في اليوم التالي كان حازم وياسر قد عادا إلي منازلهم وكان حازم قد عزم بداخله على أن يخبر صديقه بما حدث بليلة أمس ولكنه أنتظر عندما يعود خوفه بأن يخبره على الهاتف فيفعل أدهم شيء يندم عليه فيما بعد ،فهو أدرى بصديقه وقت غضبه .جلس ماجد على طاولة الطعام بإنتظار شقيقاته لكي يفطرو سويا كعادتهم ..
جلست أسيل على الكرسي المجاور له ليسئلها بإهتمام :
ملك فين ؟؟
أسيل: فوق لسة نايمة
ماجد بحده طفيفه : إيه نايمة لي لدلوقتي ؟ والكلية بتاعتها ؟
أسيل: أنا مردتش اصحيها قولت اسيبها ترتاح شوية بالذات إنها امبارح كان باين عليها التعب
ماجد : التعب ..لي مالها؟
أسيل: مش عارفه والله أما اجي من الشركة هحاول أتكلم معاها وافهم منها
أمأ ماجد برأسه وهو يكمل طعامه لتكمل أسيل:
حنين كانت عاوزة تيجي معايا دار الأيتام أي رايك نخدها ونروح انهاردة علشان إنت بقالك كتير مروحتش والولاد عاوزين يشوفوك ؟
لا يعلم ماذا اصابه عندما سمع ذلك الاسم فهي من أتت في عقله وتفكيره فهو يحاول أن ينساها بشتى الطرق ولكن لا يدري لما يتذكرها دائمًا حتى عندما يكون الحديث عن أخرى ؛ولكن الاسم نفسه ..
تنهد بهدوء عكس ما بداخله ليقول :
حنين دي الي كانو جيرانا زمان ؟؟
أسيل: ايوه لما حكتلها عنهم حبت إنها تيجي معايا
ماجد : تمام ماشي بعد الضهر نروح سوى
ثم نهض من كرسيه وهو يقول : خلصي فطارك وأنا هستناكي في العربية
خرج من القصر وهو يلوم نفسه كثيراً فلما دائما يتذكر تلك حنين ، دائما تأتي في باله ويتخيلها أمامه يتخيلها بكل تصرفاتها "ضحكتها ..نظراتها..طريقة تحدثها "وكل شيء يخصها فلا ينكر أنه في ذلك الأسبوع كان يراقبها من حين لآخر ، لا ينكر أنه يريدها دائما أمام عينه ؛ولكن لما لا يدري !!كانت نيهال تقف في شرفتها لتجد سيارة ياسر تدخل من بوابة القصر لتشعر فجأة بأن روحها قد عادت إليها لتركض بفرحة إلي خارج غرفتها وتقف أمامه تنتظره حتى رأته على أول الدرج لتتظاهر بأنه كانت ستنزل إلي الأسفل حتى نظر لبعض وجهًا لوجه لتقول له بابتسامة: حمد الله على سلامتك .. إنت جيت أمته ؟
نظر لها ياسر عدة دقائق بصمت لتقول : مبتردش ليه ؟
أخفض رأسه بحزن واضح ومر بجانبها كأنها لا يراها تمامًا .
في تلك اللحظة شعرت بأن قلبها قد سحق وتحول إلي قطع صغيرة فهو لم يكلف نفسه حتى أن يجيبها ، فهو لم يكن أبدا هكذا معها !
فدائما كان ودود معها وكان يعامله بطريقة حسنة على الرغم من عجرفتها معه ولكن الآن.. أصبح هكذا!
لتعتقد أن كل هذا بسبب تلك الفتاة لتقول لنفسها :
"أن لازم أخلص منك استحالة اسيبك لغيري يا ياسر "أما هو فدخل إلي غرفته وخلع رابطة عنقه وألقاها على الأرض بأهمال ثم خلع جاكته وألقاها على الأرض أيضاً واتجه إلي الشرفه وأخذ يستنشق الهواء فهو يشعر بالإختناق منذ أن رأها وبالأخص عندما رأى "إبتسامتها "
فلقد شعر بغصه في قلبه لأن ما أتى في خاطره أنها تجامله ولم لن تُحبه أبدًا ،فعلى الرغم من سنوات عشقه لها لم تراه أبدًا سوى واحد سَكير لافائدة منه ..
دائمًا كان أدهم عائق بينهم ومن بعده عمار وحتى الآن عمار مازال بداخلها أما هو فلا مكان له ..
يمكن أن تكون علاقتهم تحسنت ولكن كصديق لا غير !!
كانت كل هذه الأفكار بداخله تخنقه كثيرًا ، ولكن ماذا يفعل فهو حاول كثيراً نسيانها فلم يقدر أبدا ..
كل مرة يحاول أن يتخطها يصرخ قلبه وعقله معًا بإسمها ؛" فيبدو أنه حفرة بداخله كالوشم ولن تخرج منه سوى بموته ".كانت نورهان تبحث في أرجاء غرفتها بفضول لإستكشاف أي شيء يخص ذلك الأدهم ، فهي باتت تحبه كثيراً وعزمت على أن تحاول التقرب له بأي طريقة ولكن هي لا تعرف عنه شيء ،فقررت البحث في غرفته لعلها تعرف أي شيء يحبه أو حتى يكره ..
ظلت تبحث حتى وجدت في خزانة ملابسه أسفل ثيابه صندوق خشبي ليس صغير ولكن متوسط الحجم أخرجته بسهولة ووضعته على أرضية الغرفة وأخذت تتحسسه بيدها :
يا ترى في إيه الصندوق دا ؟
حاولت فتحه ولكنها وجدته مقفل بأحد الأقفال
نورهان : مفتاح القفل دا فين ؟ ممكن يكون مع مفاتيح عربيتو ؟ وممكن بردو يكون القفل قديم وملوش مفتاح ؟
اخذت تفكر في طريقه لفتح ذلك الصندوق حتى سمعت صوت طرق على الباب لتجيب بخوف :
مين ؟
ليأتيها صوت نور : أنا يا نوران
لتبتلع ريقها وترفع الصندوق لتضعه بمكانه كما كان وهي تقول : دقيقة بس يا نور
وضعت الصندوق كما كان وأغلقت الدولاب وفتحت لها
نور بفضول : كنتي بتعملي اي كل دا ؟
نورهان بكذب : كنت تعبانة شوية مكنتش قادرة أقوم
نور : تعبانة ..نروح نكشف؟
نورهان : لاء مش مستاهلة دا دوخة بس بقالها فترة كدا بتجيلي تلاقيها انيميا بس
من سوء حظها أن سوزي كانت تمر من أمام الغرفة في ذلك الوقت وسمعت ذلك الحديث لتنسى كل مشاكلها وتفكر في هدافها من البداية وهي تقول لنفسها:
دوخة ..يا مصيبه لو كانت حامل ؟ يعني بعد دا كلو أطلع أنا وولادي من غير أي حاجة وأدهم بيه هو إلي ياخد كل حاجة ..استحالة أنا لازم أخلص من المصيبة دي !في سيارة أدهم كان يقود بسرعة جنونية فعندما أخبره حازم بكل شيء شعر بأن البركان الموجود بداخله لم يعد يستحمل أكثر حتى إنفجر ليحرقهم بنيران غضبه ..
كان يقود وهو لا يرى أمامه سوى شيء واحد وهو ذكريات كل ما كان يحدث ..
#يتبع