البارت الحادي والعشرون

84 3 1
                                    

إلي هذه النقطة وقف العالم بحازم فذلك الإسم يتذكره جيداً ولا يستطيع نسيانه..
ليسأل أخته : معتز ! مين معتز؟
حنين : دا طفل في الدار بس أمور أوي ياحازم وبيحب أسيل اوي ومتعلق بيها ..
أيعقل ! طفل! كيف ذلك ؟ كيف ظن أنه حبيبها فالنهاية يكون مجرد طفل تُشفق عليه ومتعلقة به !
كاد قلب حازم أن يرقص من الفرحة فمُنذُ ذلك اليوم الذي سمعها تتحدث على الهاتف وهو يحاول بشتى الطرق نسيانها ولكن لم يستطيع فصورتها لم تُفارق خياله مُطلقًا..
ظل جالس معهم غير عابىء بثرثرة أخته ولا يستمع له حتى فلقد كان في عالم آخر ،عالم ليس به سوى هو وهي فقط ..
       *.         *.       *.
ما إن فتحت نيهال الباب وكادت أن تذهب الي سوزي لتخبرها بإنسحابها فهي لا تستطيع أن تلوث يدها بدماء أحدهم ..
ولكن ما إن خرجت من الغرفة وأغلقت بابها حتى رأت شيء في آخر الممر ..أرخت يديها عن المقبض بصدمة اشعرتها أن قدمها لا تحملها ..
كان ياسر مازال يجلس بجانب نورهان ويضع يده حول كتفها أما هي فكانت تضع رأسها على كتفه ..
صدمة..جرح ..حزن ..غيره..غضب ..
كل هذه المشاعر شعرت بها نيهال في ثواني قليلة ابتلعت ريقها بالغضب واتجهت إلي غرفت سوزي وهي تنوي على فعل ما كانت تبغضه ،فليس أمامها حل آخر للحفاظ على حبيبها ،فهي لا تستطيع التخلي عن ياسر مهما حدث .
بعد تفكير طويل من أدهم تيقن أنه يُحبها كثيراً ،فمُنذُ أول لقاء لهما وهو لا يعلم ما الذي يجذبه بها ؛
ولكنه حاول تجاهله مراراً ؛ ولكن في النهاية فشل في ذلك وأعلن إستسلامه و وقوعه أسير لحُبها حتى بعد ما عرفه عنها ، وعن حقيقه نواياها اتجاه عائلته لا ينكر أن هذا سبب له جرح كبير ..جرح لا يُشفى ولا يلتئم ..
خرج من غرفته وهو لا يعلم ماذا سيفعل بعد ؛ ولكنه شعر بالإشتياق لها ويود رؤيتها حتى لو من بعيد .
اتجه إلي الدرج ولكن استوقفه صوت همس نظر خلفه ليجد المنظر ذاته ...
اقترب أدهم منهم وهو يشعر بأنه يريد أن قتلهم ليصرخ بصوت عالي :
إيه إلي بتعملوه دا ؟
ارتعبت نورهان من صوته حتى وقفت هي وياسر ،ولم تجد مخبىء منه إلا خلف أخيها..
شعر أدهم بالغيره تأكله ..حتى وإن كان أخيها كيف يقترب منها هكذا ،وتختبيء خلفه أيضًا ..
ياسر : اي يا أدهم خضيتنا ما تكلم براحة يا أخي
أدهم بعصبية : انتو اتجننتو ؟ يعني أنا عارف إلي فيها وساكت تسوئو فيها انتوا ناسين إن محدش هنا عارف انكو اخوات ؟؟
ابتلعت نورهان ريقها بخوف وامسكت بيد أخيها برعب من القادم ..
ليكمل أدهم: لما حد يشوفكو بالمنظر دا بذمتكو يقولو اي؟ ولا يقولو عليا أنا أي ؟ يقولو متجوزة اريل ؟؟
تنهد ياسر بهدوء فهو مُحق كيف تناسوا ذلك الأمر ، لو كان رآهم أحد لكانت حدثت كارثة ..
ياسر : معاك حق يا أدهم هنبقى ناخد بالنا بعد كدا ..
أنا همشي بقى علشان أروح الشركة ..
إلتفت إلي نورهان : خلي بالك من نفسك
ابتسمت له ليقبل رأسها تحت أنظار أدهم الذي كانت النيران تأكله من شدة غيرته .
رحل ياسر تحت أنظارهم وما إن اختفى حتى قال:
إلي حصل دا ميتكررش تاني إنتي فاهمة ؟
نورهان بهدوء: حاضر .. أنا راحة أشوف نور ..
لم تعطيه الفرصة حتى يوافق أم يعترض ورحلت سريعاً فمُنذُ أن عرف كل شيء وهي تخاف مواجهته .
*.    *.       *
في غرفة سوزي
سوزي : متأكدة مش هترجعي في كلامك تاني ؟
نيهال بغيرة : اه متأكدة.. أنا دلوقتي كل هدفي إن أخلص منها انهاردة قبل بكرة ..
سوزي : اتفقنا كدا يبقى ننفذ انهاردة بليل ..
*.  *.     *
في فيلا ماجد كان قد انتهى من تجهيز نفسو هو واخته أسيل
نظر ماجد في ساعته وهو يحادث أسيل : هي بتعمل اي كل دا ؟
أسيل: بصراحه يا ماجد هي ماكنتش عاوزة تيجي بس أنا أصريت عليها مع ان الإرهاق كان باين عليها ..
كاد يرد عليها ولكن رآها وهي تهبط الدرج :
اهي اجت اهي ..كل دا تأخير يا ملك ؟
ملك بهدوء : معلش يا أبيه كنت تعبانة شوية ومكنتش قادرة أجهز
أسيل بعتاب : قولتلك أساعدك مردتيش
ملك : اديني خلصت اهو
ماجد : طب يلا علشان عمار اتصل كلم مرة يستعجلني ..
*        *.            *
بعد مرور ربع ساعة في قصر عمار
تحدث عمار مع أحدهم في الهاتف : تخلي عينك عليا أول ما اشورلك تنفذ فوراً
أغلق هاتفه وذهب لاستقبال ضيوفه ومن ضمنهم ماجد وأختاه ..
بدا الحفل طبيعياً حتى أعطى عمار إشارة بيده لذلك الرجل الذي يقف بعيد عنه بمسافة كبيرة مختبيء خلف إحدى الأشجار ....
*.       *.        *
في قصر أدهم اجتمع الجميع على طاولة الطعام وأخذوا يتناولون طعامهم وهم يتسامرون معا فأحاديث مختلفة..
أما نيهال وسوزي فكانو يراقبان نورهان بعينيهم كأنهم بانتظار حدوث شيء ما ،وفجاءة بدون مقدمات ..
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"

جراح لا تُشفىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن