التاسع عشر

58 4 0
                                    

كان ماجد يستعد للتحرك ولكنه تفاجأ بصوت يشبه صوتها لينظر خلفه ليجدها هي!
هي تلك رفيقة أخته..وهي من تحدثت معه من قبل ..
شعر بالصدمة بداخله ولكنها ممزوجة أيضا بالفرحة فلقد إشتاق إليها كثيراً وكان يتمنى بداخله رؤيتها والآن وضعها القدر أمامه دون سعى أو تعب .
أما هي فلم تتفاجأ كثيراً فعجرفته معها كان تشبه عجرفته في ذلك اليوم التي حدثته فيه على الهاتف وأيضاً ما ترويه لها شقيقته عن حزمه وقوة شخصيته ؛ ولا تنكر أنها تشعر بالرهبة منه دائما حتى أنها تشعر بعدم الأريحية في وجوده ،
لتقول لنفسها : بقى انت أخو اسيل لو كنت أعرف وربنا ما كنت جيت ..
ظل ماجد طوال الطريق يتابعها من مرآة السيارة حتى أنها لاحظت ذلك ولكن لم تعلق ..
طرق باب شقة نورهان ليقف أدهم
ويقول :مش عاوزة يعرف إني هنا
نورهان : بس ..
أدهم بحزم : سمعتيني ؟
أمأت برأسها بإستسلام ليتجه إلي تلك الغرفة التي بالواجهه ليقف خلف بابها ليستمع إليهم ، فهو يريد
أن يعرف ما الذي يحدث من وراء ظهره ..
فتحت نورهان الباب ليدخل ياسر كالثور الهائج :
إيه إلي انتي عملتيه دا ؟انا كام مرة اقولك متعمليش حاجة من دماغك ؟؟
نورهان بثبات : عملت اي ؟
ياسر بتريقة : والله بقى متعرفيش ..مش عارف اقولك ايه ولا ايه إنتي من ساعة ما دخلتي القصر وإنتي قلبتي حالو ..لا والي ذات وغطا كمان الصور الي انتشرت دي زمان مروان دلوقتي شاكك فينا ..
نورهان: ما هو شاكك فعلا ومش عارفه اقولو ايه ..
ياسر : شوفتي بقى ..شوفتي عيندك وصلك لفين ، أهو هتلفي تلفي وفي الآخر الحقيقة هتبان ..
نورهان : يعني انت عاوزني دلوقتي أعمل إيه ؟
ياسر بإنفعال : تختفي ..تختفي يا نورهان لازم تطلعي من حياة كل الي هناك كانهم عمرهم ما شافوكي وكل حاجة ترجع لطبيعتها ..
نورهان : ولو رفضت ؟
ياسر بعصبية : يبقى هحكيلهم كل حاجة يانورهان علشان أدهم مش سهل ولو عرفها من حد تاني مش هيسكت ..
جلست نورهان على الأريكة بصمت ليجلس ياسر بجانبها ويقول بهدوء :
يا نورهان صدقيني أنا أخوكي وعاوز مصلحتك !
تصنم أدهم مكانه كمن لدعته عقربه ليكمل ياسر حديثه :
أدهم لو عرف انك خبيتي علي الحقيقة ودخلتي بيتو على تأذيو حد من عيلتو مش هيرحمك بالذات لو عرف إنك الي ورا كل حصل وهو كان كوبري علشان توصلي للقصر مش هيسكت..
هبطت دموعها على خديها دون أن تتحدث فهو الآن أصبح يعلم تلك الحقيقة .
فحديث أخيها أزاح ثقل كبير من عليها فهي كانت تحمل هم تلك الحقيقة كيف ستخبره بها ..
ياسر : نورهان إنتي لازم تبعدي..أمك حطاكي في دماغها وهتأذيكي بالذات بعد الصور الي انتشرت مفكرة إنك هتعملي عداوة بيني وبين أدهم ،وكمان سمير شاكك فيكي ...
: وإيه كمان يا ياسر كمل ..
صدم ياسر من ذلك الصوت لينظر خلفها ليجده يخرج من خلف ذلك الحائط ،لينظر لأخته ليجدها تبكي في صمت ..
ياسر وهو يبتلع ريقه : انت سمعت كل حاجة ؟
أدهم وهو ينظر لها بغضب : اه سمعت ..ثم رفع نظره إلي أخيها ليقول :بس عاوز أفهم ؟
نظر ياسر لأخته فوجدها في حالة لا تسمح لها بالحديث فقرر التحدث هو
: اقعد وأنا هفهمك كل حاجة
جلس أدهم وهو ينظر لها نظرات غير مفهومة لاحظها ياسر ليتحدث بهدوء :
طبعاً انت عارف إن سوزي قصدي أمي قبل أبوك كانت متجوزة
أدهم: ايوه وخلفتك انت وسمير بس
ياسر بتنهيدة : لا ونورهان كمان يا أدهم ..نورهان تبقى أختنا من أمنا وأبونا
أدهم بإستغراب : طب إزاي منعرفش بيها ولا اجت عاشت معانا
كان ياسر سيتحدث ولكن قاطعته يد نورهان الموضوعة على معصمه لتمنعه ..
لتقول هي : من ١٣سنة وقتها كان سوزي قصدي سوزان كانت أمي وكنا عايشين مبسوطين قبل ما يظهر أبوك
ليضم أدهم حاجبه بدهشه لتكمل هي :
أبويا كان شغال عند أبوك عامل في مصنع وحصله حادثه في ايدو اضطر إنو يعمل فيها عمليه وبعد التحقيق اكتشفوا إنو المكن كان بقالو فترة كبيرة ماتعملش ليه صيانه وقتها أبوك اجى هنا بنفسو علشان يعرض عليه فلوس مقابل إنو ميرفعش عنكو قضية وقتها قابل أمي هنا وقتها ...
تنهدة بقوة لتقول : وقتها أنا كنت قاعدة معاهم ولحظة نظرات أبوك ليها وهي بردو ..
والزيارة منتهتش بكدا بالعكس اتكررت تاني وتالت ورابع لحد ما أبوك يعتبر بقى قريب مننا جدا لدرجة إن أبويا امنو على بيتو وعيالو و..مراتو
وكل زيارة كان بيجيب معاه هدايا كتير بالذات ليها وفي يوم كنت راجعة من المدرسة مكنش في حد في البيت غيرها لقيتها في المطبخ بتكلم في التليفون وبتقولو
Flash back
:خلاص يا حبيبي إنهاردة هنفذ إلي اتفاقنا عليه وهقول كدا
: لا اطمن مش هجيب سيرتك
: منا مش هعرف حد هسيبهم يتفاجأو بينا واحنا متجوزين
لتضع تلك الفتاة الصغيرة التي تبلغ من العمر١١عام يدها على فمها بصدمة ..
لتكمل والدتها : أهم حاجة زي ما إتفقنا ولادي مش هتنازل عنهم ولا هسيب حد يأذيهم مهما يحصل ..
ثم أكملت حديثها المعسول معه دون أن تلاحظ تلك الفتاة التي غرقت في دموعها..
Back
أدهم بتوهان : وبعدين ؟
ابتسمت نورهان بسخرية : أبويا اتوفى ..يومها بالظبط بالليل
وبعد الأربعين على طول اتجوزت أبوك واخدت سمير وياسر معاها
أدهم: وانتي ؟
ياسر : نورهان وقتها حالها انهيار عصبي من الصدمات إلي اخدتها ورا بعض ورفضت تيجي معانا وقررت تقعد عند عمتي وأمي وافقت وقتها وقالت إنها هتاخدها بعد ما تتحسن بس بعديها بشهر اختفت هي عمتي وجوزها واولادها ولقيناهم عزلو وباعو البيت ومقدرناش نوصلهم بأي طريقة ..
أدهم: ووصلتو لبعض ازاي ؟
ياسر : من حوالي ٣سنين لاقيتها بعتالي أدد على الفيس بوك لأن طبعاً الاكونت بإسمي وإسم أبوك معروف قدرت توصلي بسهولة واتكلمت معاها وعرفت انها رجعت بيتنا القديم تاني وقررت تسيب بيت عمتي وتقعد هنا وتشتغل وتصرف على نفسها ..
بعد دقائق مليئة بالصمت وقف أدهم ليقول ..
#يتبع

جراح لا تُشفىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن