البارت الرابع عشر
ما إن دخلت غرفة المعيشة مع إبنتها حتى وجدت شاب طويل القامة صاحب بشرة بيضاء يُشبه ياسر بدرجة كبيرة ،وكان يرتدي قميص أبيض وبنطال جينز أزرق ..
ما إن رأته حتى ركضت إليه لتحضتنه بلهفة وشوق
: سمير إنت جيت أمته ؟؟
سمير بإبتسامة: لسة واصل حالا
سوزي : طب مقولتلناش لي على الأقل حد كان إستقبلك في المطار ؟
سمير : لا منا حبيت اعملها مفاجأة بس نور كانت عارفة
لتنظر لها والدتها بغضب لترفع وجهها لسقف بتوتر ،
لتكمل والدتها : و الكلبة متقولناش !
سمير : أنا إلي طلبت منها علشان اعملها مفاجأة ،ها يزيد وياسر فين ؟؟
سوزي وهي تجلس على الأريكة بجانب إبنها :
يزيد هتلاقيه في كليتو وياسر في شرم مع أدهم أصل كان افتتاح القرية الجديدة امبارح
سمير : وحقيقي الأخبار إلي سمعتها دي ،فعلا أدهم اتجوز و..
لتقاطعه والده : اه اتجوز من فترة ومتفكرنيش بالصور بتاعت امبارح دي لأني خايفة من رد فعل أدهم..
سمير بتذكر : بصراحة شكلها مش غريب عليا بس مش فاكر شفتها فين ؟؟
سوزي لتغير مجرى الحديث : سيبك من كل دا دلوقتي واطلع ارتاح شوية في اوضة ياسر يكون حد من الخدم روق اوضتك
ياسر بتنهيدة : ايوه ياريت لأني تعبان أوي
بداخل القرية الجديدة:
ماجد بحده : ايه الأخبار دي يا أدهم؟؟؟
نظر أدهم لحازم بقلة حيلة ولم يُجب ..
ليكمل ماجد : إنت إزاي تسمح لأخبار زي دي تتنشر ؟ مش خايف على سمعتنا في السوق ؟
أجاب حازم ليعفي صديقه من الإجابة : إحنا مكناش نعرف إن حاجة زي دي تتنشر والاكيد إن عمرنا ما كنا هنسمح بحاجة زي دي ،والاخبار دي اصلا استحالة تكون حقيقة دي أكيد من حد منافس لينا !
ماجد : أنا كل دا ميفرقش معايا لازم تصرفوا بأي طريقة وتصلحو إلي حصل دا ، وإلا هضطر إني ألغي الشراكة إلي بينا .
ألقى كلماته عليهم ثم تركهم ورحل دون أن يسمح لهم بالرد ..
حازم بتذمر: أي البني أدم الغريب دا بجد حياتو كلها عبارة عن جد في جد
أدهم بحزن حاول اخفائه ولكنه فشل في ذلك : من حقه يعمل اكتر من كدا
حازم بحزن على صديقه : عمار عمل إلي في دماغو وشكلو هيدمرنا كلنا
أدهم بغموض : بس الحق مش عليه ..
كان يسير ياسر في قرية وهو يبحث عن أدهم بعينيه فمُنذُ أن رأى تلك الأخبار على مواقع التواصل الاجتماعي وهو يشعر بالخوف من ردت فعل أدهم .
أتاه إتصال من نيهال لتحتل علامات الدهشة على وجهه وبالأخص عندما وجد عدت إتصالات منها مُنذ الصباح ؛فلقد تحسنت علاقتهم في الفترة الأخيرة ؛ ولكن لم يحدث بينهم أي تواصل على الهاتف من قبل ..
كاد أن يُجب ولكنه رأى أدهم مقبل عليه ليغلق الهاتف بتوتر وهو يقول لنفسه : استر يارب
اقترب أدهم منه ليسبقه ياسر بالكلام : والله يا أدهم الكلام دا كلو مش حقيقي
لم يهتم أدهم بأن يخرج ما بداخله فوجهه لأنه علم أن ياسر يعلم ما بينهم جيداً إذن لن يفرق معه رد فعله ،فقال ببرود يعكس ما بداخله:
مش مهم اكيد عمار إلي ورا كل دا
اعتلت الدهشة وجه ياسر لينظر له ببلاهة : يعني إنت مش متعصب ؟
أدهم: لا متعصب طبعاً بس منو ولازم اوقفو عند حدو
ثم تحرك وهو يقول: أدهم بره روحلو وحاولو تخلصو الشغل إلي هنا سوى علشان نرجع بليل معدش لازمة نستنى أكتر من كدا .
وصل إلى غرفته وبداخله حزن لا يعلم مصدره أو يعلم ولكن لا يريد أن يعترف لنفسه بحقيقة مشاعره ..
كانت تضع بعد أحمر الشفاه الخاص بها وهي تقف أمام المرآه بعد أن انتهت من الإستحمام وتبديل ثيابها إلى بنطال بني اللون وقميص بلون البيج ..
دخل وأغلق الباب خلفه وأخذ ينظر لها ويتأمل هيئتها عدت ثواني بصمت .
نظرت له بهدوء : صباح الخير
ليجيبها بهدوء : جهزي الشنط علشان هنرجع بليل ثم خرج إلى الشرفة
لتقول بتذمر : بني أدم بارد مبيفهمش في الذوق حتى مستخسر يرد الصباح اوووف
ثم نظرت للمرأه مرة أخرى وهي تُكمل ما تفعله ..
أما في قصر العامري بداخل غرفة نيهال بالتحديد
كانت تجلس على فراشها وهي تبكي بصمت فلاتعلم ما أصابها مُنذ أن رأت تلك الصور ، لا تُنكر أنها دائما كانت تبغض تصرفاته وسهراته لمنتصف الليل وعودته ثامل ؛ ولكن دائما كانت تجده بجانبه عندما تحتاجه ،حتى أنها بدأت تشعر بأنه يَكن لها بعض المشاعر وهذا ما جعلها تعطي لنفسها فرصة بأن تُعلق نفسها به ؛ ولكن الآن ماذا ؟
تلك الصور تؤكد علاقته بزوجة أدهم والصور السابقة أيضاً..
سمعت صوت طرقات على الباب لتقول بتعب ممزوج بالحزن : مش عاوزة أكلم حد دلوقتي
ثم استلقت بجسدها على الفراش وهي تحدث نفسها :
أنا خسرت كتير أوي في حياتي وكفاية أوي خسارتي لأدهم لكن أسر إستحالة..إستحالة أسمح لأي حد إنو يخليني أخسرو
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت"لولي"