في اليوم التالي كانت نورهان تجلس في حديقة القصر تنظر للفراغ بحزن فمُنذُ امس وأدهم لا يُحادثها حتى أنه لم يمكث في القصر هذه الليلة ..
أحست بشيء من الندم فهو لم يسيء إليها بشيء على الرغم من الطريقة آلتي أجبرها أن توافق على الزواج بها كانت غير مُنصفة ؛
ولكن مُنذُ أن تزوجتها وهو لم يأذيها بشيء أو يهينها ؛
أما هي فكانت تطعنه من خلف ظهره وتخطط لأذية أهله..حتى أنا أخفت عليه من هي ومن تكون ..ظلت تفكر هكذا لبعض الوقت حتى سمعت صوت سيارة لتنظر لتجد سيارته تدخل من بوابة القصر وهو يهبط منها لتقف مكانها تريد أن تحادثه ولكن لا تعلم ماذا تقول ..
رفع أدهم بصره ليجدها ليتنهد ويكمل سيره كأنه لم يراها ..
أما هي فلاحظت الإرهاق الظاهر عليه بسبب عدم النوم وشعره غير المنظم على غير عادته وذلك الجاكيت التي حمله على كتفه وهو يدخل بتعب ، فمنذ أن عرفته فهو لا يترك عمله في ذلك الوقت أبدا ولا يهمل أبدا في منظره الخارجي..
أدركت نورهان في هذه اللحظة أنها تسببت له في جرح لن يُشفى أبدا ولن تقدر على إلتئاهم.بداخل القصر وقف سوزي تنشر سمها بداخل عقل نيهال وتخبرها بضرورة التخلص من تلك الفتاة الغريبة التي لوهلة أحست أنها تحمل بداخلها صغير سيأخذ كل شيء ولن يترك لهم شيئاً.
نيهال بحزم: موافقة
ابتسمت سوزي بفرحة لتكمل الأخري :
هنفذ أمته ؟
سوزي ببسمة : لازم انهاردة قبل بكرة
نيهال بحزن : شوفي هتعملي اي وأنا معاكي .. أنا طالعة أرتاح شوية
أخبرت أسيل بحفلة عمار المقامة اليوم وبضرورة حضورهم ..
ملك بتعب : صدقيني يا أسيل أنا مش قادرة بجد
أسيل: مينفعش يا ملك ماجد منبه عليا وكمان اهو تغيري جو
ملك : علشان خاطري بلاش انهاردة
أسيل وهي تجلس بجانبها على الفراش : ملك أنا أختك الكبيرة وعرفاكي كويس قوليلي بس مالك ؟ بقالك كام يوم مش على بعضك صارحيني قوليلي في أي ؟
ملك بإرتباك: ولا حاجة يا أسيل هيكون في أي يعني أنا هقوم أشوف هلبس أي علشان أنا فعلاً محتاجة اغير جو
ثم غادرت من أمامها سريعاً،
لتحادث أسيل نفسها: لو أعرف بس فيكي اي ؟
في قصر عمار كان يحادث مرسي ذراعه الأيمن:
كل حاجة تمام ؟
مرسي برسميه : أيوه يا باشا
عمار: مش عاوز غلطة يا مرسي لازم كل حاجة تمشي زي ما مخطط ليها بالظبط
مرسي : من غير ما تقول يا باشا
عمار : يلا روح إنت دلوقتي
غادر مرسي ليقول عمار بصوت يشبه الهمس :
هانت يا ملك ..لسة تكة وتبقى ليا ..كانت نيهال تسير باتجاه غرفتها وهي تفكر فيما ستفعله سوزي ؛ على الرغم من أنها لا تريد أن يشاركها أحد في ياسر ؛ولكن ليس بهذه الطريقة فهي غير راضيه عنها هل حقاً وصلت لتلك المرحلة ؟
حتى تصل لحبيبها ستقتل نفسًا بريئة !
وقفت مكانها عندما شعر بيد تمسك معصمها لتنظر بجانبها تجده ينظر لها بدهشة ..
ياسر بإستغراب : إيه يا بنتي بكلمك ولا كأنك هنا في ايه؟
نيهال وهي تبتلع ريقها : مأخدش بالي
ياسر : مأخديش بالك كل دا ..مالك كدا مش على بعضك لي ؟ حد زعلك ؟
كادت نيهال أن تبكي فهي تريد أن تصرخ وتخبره بكل شيء ؛ولكن ماذا سيظنها؟
فبتأكيد سيقول قاتلة ..
رأى ياسر تلك الدموع المختزنة بعينيها حتى سقطت على خديها وعلى صوت شهقاتها ..
ياسر بصدمة : نيهال ؟
لم تجب بل ظلت في بكائها لم يجد أمامه حل سوى أن يسحبها من يدها ويضمها إليه .
ياسر : خلاص اهدي
ظلت تبكي هكذا عدة ثواني أما هو فحاول أن يهدئها ولكن لا جدوى، ابتعدت عنه وركضت إلي غرفتها ،وأغلقت الباب بالمفتاح، وجلست على الأرضية تبكي ..
نيهال لنفسها : أدهم بعتيه وخونتيه مع عمار بعد كل الي عملهولك ، حتى ياسر علشان توصليلو هتقتلي .
كل مرة بتقولي فيها هتتغيري بترجعي اسوء من الاول ..
شعر ياسر بأن بها شيء ونبض قلبه بحزن ؛ولكن ماذا يفعل ليس بيده شيء ،
فهي دائما تبتعد عنه عندما يقترب منها بمسافة ذراع تبتعد عنه بضعفها ..
تنهد بحزن فعلى الرغم من كل هذا هو لا يقدر على نسيانها ستظل هي حبيبة قلبه الأولى وحبيبة عينه الوحيدة ..
اتجهت نورهان لغرفتها وكانت ستدق الباب ولكن ابعدت يدها بتفكير :
لا بلاش هو مش عاوز يشوفني وأكيد تعبان عاوز يرتاح .. أنا اسيبو يرتاح شوية وبليل أكلم معاه ..
اتجهت إلى ذلك المقعد الموضوع في آخر الطرقة حيث رأت ياسر أخيها يجلس عليه ويبدو عليه شيء من الحزن ..
جلست نورهان بجانبه بقلق : مالك يا ياسر ؟
ياسر بتعب : تعبان أوي يا نورهان
وضع كتفه على ذراعها وهو يغمض عينيه يحاول أن ينسى كل شيء ..
في منزل حازم وعائلته كانت حنين تروى لوالدتها كل ما حدث بدار الأيتام، وكانت والدتها تستمع إليها بلهفة وإبتسامة فهي لا تخفي عنها أي شيء ..
والدتها : المرة الجاية تاخديني معاكي
حنين بحماس : ماشي هقول لأسيل ونتفق على يوم نروح فيه سوى ..مش أخوها طلع ماجد الدكتور بتاعي في الكلية
دخل حازم في تلك اللحظة بلا مبالاة فهو يستمع لحديثها منذ لحظات ولكن كان مشغول بإرسال بعد الرسائل على هاتفه .
جلس حازم لتقول والدتها: الدكتور بتاعك ؟
حنين: ايوه يا ماما إلي كان كيشري دا وقفشني وأنا بقرا الرواية في المحاضرة
والدتها بتذكر : اه دا إلي اجى أسبوع بس إلي كان صعب ومطلع عينك ؟
حنين وهي تهز رأسه : ايوه بالظبط كويس إنو غار وارتاحنا منو
تدخل حازم في تلك اللحظة إلي بتكلمو عنو دا من أكبر رجال الأعمال في الشرق الأوسط
حنين بإستغراب: أي دا بجد ؟ لحظة واحدة هو إنت تعرفو؟
حازم بتأكيد: دا شريكي أنا وادهم في القرية السياحية الجديدة
حنين بغمز : ااااااه يا سيدي ياسيدى وطبعا أسيل بتشتغل معاه يعني زمانها قدامك على طول والبلية لاعبة معاك يا معلم
حازم بحزم : اي جو التكاتك بتاعك ده !
حنين بمزح : لا دا الظاهر شغلك معاه بهت عليك وبقيت جد ونكدي زيو شفتي ياماما اهو بقى زيو
ضحكت والدتها ولم تجب ..
لتكمل أسيل: بس انتو عارفين انهاردة في الدار كان عكس ماهو معانا في الكلية خالص كان بيضحك ويهزر مع الولاد ويدلع فيهم وكلهم كانو بيحبوه وماسكين فيه مش عاوزينو يمشو بالذات معتز ..
وقفت نيهال ومسحت دموعها بيدها وقررت أن تذهب لسوزي وتخبرها بإلغاء إتفاقهما.
فتح نيهال الباب لتقف لتنظر أمامها بصدمة ...
#يتبع
تفاعل علشان اخلصها بقى🙂❤️❤️❤️
#گ/ ولاء محمد ثابت "لولي"