغادر دون إلقاء السلام حتى..
أنت تقرأ
رهان بلا رابح - الجزء الأول من سلسلة غرباء جمعتهم الأقدار - ريم الحسيني
Actionمقدمة السلسلة *** تجمعنا الأقدار وتفرقنا.. تتلاعب بنا كبيادق الشطرنج برقعة كبيرة اسمها الحياة بعضها تسعدنا.. بعضها تحزننا.. وبعضها يصيبنا بالحيرة فلا هي سعيدة.. ولا هي حزينة . بل تتخبط بين السعادة والحزن.. بلحظات السعادة تتناسى كل الحزن.. وبلحظات...