آسفة ع التاخير بس هحاول إنشاء الله أنزل ع طول ♥️
البارت العاشر
كان يقود سيارته متجهاً إلى مقصده بحزن فاليوم سيكون آخر لقاء لهم ؛ليرجع بذاكرته لما قبل هذا الأسبوع..
عندما طلب منه أحد اصدقائه والذي يعمل مُعيد في إحدى الجامعات أن يذهب مكانه هذا الأسبوع لأن والده سيقوم بإحدى العمليات الجراحية وعليه المكوث بجانبه ، فلم يجد ماجد حلاً سوى الموافقة وبالأخص أن ذلك كان عمله في السابق ؛ ولكن بعد وفاة والده استلم كل اعماله فلم يقدر على تنظيم وقته ،فقرر الإستقالة والاكتفاء بإدارة أملاك والده الراحل بجانب الإعتناء بشقيقاته.
عندما دخل ماجد قاعة المحاضرات تلك في اليوم الأول وقام بتعريف الطلاب به ،لاحظ تلك التي لم ترفع راسها لتراه حتى بل ظلت مرتكزة على قراءة شيء ما ..
تجاهلها ماجد ظنا منه أنها كانت تلهو حتى تبدأ المحاضرة ؛ ولكن بعد مرور بعض الوقت ظلت على تلك الحالة .
وضع الكتاب الموجود بيده على الطاولة وتحرك ببرود وثبات اتجاهها تحت نظرات الطلاب التي تحمل الاستغراب ؛ ولكن هي لم تشعر بشيء ..
وصل إليها ووقف بجانبها وأمسك ذلك الكتاب بيده وما إن رأه حتى ظهر على وجهه الغضب ..
نظر لتلك التي تنظر له بخوف ليتأمل ملامحها جيداً ويقول
: استنيني في مكتبي
حنين برعب : أنا ا
ماجد بصرامة: سمعتي قولت إيه ؟؟
ابتلعت ريقها بصعوبة واتجهت خارجاً إلي حيث أمرها..
دخل مكتبه بعد أن أنهى محاضرته ليجدها بإنتظاره ،جلس ببرود وقال وهو ممسك بذلك الكتاب :
ممكن أعرف إيه دا؟؟؟
حنين بخوف : ر..رواية
ماجد : ممكن أعرف كانت بتعمل إيه معاكي في المحاضرة ؟؟
حنين بدموع : أنا آسفة بس مأخدش بالي إنك دخلت من الأول
ماجد : دا أول وآخر إنذار ليكي يا أنسة ،هو أسبوع بس إلي هقضيه معاكو فأتمنى يعدي على خير ومضطرش أخذ ضدك أي اجراء قانوني مفهوم ؟
أمأت برأسها بصمت فأكمل:
إتفضلي على محضرتك
فاق من شروده وهو يتنهد بحزن فتلك المرة الأخيرة التي سيلقاها فيها ؛فلقد تعمد مراقبتها طوال هذا الأسبوع لا يعلم لما ولكن يشعر أنه بداخله شيء إتجاهها..
وصل إلى الجامعة ليدخل المحاضرة بهيبته المعتادة ليبحث عنها بعيناه ليجدها أخيرا ،فيتحلى بقناع البرود مرة أخرى كي يستطيع إنهاء تلك المحاضرة في سلام ، ولم يلاحظ عينيها التي تراقبه بإعجاب ممزوج بالحب الخفي ،التي أخفته بداخلها في ذلك الأسبوع.
أنهى محاضرته بجملته التي مزقت قلبها أشلاء
" انهاردة كانت آخر محاضرة ليا معاكو ،أشوف وشكو بخير بإذن الله"
ارتدى نظارته الشمسية باهظة الثمن وخرج أمام الجميع تاركها غارقة في حزن قلبها على فراقه .
اتجه إلى مكتب المدير وقام بتوديع من تعرف عليهم بتلك الكلية وعندما اقترب من بوابة الجامعة ..
كانت تسير باتجاه تلك البوابة ببطء تتمنى لو تراه للمرة الأخيرة لتسمع صوت أخيها يناديها
: حنون
تلتفت للصوت لتجده يقف بجانب سيارته ويلوح لها بيده ،اختف حزنها في ثانية وتحول لفرحة وركضت لتسكن بين أحضانه ..
حنين بإبتسامة: حازم بيه هنا بنفسه
حازم بإبتسامة : خلصت شغل بدري قلت اجي اخدك ونخرج شوية
حنين بفرحة : ودا من أمته ؟
حازم وهو يقرصها من خدها : كلمة زيادة هرجع في كلامي
حنين بفرحة : لا لا خلاص سكتت خالص
حازم : طب يالا اركبي يا أم لسانين
ركبت بجانب أخيها وهي تشعر بسعادة فهي ستحاول أقصى جهدها بأن تنسى ذلك الماجد وذلك الاسبوع بأكمله ..
في اليوم التالي بداخل سيارة ماجد كانت تجلس أسيل بجانبه وفي الخلف ملك التي كانت منشغلة بهاتفها ..
أسيل باعتراض: أنا مش عارفه ازاي تيجي ورجلك كدا !!
ملك بتأفف : يااسيل دا مجرد إلتواء بسيط وبعدين أنا معدش حاسة فيها بوجع
أسيل: ربنا يسترها وميجرالكيش حاجة تانية منا عارفاكي مفيش وراكي غير المصايب
ملك بغضب مصطنع : سامع يا أبيه ؟
ماجد : بس بقى انتو الاتنين من أول الطريق وانتو ناقر ونقير ولا الأطفال..
صمتت الفتاتان أما هو فشرد في ما رآه بالأمس وما الذي قد يكون بينها وبين حازم ، لم يجد تبرير مقنع فغرق في بحر تخيلاته .
في سيارة أدهم ركبت نورهان بجانبه بعد أن وضع البواب الحقائب الخاصة بهم بالخلف ..
نورهان بملل من الإنتظار : مستني حد !
أدهم: اه ياسر
نورهان : ياسر ! ليه ؟
أدهم: هيجي معانا
نورهان : إيه ؟؟
أدهم: مالك استغربتي كدا لي ؟
نورهان بتوتر : لا ابدا اصلك مقولتليش امبارح
لم تمر ثواني حتى فتح ياسر الباب وركب في الخلف وهو يقول
:اتأخرت عليكو ؟
أدهم وهو يقود السيارة: كعادتك
ياسر وهو يزفر بتعب : كفاية إنك مصحيني من الفجر ، حازم هيجي معانا !
أدهم وهو يركز في الطريق: هيخلص شوية حاجات ويحصلنا ..
وصل ماجد مع الفتاتان إلى الفندق واعطي إليهم مفتاح الغرفة التي سيقيمان بها معا واتجه إلى غرفته تحت صدمتهم ..
ملك بإستغراب: هو أبيه مالو طول الطريق ساكت
أسيل وهو تفتح باب الغرفة : مش عارفه والله يا ملك شكل حاجة مضيقاه
ملك وهو تدخل خلفها : ممكن حاجة في الشغل ؟
أسيل: لا كنت عرفت وكمان الشغل ماشي كويس أوي
ملك وهي تكتب لأحدهم : آمال هيكون إيه؟؟
أسيل: إنتي بتكلمي مين طول الطريق ؟
ملك : دا يزيد
أسيل: إيه إنتي لسة بتكلمي الولد دا ؟؟
ملك : ومكلموش ليه ؟؟
أسيل: لو ماجد عرف مش هيسكت وانتي عارفة دا كويس
ملك بلامبالاة : وهو هيعرف منين يعني !!
في منزل حازم
كانت تجلس على الفراش تحضر لأخيها حقيبة ملابسه بشرود، فذلك اليوم الأول التي لم تراه فيه منذ أن عرفته ومع ذلك إشتاقت إليه،فكيف إذا ستستطيع أن تتحمل فراقه الأبدي فهي لا تعرف عنه أي شيء إطلاقاً ولا أي طريقة لكي تصل إليه.
خرجت من شرودها على صوت أخيها العالي : حنييييييين !!!
حنين : ها بتكلمني !
حازم : بكلمك من الصبح سرحانة في إيه؟؟
حنين بكذب : مفيش بس زهقانه شوية من قعدة البيت
حازم : قعدة البيت إيه يابت يا بمصة انتي دا أنا لسة مخرجك امبارح طول اليوم
حنين : اه انت هتذلني بقا بالخروجة ولا ايه يا حازم بيه ؟؟
حازم وهو يمشط شعره : لا بس عاوز أعرف بقالك مدة على طول سرحانة في إيه؟
حنين : خليك إنت في الست أسيل بتاعتك يا روميو زمانك
حازم بحزم : بت متنسيش أنا أخوكي الكبير
حنين وهي تشير بيدها : ياأخي اتلهي دا انتا قدامها ولا الكتكوت المبلول
حازم بسرحان : أنا مش عارف باجي قدامها عقلي بيقف ولساني مبعرفش انطق بكلمة ، بحس الكون كلو وقف عند اللحظة إلي تكون فيها قدامي وأحس أن الدنيا مفيهاش غيرنا .. أنا وهي وبس ..
حنين وهي تنهض : أنا قايمة أساعد ماما بدل ما أتنقط
غادرت الغرفة وهي تفكر في حديث أخيها وأخذت تتخيل كيف سيكون حالها إن كانت مشاعر ماجد اتجاهها هكذا فمن المؤكد أنه كان سيكون لها ،،ابتسمت على سخافة تخيلاتها فمن المستحيل أن يكون لها في يوم من الأيام.
في أحد غرف الفندق الذي أقام به ماجد وأختاه ،كان يجلس عمار على الفراش وهو يتحدث في الهاتف
: وصلوا
ارتسمت ابتسامة على ثغره وأغلق الهاتف
: شكل اللعبة هتبدتي يا ملك يا نجاري
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"