عاد أدهم إلى الغرفة الموجودة في الفندق وأخذ يسير بها ذهاباً وإياباً ، فلقد أصبح في حيرة كبيرة من ذلك الأمر..
فهو لا يعلم ما نوع العلاقة التي بينهم وإلي ماذا وصلت ؛ ولكن كل ما يعلمه أنه يجب أن يعلم كل شيء يخص ذلك الأمر ولكن كيف ؟؟
اتجه للشرفة ليجدها تجلس على رمال الشاطئ بشرود تام ، ودون أن يسمح لنفسه بالتفكير هبط مسرعاً ليذهب إليها ..
ما إن وصل إليها وكاد أن يجلس بجانبها حتى رأى شخص ما ..
أدهم بهمس : عمار !
اقترب منه عمار بإبتسامته المستفزة : دومي حبيبي ،مش تقول إنك هنا
خرجت نورهان من شرودها على صوته لتلتفت بإستغراب لتجد أدهم يقف بجانبها والآخر يقترب منهم ..
أدهم بحده : إنت بتعمل إيه هنا ؟
عمار : بقى دي طريقة تقابل صحبك بها !
أدهم بنفاذ صبر: عمار إيه إلي جابك هنا ..ورانا !!
عمار : لقيت المكان جديد قولت أجي أجربو وأغير جو
ثم نظر لنورهان : غلطت أنا كدا في حاجة ؟
لم تجب نورهان بل اكتفت بإبتسامة بسيطة ..
أدهم: كلامك معايا أنا!
عمار : إيه يا دومي مكنتش أعرف أنك هتضايق كدا لما تشوفني ؟
تصنع أدهم البرود وجلس بجانب نورهان وقال بإبتسامة:
وأنا هضايق ليه ؟ بالعكس دا أنا مفروض أفرح يعني القرية إتشهرة من قبل الافتتاح حتى .. ما تيجي تقعد معانا ولا وراك حاجة
عمار بغل : لا هسيبكو سوى عن إذنكو
ثم التفت ليغادر وبدخله غل وحقد على من كان في يوم أقرب صديق إليه ..
نورهان بإستغراب: هو إنتو صحاب ولا لاء
أدهم وهو ينظر للبحر بشرود : كُنا صحاب لكن دلوقتي أعداء..
انتابها الفضول لمعرفة ما سبب ذلك ولكن فضلت الصمت لعلمها بغضبه المفاجئ إذا سئلته في شيء لا يريد أن يجيب عليه .
أدهم: ياسر فين ؟
نورهان بتلقائية : مش عارفه تلاقيه هنا ولا هنا
أدهم وهو ينظر لبعيد ليجد حازم ..
أدهم: حازم هناك أهو وصل أمته ؟
نورهان وهي تنظر حيث ينظر هو : مش عارفه أنا مشفتوش خالص بس مالو واقف كدا لي ؟
أدهم: مش عارف
ثم نهض ليذهب إليه..
أما هو فكان في عالم أخر غير مدرك لأي شيء يدور من حوله ،ولا يعرف سوى تلك الكلمات التي سمعها منذ قليل حتى أنه حفظها ويمكنه أن يمليها على أي شخص ،كما أخذ عقله يمليها عليه منذ أن تفوهت بها شفتيها .
شعر بيد موضوعة على كتفه ليدير وجهه ليجد أدهم أمامه ..
أدهم: أي مالك ..جيت أمته ؟ وواقف كدا لي ؟
تنهد بحزن وقال : مفيش لية واصل حالا وجيت أدور عليك
أدهم : آمال شكلك زعلان ليه ؟
حازم وهو يتصنع الابتسامة : وأنا هزعل ليه ؟ أبدا مفيش حاجة .. أهم حاجة انكو وصلتو بالسلامة.. أنا طالع علشان أرتاح شوية
ثم غادر من أمامه دون أن يسمع حتى رده فهو ليس لديه القدرة للحديث مع أي شخص الآن..
كان ماجد يجلس بعيد أن أختيه شاردا فيها وفي حازم الذي كان معها ، فمن هيئتهم علم أنه حبيبها ؛ ولكن لما لم يخطبها بعد أو يأخذ اي خطوة رسمية معها والأهم من ذلك لما يخفيها عن الجميع فهو أخبره من قبل أنه غير مرتبط !
كانت سوزي في القصر تجلس على تلك الأرجوحة بحزن ،فكم إشتاقت لها ولكل شيء بها ؛ ولكن ماذا تفعل فهي من اختارت.
ما إن دخل حازم الغرفة حتى ألقى نفسه على الفراش بتعب وكاد أن يغمض عينه ولكنه سمع صوتا يألفه فإتجه للشرفة ليجد..
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"