كان يزيد في كليته يبحث عنها ولكن لم يجدها حتى إنه حاول الإتصال بها ولكن هاتفها مغلق، شعر بداخله بالقلق عليها ولكن ماذا يفعل حتى إنها لا تعرف رقمه الجديد ..
دخل أدهم من بوابة القصر وهبط من سيارته كالمجنون ودخل إلي القصر وهو لا يرى أمامه سوى الطريق لغرفتهم وصل إليها بسرعة كبيرة غير مبالي لصوت والده الذي كان يناديه..
فتح باب الغرفة بوجه الغاضب وشعره المبعثر على رأسه بطريقه عشوائيه وربطه عنقة التي موضوعه حول رقبته بإهمال..
وجدها تجلس بجانب نور على الأريكة يتابعان إحدى المجلات ،لتنظر له نور بخوف فهي تعلم تلك الحالة جيداً فهذا هو هدوء ما قبل العاصفة الخاص به ..
نور بقلق : في حاجة يا أبيه ؟
أدهم بحده : اخرجي بره
نور بتردد: لي ف في حاجة ؟
أدهم بصوت زلزل الأرض من حولهم: سمعتيني قولت اي ؟؟؟
نور وهي تقف : ح حاضر
اتجهت نور للباب أما الأخرى فكانت تجلس غير مستوعبة ما يحدث أمامها فتلك المرة الأولى التي تراه بتلك الهيئة أو بتلك الحدة ، لا تنكر أنه دائما كان صاحب هيبه تجعل كل من أمامه يهابه ولكن لم يكن بتلك الحدة يوماً أو أنها هي من لم تراه هكذا يوماً ..
ما إن غادرت نور الغرفة حتى اغلق الباب بقوة كادت أن تكسره لسقط أرضاً أو بالأصح أغلقه بقوة مصاحبة لصوت سمعه كل من في القصر .
نورهان وهي تبلغ ريقها : في أي..مالك ؟
لم يجيبها بل بدأ يقترب بإتجاهها بخطوات بطيئة..
نورهان بخوف : مالك يا أدهم..فيك حاجة ؟
أدهم وقد وصل إليها ولم يعد بينهما سوى سنتي مترات قليلة :
عملت كدا لي ؟
نورهان برعب : عملت اي ؟
أمسك معصمها بقوة لتصرخ تلقائيا من أظافره المغروزة في جسمها ..
أدهم بصوت منخفض غاضب : أي بينك وبين ياسر؟
فتحت عينيها بصدمة كبيرة من سؤاله ذلك ..
لم يجد رد منها فدفعها بيده لتسقط على الأريكة لتتنهد بصوت عالى وهي تتحسس يدها ..
أدهم بحده : مش هكرر أسألتي تاني ؟
ابتلعت ريقها وقالت : قولي عملت اي الأول ؟
أدهم بحده : إنتي إلي كلمتي الصحافة وبعتي ليهم معلومات عن سوزي ؟
نورهان بكذب : معرفش حاجة عن الكلام دا
شعر أدهم بالجنون فوجد أمامه إحدى الزهريات موضوعة على الطاولة الموجودة بجانب الأريكة فأمسكها وألقاها على الجدار لتتحول لقطع صغيرة واتجه لتسريحة الكبيرة ويبدأ بتحطم العطور ومستحضرات التجميل حتى لم يبقى عليها أي شيء غير عابيء بصوت والده الذي يطرق باب الغرفة بقوة مناديا إيها وخلفه سمير الذي أحضرته نور بعد ما أخبرته بحالة أخيها تلك حتى أن سوزي ونيهال وجميع الخدم حضرا على أصوات التكسير تلك ..
عتمان : أنا خايف يعمل فيها حاجة ؟
سمير لعتمان : اكسر الباب ؟
عتمان بحزم : استنى كدا يمكن يرد
بداخل الغرفة أمسك بأحد قطع الزجاج المكسور وألقاها على المرآه الكبيرة لتتهشم بقوة أمام عينيها ..
لتشعر أنها أمام ثور هائج لتصرخ بقوة :
كفاية بقا ..هحكيلك كل حاجة
هدأ أدهم قليلا وقال : ايوه كل حاجة..عاوز افهم لي بتعملي كل دا ..وتعرفي ياسر منين ؟
نورهان وهي تتنهد بإرتياح : حاضرر ..بس مش هنا
أدهم وهو يضيق عينيه : لي ؟
نورهان : لما احكيلك هتفهم ..
أدهم بنفاذ صبر : عاوزه تحكي فين ؟
نورهان بتنهيده : في شقتي القديمة
أدهم: ماشي يلا
أمأت برأسها وإتجهت خلفه ليفتح ذلك الباب ليجد الجميع يقفون أمامه ينظرون إليهم بتوجس ..
نظره أدهم خلفه لتتلاقي أعينهم ليشعر الإثنان أنهم في مأذق .
مد أدهم يده وأمسك بيدها وسارا خلف أنظارهم غير عابيء بتساؤلات والده الغاضب ولا بحديث سوزي ونهال ولا حتى الخدم ..
عاد يزيد إلى غرفته وبداخله دهشه من أخيه صاحب المزاجي المتقلب ولكن بداخله دهشة أكبر بشأن حبيبته التي تغيرت عليه فجأة ..
كان ماجد بغرفة مكتبه الموجودة بالقصر حينما طلب عمار مقابلته .
جلس عمار أمامه وبعد ثواني من الترحاب قال عمار بإبتسامة بشوشة : أنا عامل حفلة عندي بكرة بليل وطبعاً مش محتاج دعوة إنتي والقمرات الصغيرين
ماجد بود : دا أكيد يا بشمهندس
أخذ الحديث مجراه الطبيعي دون أن يشعر ماجد بأي شيء غريب ..
بعد فترة دخلت أسيل لتلقي عليهم التحية ثم غادر عمار ونهض ماجد لكي يذهب مع أخته للمكان المتفقين عليه صباحاً ..
وقف أدهم بسيارته أسفل البناية التي بها شقة نورهان ليهبط الإثنين منها ثم حادثت نورهان ياسر وطلبت منه المجيء إليها تحت أنظار أدهم ولكنه لم يعلق فالوقت حان لمعرفة الحقيقة ..
وصل ماجد إلي منزل صديقة شقيقته وأخذ ينتظرها بالسيارة وهو غير مكترث ..
أسيل بإبتسامة : أهي جت أهي
لم يكترث ماجد بالنظر إليها بل أشغل محرك السيارة واستعد للتحرك وفجأة ..
#يتبع