البارت التاسع
كانت تقف خارج مكتب أخيها وهي تشعر بالحرج فكيف لم تلاحظ وجودهم ، وما زاد خجلها وجود حازم فهي تذكر جيداً أنو شقيق صديقتها وأيضاً ليست المرة الأولى التي تراه فيها ..
خرج هو وأدهم من المكتب ليبتسم لها وهو يغادر مع صديقه ..
تنهدت بهدوء ودخلت إلي أخيها :
ماجد : إنتي إزاي تدخلي وتكلمي كدا على طول مش تشوفي في حد ولا لاء الأول!
أسيل: أعمل إيه كنت متعصبة ومخدش بالي
ماجد وهو يرجع بظهره للخلف : وايه بقى إلي معصبك على الصبح
أسيل: إنت إزاي تديني اجازة من غير اذني إنت مش كنت خلاص اقتنعت إني هشتغل بدل هبقى معاك !!
ماجد بإستفزاز: يعني دا كل إلي معصبك ؟
نظرت له بغضب ولم تتحدث فقال : ولا تزعلي ياستي نلغي الأجازة بس يجسارة ضاعت عليكي السفرية
أسيل بإستغراب: سفرية إيه ؟
ماجد : خلاص بقى مش مهم
أسيل بإلحاح : يلا يا ماجد بقى عايزة أعرف
ماجد : افتتاح القرية في شرم الشيخ بعد بكرة وكنا هنروح يومين بالمرة إنتي وملك بس بدل مش راضيه خلاص
أسيل: لا لا مين قال مش راضية بس نخليهم أسبوع بدل يومين ..
في أحد المنازل الراقية كان يجلس على البار المخصص للكحول وبيده كأس الخمر ، ارتشف منه بضع قطرات ثم نظر لتلك الفتاة الجالسة بجانبه ..
عمار بحده : يعني كل دا ومش عارفة تجبيه لغاية هنا
الفتاة بخوف : بصراحة حاولت كتير بس ..
عمار بغضب: بس ايه ما تنطقي إنتي هتنقطيني !!
سهر بخوف : هو بيحب بنت تانية معانا في الكلية علشان كدا دايما بيصدني
عمار بتفكير : أمم مين البنت دي ؟
سهر : م..ملك اسمها ملك النجاري وهي كمان بتحبو
عمار : والبنت دي ملهاش في السهر بردو ولا ..
قطعته سهر :
لا أبدا ملهاش في أي حاجة من دي
عمار : طب روحي إنتي دلوقتي وفتحي عينك كويس عاوز كل حاجة في قصر التهامي تبقي عندي
أمأت الفتاة برأسها بخوف فقال بغضب : غوري
خرجت الفتاة بسرعة كبيرة كي تهرب من براثن ذلك المتوحش ، اما هو فأخرج هاتفه وقام بالاتصال ليأتيه بعد ثواني الرد ..
عمار : عاوز كل حاجة تخص بنت اسمها ملك النجاري ،حاول تجيبلي كل المعلومات في أقرب وقت .
ثم أغلق الهاتف و ضعه بجانبه وارتشف من الكأس مرة أخرى وهو يقول :
قربت نهايتك يا بن التهامي
كانت تجلس في الحديقة مع نور وسوزي وبيدها فنجان القهوة الخاص بها ، أتت لنور رسالة وما إن قرأتها حتى أخذت تقفز من شدة الفرح ولم تلاحظ تلك التي سكبت على يدها القهوة ..
نورهان بوجع : أه ايدي ايدي
اتجهت سوزي إليها بلهفة بعد أن رأت القهوة المسكوبة عليها :
يا زينب ..يا زينب
أتت زينب مسرعة فقالت سوزي :
هاتي تلج بسرعة وأي حاجة للحريق
ركضت الخادمة للمطبخ كل تحضر ما طلبت منها سوزي ،اما نور فقالت بدموع :
أنا آسفة يا نوران مخدش بالي
نوران وهي تحاول أن تتحمل الوجع : خلاص يا حبيبتي دا حرق بسيط وهيروح
سوزي : حرق بسيط أي بس دراعك هيعلم وريني كدا
أخذت تتفحص يدها بدقة حتى لاحظة وجود شيء ما ، فكان هناك أثار لجرح كبير في يد نوران..
سوزي لنفسها : لا لا ازي دا ؟
خرجت من شرودها على صوت زينب وهي تعطيها الثلج ..
قامت سوزي بتحريكه على الحرق وعندما أتى أدهم أخذ البرهم وقام بوضعه لها بنفسه ..
أدهم لنور : عاوزة افرح يا ست نور عقلك كان فين ؟
نور بحرج : أصل لما شفت رسالة سمير فرحت ومحدش بالي والله
قام نورهان بتركيز في حديثها بعد أن قالت تلك الجملة ، ليقول أدهم:
وسمير كان بيقولك إيه فرحك لدرجاتي ؟
نور : قالي إنو جاي كمان يومين
أدهم بصدمة : بجد ؟ مقالش يعني !
ثم نظر لتلك التي تقف وهي شاردة في عالم أخر لتفيق على صوته : قالك يا سوزي ؟
سوزي بإنتباه: ها ..لا مقليش
كانت تجلس في غرفتها تتصفح إحدى مجلات الموضة لتغلقها بملل :
أوف بقى أنا زهقت
ثم تفكير قليلاً في شيئا تفعله ولكن أتى في بالها فكرة لتهبط للأسفل وهي تبحث عن أحدهم، لتجد أدهم يجلس في الحديقة هو ونور ..
نيهال بإستغراب: آمال الباقي فين ؟ مش كانوا هنا دلوقتي
أدهم: نوران طلعت ترتاح في اوضتها وسوزي قالت هتعمل مكالمة ..لي عوزاهم ؟
نيهال وهي تبحث بعينيها : لا كنت عاوزة ياسر
تذكر أدهم أنه دخل مُنذ قليل ودخلت نورهان خلفه فوراً وهي تدعي أنها تريد الراحة .
نهض بحده : عن إذنكو
ثم دخل للقصر فوراً ،فقالت نيهال بإستغراب لنور :
هو في إيه ؟
أخذت تروي لها نور كل ماحدث ..
ما إن دخل القصر حتى سمع صوته الغاضب فتحرك بهدوء اتجاه الصوت ليجده يتحدث مع أحدهم في الممر ؛ ولكن ذلك الشخص لم تتضح صورته بعد ..
ياسر بعصبية : والنعمة إنتي اتهبلتي .. إنتي فاهمة إنتي بتقولي إيه ؟؟؟؟
ظهرت نورهان وهي تتقدم منه بهدوء : أه فاهمة ياياسر ودا الحل الوحيد علشان ارتاح
ياسر بغضب : وهو علشان ترتاحي تولعي في القصر بالي فيه ! إنتي لو عملتي إلي في دماغك دا القصر دا هيتهدا على راسنا كلنا
نورهان ببرود : مش مشكلتي
أمسك ياسر معصمها بغضب : إنتي ناسية يا هانم إنك بقيتي من ضمن إلي فيه يعني أي شرارة نار صغيرة هتمسك إنتي كمان ،دا غير أدهم إلي استحالة يسمح بكدا
حررت يده بغضب : بقولك إيه ياسر أنا آخر حاجة كنت اتمناها إني ادخل المكان الملعون دا بس بدل دخلت يبقى أعمل إلي بستناه طول عمري
ياسر بحده : اسمعي يا نورهان صحيح كل الي فات دا كنا بنخططو سوى بس دلوقتي خلاص أنا استحالة أساعدك في حاجة زي دي
كادت أن تتحرك وهي تقول بلا مبالاة : والله إنت حر
أمسك ذراعها بقوة :
وبردو مش هسمحلك تضيعي نفسك بإيدك فإنسي كل إلي بتفكري فيه دا لأما والنعمة لهحكي لأدهم على كل حاجة وخراب بخراب بقى
نورهان بتنهيدة : إنت إيه إلي غير رأيك كدا يا ياسر بيه ؟
ياسر بنفاذ صبر: اكتشفت إننا كنا غلط والغلط الأكبر إن سمحتلك تدخل اللعبة دي
نورهان : قصدك إيه ؟
ياسر : إنتي لاحظ تخرجي من القصر دا بأي طريقة
تأففت بضيق ولم تتحدث لتتذكر شيء ما
نورهان بإستغراب: هو مين عمار دا ؟وليه أول ما شفتوه وشكو أتغير
ياسر : شفتي اهو إلي كنت خايف منو حصل
نورهان : هو أي دا الي حصل ؟
ياسر بغضب : إن بدخولك القصر دخلتي في ماضيه كمان ومش بعيد عمار يحطك في خططو
نورهان بعدم فهم : ماضي اي وخطط اي ما تفهمني
ياسر بحزم : كل الي عاوزك تفهميه إلا عمار لأن وقتها مضمنلكيش أدهم هيعمل إيه..
ثم غادر صاعدا لغرفته ولم يلاحظ ذلك الواقف الذي كان يستمع لهم بصدمة واستغراب فهو لا يستطيع أن يحدد ما نوع تلك العلاقة؟ وما الذي يجول في تفكيرها ؟ ولما ياسر يحذرها منه ؟؟
برأسه الكثير من الأسئلة التي يريد لها أجوبة ولا يستطيع أحدا غيرها اعطائه تلك الأجوبة ..
كانت ملك تقف أمام ذلك المول الكبير فإنتظار لشقيقتها لكي يقومو بشراء بعض الأغراض كما إتفقا .
ظلت تنظر للساعة ولتجد أن شقيقتها تأخرت كثيراً ، فقررت أن ترحل ثم نظرت لسيارة فكانت تقف في الجهة الأخرى كما طلبت من السائق ظننا منها أنها ستتأخر في التسوق ، اتجهت إليها بتأفف وهي تخرج هاتفها لتحدث اختها ؛ولكنها كانت منشغلة في إخراج الهاتف من الحقيبة ولم تلاحظ تلك السيارة التي كانت قادمة بسرعة كبيرة ..
هبط عمار برعب من سيارته خوفاً على تلك التي صدمها ..
جلست على الأرضية وهي تمسك قدمها بوجع :
اه
عمار بلهفة : أنا آسف محدش بالي .. إنتي كويسة
كانت تخفض رأسها وهي تنظر لقدمها ولم يراها بعد ولكن عندما رفعت راسها..
نظر لها بذعر وابتعد بعض خطوات وهو في حالة يرثى لها ؛ليأتي السائق الخاص بها مسرعاً:
إنتي كويسة يا هانم ؟
لتستند ملك عليه وهي تنهض
: أنا كويسة يا عم عبده بس رجلي تعباني أوي
ثم نظر لذالك الذي مازال في صدمته :
أنا آسفة أنا إلي مخدش بالي
خرج عمار من شروده ليقول بصوت منخفض جاهد لإخراجه :
ا..انت ي ك كويسة
ملك بإبتسامة : الحمد لله
عمار : ممكن اوديكي أنا المستشفي
ملك : مش عاوزة أتعب حضرتك معايا السواق
عمار : معلش علشان ابقى مطمن بس ثم نظر لسائق:
ممكن تبقى تيجي ورانا بالعربية
عبده : ماشي يا بيه
ثم أسندها إلي السيارة ..
دخلت نورهان الغرفة لتجد أدهم مستلقي على الأريكة
: إنتي مش قولتي طالعة ترتاحي روحتي فين ؟
نورهان بارتباك : كنت روحت اسأل سوزي على حاجة
امأ برأسه ولم يعلق ..
أدهم: جهزي الشنط علشان هنسافر بكرة شرم
نورهان بارتباك: لازم اجي ؟
أدهم: بدل أنا قولت يبقى لازم
اتجهت إلي غرفة الثياب وقامت بتجهيز ما طلبه منها ..
في غرفة زيد كان يجلس على حاسوبه يحادث تلك الفتاة التي أصبحت تحتل تفكيره بأكمله ،حتى أنه يشعر أنه لم يعد يحب ملك منذ أن عرف تلك الفتاة ..
في المستشفى:
كان الطبيب يقوم بفحص قدمها متجاهلا صوتها المتألم ،ليدخل عمار :
ها يا دكتور
الدكتور : مجرد إلتواء بسيط
ملك بتذمر : كل الوجع دا وبسيط!
الدكتور بإبتسامة: تخيلي بقى
استئذن الطبيب وخرج من الغرفة ليأتيها إتصال ،لتجيب
: ايوه يا ماجد ..عم عبده إلي قالك صح ؟
لا دا التواء بسيط ثم أكملت بغضب :
وبعدين إنت فين إنت والابلة بقالي ساعة بستناكو ..خلاص لما أروح بقى ..باي
ثم أغلقت الهاتف تحت نظراته المتفحصه لها ليقول
: ممكن أعرف اسمك ايه ؟
ملك بإبتسامة وهي تنهض مستندة على السائق لكي تغادر : ملك النجاري ..
راقبها بعينه وهي ترحل أمامه ليخرج هاتفه ويحادث أحدهم:
ها جبتلي كل المعلومات عنها؟
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"