البارت الثامن

79 6 1
                                    

البارت الثامن
كانت تقف مع تلك السيداتان تتحدث معهما في شتى الأمور لتسمع صوت تألفه كثيراً
: هاي
إحدى السيدتان: هاي عمار أخبارك
لتنظر بجانبها تجده واقف بهيبته وعلى ثغره تلك الابتسامة اللعينة
السيدة الأخرى: إنت رجعت أمته ؟
عمار بإبتسامة: من فترة
ثم نظر لنيهال بإستفزاز :
مفيش حمدالله على السلامه ولا إيه ؟
نظرت له بقرف ثم أدارت وجهها الجهة الأخرى دون أن ترد ،شعرت السيدتان بالحرج فقامو بالإستئذان وذهبو ليكمو الحفل..
ما إن غادر السيدتان حتى وضع يده في جيبه بتكبر :
مكنتش اتوقع إن دي تبقى مقابلتك ليا بعد الفترة دي كلها !
نيهال بحده : إيه إلي جابك ؟
عمار ببرود : أدهم عزمني فقولت أشوفك بالمرة
نيهال بسخرية : لا والله كتر خيرك ،يلا مع ألف سلامة
عمار: إنت بتطرديني؟
نيهال بنفاذ صبر: إنت مش باركت وجيت وشفتني زي ما بتقول ممشيتش ليه ؟
عمار بمكر : إنتي قلبك اسود أوي يا نينو كل دا ومنستيش
نيهال بغضب : ومش هنسى وبعد أذنك أنا قفلت الموضوع دا من زمان ومفيش عندي اي استعداد افتحوا تاني ولا طايقة أشوفك أصلا
عمار بهدوء : نيهال أنا ..
قطعه صوت ياسر الذي أتى من خلفهم فلقد كان يستمع لحديثهم دون أن يلاحظه أحدهم
: هي مش قالتلك يلا مع السلامه ولا البعيد مبيفهمش
عمار بسخرية : أهلا ياسر بيه ليك واحشة ياجدع والله
ياسر : على عكسك بالظبط ،ويلا امشي من هنا 
عمار : ياسر ملكش دعوة بالموضوع دا
ياسر وهو يضم يده لصدره : آمال مين إلي ليه ؟ هي بنفسها وقالتلك مش عايزة تشوفك يبقى لسة إيه تكلمو فيه ؟؟
كادت نيهال أن تدير وجهها لتغادر ولكن أمسك عمار معصمها
: استنى
وضع ياسر يده على ذراع عمار الممسك به معصم نيهال وهو يقول بغضب شديد:
سيبها أحسنلك
ترك عمار يدها بسخرية : من أمته الحب !
تنهد ياسر بغضب وقال : إياك بس تفكر مجرد تفكير إنك تيجي جمبيها تاني وأنا أقطعلك دراعك دا
نيهال بحزم : عمار امشي من هنا وكفاية أوي لحد كدا
عمار بتحذير : ماشي بس هرجع تاني وهحاسبكو واحد واحد
ثم إتجه إلى أدهم الذي كان يجلس بجانب زوجته في المكان المخصص لهم ، ما إن رأه أدهم حتى تغيرت ملامح وجهه للغضب ،فلاحظت نورهان ذلك فقالت بهمس : مالك وشك أتغير ليه ؟
لم يجب بل ظل ينظر على ذلك الذي أكمل المسير إتجاهه بإبتسامة مستفزة ..
عمار وهو يمد يده ليصافحه : مبروك يا برنس
أدهم وهو يمد يده بوجه خالي من الملامح : الله يبارك فيك
عمار لنورهان : ألف ألف مبروك يا عروسة
نورهان بإبتسامة: الله يبارك فيك
عمار وهو يقترب من أدهم كأنه سيعانقه :
طول عمرك بتقع واقف يا بن التهامي
احتدت نظرات أدهم فأكمل عمار
: ربنا يكفيك شرها أصلها مش هتبقى بعيدة عليا
ابتعد أدهم عنه بغضب : كلمة كمان وهدفنك مكانك
عمار بإبتسامة: اسيبك بقى تكمل الليلة يا القمر دي
ثم نظر لنورهان بنظرات لم تفهمها ثم اتجه لخارج القصر بأكمله ..
نورهان: هو مين دا ؟
أدهم بحده : ملكيش دعوة بيه
صمتت ولم تعترض
أما نيهال فنظرت لياسر : شكراً
ياسر وهو يحاول أن يخفي غضبه : بقى نيهال هانم بذات نفسها بتشكرني أنا! مش معقولة
نيهال بإبتسامة: مش معقولة ليه ؟
ياسر : هو إيه إلي رجعو ؟
نيهال : مش عارفه
ياسر وهو ينظر لملامح أدهم بعد أن أبتعد عنه عمار :
بس شكله مش ناوي خير أبدا
لاحظت فيما يفكر فقالت :
إنت كنت تعرفها منين ؟
نظر لها ياسر بضع ثواني ثم قال:
موضوع طويل .. أنا رايح أشوف يزيد
ثم تحرك من أمامها وذهب لأخيه الذي كان يقف بعيداً بمفرده يحدث أحدهم في الهاتف ، اقترب ياسر منه وجده قد أغلق ليقول :
في أي مالك ؟
يزيد بحنق : ملك مإجتش
ياسر بضحك وهو يضع يده على ذراعه : تعيش وتاخد غيرها شوفت أهي الشياكة دي كلها في الفاضي
يزيد بتأفف: تلاقيك مكنتش مسامح في الحاجة بتاعتك
ياسر بضحك : طب قولي هي مإجتش ليه ؟
يزيد بتنهيدة : بتقولي أخوها مرداش وبتقول كمان إن هو إجا
ياسر : هو أسمو إيه ؟
يزيد محاولا التذكر : مش فاكر بس هي من عيلة النجاري
ياسر : اه تلاقيه ماجد المجاري إلي هناك دا
ثم أشار عليه فنظر يزيد له بغل : أروح اخنقو ولا أعمل فيه ايه ؟؟
ياسر بضحك : تعالى ياعم نتبسط بالحفلة شوية وسيبك منو دلوقتي
يزيد بإعجاب : بصراحة الحفلة تجنن
ياسر : ما إنت عارف سوزي لما بتدخل في حاجة ..
انتهت الحفلة وذهب كل شخص إلى غرفته والباقية إلى منازلهم ..
في غرفة أدهم :
أبدلت نورهان فستانها بمنامة حريرية ومريحة وخرجت من المرحاض لتجده مازال جالس على حالته السابقه منذ دخولهم الغرفة ،فقد يجلس على الفراش وينظر للفراغ بصمت ..
أما هو فجلس يفكر في حديث عمار الذي لم يغيب عنه وجعله يتذكر ما حدث مُنذ سنتين ..
فقد كان يعشق نيهال حتى الموت مُنذ صغرها ولم يخبر أحداً بذلك سوى صديقه المقرب عمار ؛ ولكن كان دائما يلاحظ معاملتها المليئة بالجفا معه ؛ولكن لم يستسلم وأخبر والده برغبته في الزواج منها وبالفعل قام والده بعمل أكبر وأرقى خطبة لهم ؛ ولكن لم تتغير معاملته معه إطلاقاً وفي يوم من الأيام...
خرج من شرودها على صوتها الرقيق :
أدهم ؟
أدهم ببلاه: نعم !
نورهان : إنت كويس ؟
تنهد بقوة ثم نهض متجهاً للمرحاض : أيوه كويس
دخل إلي المرحاض ووقف أسفل المياه الباردة ظنا منه أنها ستطفيء تلك النيران التي إشتعلت بداخله منذ زمن ، فعلى الرغم من أنه لم يعد يحب نيهال أو يكن لها أي مشاعر ولكن مازال لا يستطيع نسيان ما حدث ..
أما هي فكانت تشعر بأن هناك خطب ما وإنتبها فضول لمعرفة من هذا الشخص، فعزمت على فعل شيء ما ولكن غداً..
إستلقت نيهال على فراشها وهي تنظر لتلك الصورة التي تجمع ياسر ونوران بحيرة ..
فما تلك العلاقة التي تجمعهم ؟ ومن متى ؟ والأهم ماذا ستفعل بتلك الصورة ؟
وقفت سوزي في الشرفة بحزن وهي تتذكر تلك الحسنة الموجودة في ظهر نوران ثم أت في بالها صورة تلك الفتاة التي يبدو أنها لم تكمل السابعة من عمرها وهي تركض بإتجاهها وتحضتنها .
سقطت دموعة من عينها لتزيلها بيدها، وتلتفت لزوجها المستلقي على الفراش
: هو إنت متعرفش حاجة عن أهل البنت دي ؟
عتمان بتنهيدة : لا لسة مسألتش عليها بس إلي مطمني إن أدهم مبسوط ودا أهم حاجة عندي
أمات سوزي برأسها وهي تقول لنفسها : مستحيل أصلا تكون هي ..
عاد حازم إلى منزله بلهفة كبيرة لكي يستفسر من أخته على كل شيء يخص تلك الفتاة ..
في اليوم التالي ذهب هو وأدهم إلى شركة النجاري ليتفقو على كل شيء يخص شراكتهم ..
ماجد وهو يغلق الأوراق التي أمامه: كدا يبقى اتفقنا وانشاء الله الافتتاح يبقى الأسبوع الجاي
أدهم: ليه هنستنى كل دا بدل كل حاجة جاهزة خليه بعد بكرة
حازم بتأكيد : أدهم عندو حق كل حاجة جاهزة يبقى ليه التأخير
ماجد بتفكير : امم خلاص ماشي أنشا...
كان سيكمل حديثه ولكن قاطعه تلك التي دخلت دون إذن وهي تقول بغضب
: إيه إلي عملتو دا يا ما..جد
شعرت بالخجل عندما لاحظت هذان الجالسان ينظران لها بإستغراب ونظرات أخيها المحرقة..
أسيل بحرج : أنا آسفة..هاجي وقت تاني
ثم كادت ان تلتفت حتى قطعها صوت أخيها
: استني يا أسيل
ثم نظر لحازم وأدهم: دي أسيل أختي وبتشتغل معايا هنا في الشركة

#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"

جراح لا تُشفىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن