البارت الثالث عشر (١)

78 5 1
                                    

رواية:
جراح لا تُشفىٰ
"البارت الثالث عشر "
ما إن نظر أدهم إلى شاشة الهاتف حتى إتسعت عيناه من الصدمة فكان الهاتف يحتوي على بعض الصور لسوزي ولكن بهيئة مختلفة على غير عادتها فكان يبدو عليها وعلى ثيابها البالية أنها من الطبقة الفقيرة
وكان أعلاهم :
"حقيقة إحدى زوجات رجال الأعمال التي تخلت عن زوجها لأجل تُصبح من الطبقة المخملية"
ليقول بدون وعي :
إي دا ؟؟
حازم بتنهيدة : للأسف دي الجريدة بتاعة بكرة
أدهم بذعر : إيه ؟ وإطبعت؟؟
حازم : لا أنا كلمت صاحب الجريدة بنفسي وهدتو إن لو الكلام دا نزل بكرة هنقفلهالو
أدهم بعدم تصديق : مين الي عمل كدا وجاب الصور والكلام دا منين ؟؟؟
حازم : واحد صحبي صحفي بعتهملي ولما كلمت المسئول عن نشر الخبر دا قالي إنو فيه رقم غريب بعتلو الصور دي ومقدرش يتوصل لصاحبو ،بس الأكيد دا حد عاوز يهز إسمنا في السوق
أدهم: لو الإعلام شم خبر عن الموضوع دا سيرتنا هتبقى على كل لسان !!
كانت تشاهد ما يحدث بصمت ثم تركتهم وغادرت ..
أخذت تسير في صمت وشرود ولكن ليس في طريق الحفل بل بإتجاه غرفتها ؛ ولكن كانت تترنح في مشيتها يمينًا ويسارًا كأنها ثملة ،حتى أنها لم تلاحظ ذلك الذي لحق بها ..
دخلت إلى الفندق ووصلت إلى الطابق الموجود به غرفتها هي وزوجها ..
كان الممر فارغًا ليس به سواها هي وتلك الأفكار التي أخذت تتخبط بداخله ،أخرجها من شرودها صوت هاتفها ..
لتُجيب بهدوء : نعم !
ليأتيها صوته الغاضب : إنتي فين ؟
تنهدت بهدوء : كنت طالعة أوضتي
ياسر بحده : إنزلي قابليني فورًا لأما هقول لأدهم وأطربقها على الكل
نورهان : طب إنت فين ؟؟
ياسر : خليكي أنا جايلك أنا
ثم أغلق في وجهها دون أن ينتظر ردها ..
كان يشعر بالغضب من تلك الصور والخبر الموضوع معها ولكن لاحظ رحيلها الغامض فترك صديقه ولحق بها ليشعر أنها ليست على ما يرام فيبدو من مشيتها أن هناك خطب ما بها .. أخذ يسير خلفها بصمت خوفاً عليها من أن تصتدم بشيء أو يحدث لها شيء ما ؛
وها تتجه للغرفة كاد سيناديها ولكنه وجدها تقف مكانها وتحدث أحدهم في الهاتف ولأنه كان قريباً منها بدرجة كبيرة استطاع سماع المكالمة .
ظلت واقفة مكانها عدة ثواني ليجد باب أحد الغرف مفتوح على مصراعيه ليدخل إلى تلك الغرفة ويغلق الباب قليلاً ويقف خلفه ليستطيع أن يسمع ما سيحدث ..
لم يمر وقت طول حتى حدث ما توقع فلم يكُن سوى ياسر الذي اتجه إليها بغضب وعصبية :
ايه إلي هببتيه دا ؟؟؟؟
ظلت صامته لم تُجب فأكمل بعصبية : بردو دوستي على كلامي وعملتي إلي في دماغك ..
نورهان وهي تنظر حولها بخوف من أن يسمعهم أحد:
وطي صوتك حد يسمعنا
ياسر بعصبية: إلي يسمع يسمع خلاص معدش ساكت أكتر من كدا
نورهان برعب : قصدك ايه ؟
ياسر وهو يمسك معصمها بقوة : قصدي إنك اتخطيتي كل حدودك بس دي مش غلطتك دي غلطتي أنا إلي سمحتلك من الأول تدخلي اللعبة دي
نورهان : والمعنى ؟
ياسر وهو يدير ظهره لها : قصدي إن أدهم لازم يعرف كل حاجة
كاد أن يرحل لتمسك ذراعه لتمنعه: لا بلاش يا ياسر علشان خاطري
ياسر دون أن يلتفت لها : اللعبة دي لازم تخلص لحد هنا وكفاية ..كفاية الفضيحة إلي كنتي هتعمليها لينا
نورهان وهي تبلع ريقها :
هتخلص يا ياسر بس مش دلوقتي
ياسر بعصبية وهو يلتفت لها :
أمال أمته يا ست هانم عوزاني استنى لما الاقيكي دمرتينا كلنا ولا لما أدهم يعرف الحقيقة ووقتها مفيش اي حد في الدنيا هيمنعو عنك
نورهان بحده : بدل عارف كدا عاوز تقولو لي ؟
ياسر بتنهيدة : علشان إنتي مش قدو فلازم تنهي كل دا ياإما أقولو أنا
نورهان : هنهيها بس لازم أدهم إلي يطلب مني إني أمشي إنت ناسي إتفاقي معاه ؟؟
ياسر : ولو اكتشفت إنك عملتي حاجة تاني من ورايا ؟
نورهان بإستسلام : ساعتها يا سيدي ابقى اعمل إلي إنت عاوزه
ياسر : ماشي يا نورهان لاما اشوف اخرتها إيه ؟؟
ثم تركها ورحل لتزفر بتعب وتتجه إلى غرفتها ..
أما هو فإستطاع أن يسمع و يرى كل مايحدث من الفتحة الصغيرة التي تركها من الباب ،لتحتل الصدمة عقله
: هل ياسر يعلم بإتفاقهم معا وحقيقة علاقتهم ؟
هل قريبين لتلك الدرجة ؟
فاق من شروده على لمسه أنثوية رقيقة على كتفه ،ليدير وجهه ليجد أمامه فتاة شقراء،صاحبة بشرة بيضاء ،تضع الكثير والكثير من مساحيق التجميل على وجهها ليهبط ببصره ليجدها ترتدي ملابس أقل ما يقال عنها أنها ملابس عاهرات ..
أدهم : أنا أسفة..إتلخبطت في ..
قطعته بنظرات وقحة : لا ابدا ولا يهمك
ثم مدت يدها بمياعه : ليندا
أدهم وهو يصافحها : أدهم..عن اذنك
كاد أن يغادر ليوقفه صوتها : استنى نتعرف على..
قطعها بحده : معلش وقت تاني
فهم أدهم مقصدها بالإضافة إلى أنه لم يرتاح لها ففضل أن لا يطل حديثه معها..
دخل الغرفة ليجدها مستلقيه على الفراش بثيابها وتستند برأسها على حافة الفراش ويبدو عليها الشرود ..
كان بداخله الكثير والكثير من الأسئلة التي يتمنى أن يحصل على أجوبتها منها ؛ ولكن هو يعلم أنها لن تُخبره الحقيقة،ففضله أن يصمت ويترك النيران التي بداخله تحرق فيه ..
اتجه إلى المرحاض ووقف أسفل المياه وهو يفكر في كل شيء ،فما تلك المصيبة التي قامت بفعلها ؟
وما ذلك الأمر الكبير الذي يخفيه ذلك الاثنان عنه ؟وهل حقا هُناك شيء بينهم ؟
وما يضايقه أكثر ذلك المشهد الذي حُفر في عقله وهو عندما أمسك ياسر بمعصمها ولم تعترض حتى !
إذا لم إعترضت عندما ضمها مُنذ قليل رغم أنه زوجها ؟
في تلك اللحظة تذكر ذلك الإحساس الذي راوده عندما إحتضنها ،كم تمنى أن يطول الوقت ويظلا هكذا ..
أغمض عينه بوجع وهو يغلق الصنبور فيبدو أن هناك شيء بداخله إتجاه تلك الفتاة التي تعرف عليها مُنذو مدة قصيرة ..
إرتدى ملابسه وخرج إليها ليجدها كما تركها لا تفعل شيء سوى تنظر للسقف ..
استلقى على الأريكة بصمت وهو يتذكر عندما قرر اختيارها لكي تقوم بتلك اللعبة معه كي يهرب من إلحاح والده عليه بأن يتزوج ،فهو تعمد اختيارها هي لأنها كانت بالنسبة له فتاة غامضة يريد أن يستكشفها ..
تذكر عندما قام بتهديدها بالسجن كي تقبل بذلك العرض لأنه اقسم بداخله أن يجعلها توافق ..
وعندما رآها بذلك الفستان الذي ارتدته في المرة الأولى عندما خلعت خمارها ووضعت مساحيق التجميل وتركت شعرها ..
فتح عينه على صوت غلق باب المرحاض ليتنهد بتعب ثم استسلم للنوم ..

#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"

جراح لا تُشفىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن