البارت الثالث والعشرون

19 4 0
                                    

بعد أن غادر الطبيب، جلس أدهم وياسر في صمت ثقيل، كل منهما غارق في أفكاره.
حتى جاء إتصال لياسر وكان من نور تطمئن على نورهان ليخبرها أنها أصبحت بخير ويغلق الهاتف وبداخله شعر بالضيق وهو يسأله مستفهمًا:
- تفتكر هي؟
أجابه بسخط: هيكون مين غيرها يعني ؟؟
أخفض رأسه بخزي فهو على حق لا أحد بداخل ذلك القصر يقدر على تلك الجريمة.
جلست على الأرض وهي تضم قدميها لصدرها بتلك الغرفة المظلمة التي لا يتضح حتى اثاثها من شدة الظلام، ففي صمت الليل يمكن سماع أنين قلبها المكسور يتردد في أنحاء الغرفة الفارغة،
أخذت تبكي بحرقة على تحطيم أحلامها ومستقبلها فمنذ أن انتهى المأذون من عقد القران وهي في عالم آخر ، عالم لا تعرف ملامحه، علت صوت شهقاتها فكيف لأخيها أن يفعل معاها هكذا؟
كيف يتخلى عنها بتلك السهولة..
رفعت وجهها وهي تسمع صوت خطواته تقترب من الباب لتبتلع ريقها بتوتر..
وضع يده على مقود الباب ليجده مغلق من الداخل ليتذكر أنه دائمًا كان يضع مفتاح الباب به حتى يستطيع أن يغلق على نفسه كما يحب دائمًا،
زفر بحنق وهو يضع ذراعيه على خصره بتفكير،
أما هي فإبتلعت ريقها بأريحية وهي تحمد ربها أنها اغلقته المفتاح فور دخولها.
أخذ يطرق الباب عدة مرات ولكنها لم تجيب على الرغم أنه يعلم جيدًا أنها لم مازالت مستيقظة ولكنه قرر أن يتركها على راحتها فما حدث ليس بهين..
كانت أسيل في غرفتها تجولها ذهاباً وإياباً تشعر بالخوف والقلق على أختها من تلك الزيجة فذلك الغريب لا يعلمون عنه شيء حتى الآن، ومن جهة أخرى خائفة على أخيها منذ أن وصلا وهو يغلق على نفسه باب مكتبه ولا يسمح لأحد بالدخول إليه، لا تفعل ماذا تفعل ولا إلى أين تذهب في ذلك الوقت ؟
أتى في خاطرها ذلك الأدهم الذي ادعت أختها أنه هو من فعل كل ذلك ولكن هي تشعر بأن هناك شيء خفيةفي تلك الحكاية ولكن كيف تصل إليه؟
أخذت تفكر حتى خطر ببالها شيء لتحدث نفسها بصوت تكاد هي تسمعه:
- معنديش حل غير كدا
أخرجت هاتفها وأخذت تتصل بأحدهم ولكن ليست هناك إستجابة.. ألقت الهاتف على الفراش وهي تلعن حظها ..
بداخل غرفة مكتبه كان يجلس على كرسيه محاولًا غلق عينيه للهروب من الواقع ولكن تلك الصور المؤلمة كانت تلاحقة بلا هوادة..
في المستشفى، بعد أن استقرت حالة نورهان، جلس أدهم بجانبها، يمسك بيدها بحنان وهو يحادث نفسه بلوم:
- أنا السبب..لو مكنتش دخلت القصر دا من الأول..
وصل ياسر إلى القصر بعد أن أصر أدهم أن يظل هو معها تلك الليلة،
وصل إلي ذلك القصر ليدخل كالبركان الثأر وهو محدد وجهته، وصل إلي مكتب عتمان خاص ودخل دون أن يراه أحد واتجه إلى ذلك الحاسوب ليراجع الكاميرات الموضوعة بداخل القصر بأكمله، بعد أن يراجع ماحدث من بداية اليوم حتى فتح فمه من الصدمة شعر بخفقان قلبه وهو يراها تتجه مع والدته بداخل المطبخ حيث وضعت والدته عبوة السم بداخل كأس العصير ووقفت هي بجانب الباب وهي تنظر للطرقة بإرتباك، أغلق الحاسوب بقوة حتى كاد أن يتحول لأشلاء وهو يحرك رأسه بصدمة غير مصدق ما شاهده أخذ يرمش بعينيه عدة ثواني وهو يفكر هل مازالت تحب ذلك الأدهم؟ هل فعلت لأجله هذا الشيء؟
انفجر بالبكاء رغمًا عنه ليظهر كالطفل الصغير التائه من والديه، نهض من على الكرسي وسار بخطوات متثاقلة حتى وصل إلي غرفة أخيه بصعوبة لم يقوى على الوقوف حتى يطرق الباب بل فتحه ودخل بصمت،
لينهض سمير من على فراشه ويتجه إليه وهو يسأله بإستغراب وهو يتأمل ملامحه الباكية:
- ياسر.. إنت كويس؟
لم يجيبه بل جلس وأرجع رأسه للوراء وهو يبكي في صمت، ليسأله مستفهما:
نوران جرالها حاجة؟
لم يجيب ليسأل مرة أخري:
- حاجة حصلت طيب!
لم يأتيه رد ليصيح بحده خفيفة:
ـ ماتقول يا ابني في إيه مالك كدا؟
نظر إليه بوجه ملىء بالدموع فماذا يخبره وما به ليس جرح واحد بل جرحان ومن أقرب الناس إليه من ناحية والدته ومن ناحية أخرى تلك التي لم يعشق سواها..
أغمض عينيه بتعب وهو يقول بصوت متحشرج:
- فاكر نورهان أختك ؟
تحولت ملامح سمير الي الحزن وهو يتنهد:
- مالها..افتكرتها؟
ابتسم بسخرية وهو يجيب:
- هي نوران مرات أدهم
جحظت عينيه بذهول وهو يجيب:
-انت بتقول إيه؟
فتحت نورهان عينيها بتعب وهي تتأوه لتجد آدهم بجانبها ممسك بيدها يبدو عليه الخوف، أخذت ترمش بعينيها وهي تنظر في أرجاء الغرفة ليسألها مستفهما:
- نورهان.. أنتي كويسة ؟
أمأت برأسها بتعب ليركض خارج الغرفة باحثاً عن الطبيب..
كانت نهال تجلس على فراشها تشعر بالغيرة تأكلها وهي تتذكر كيف ركض إليها وأخذها إلي المشفى مع أدهم حتى أنهم ظل معها ولم يعد غير منتصف الليل،
أغمضت عينيها بتفكير في القادم فماذا سيفعل إذا علم بالحقيقة وأنها ساعدت والدته بذلك الشيء،
زفرت بقلق وهي تحسم أمرها لترفع هاتفها وتقوم بالاتصال به..
كان مازال على وضعيته وينظر للسقف بشرود بجانب سمير الذي يحاول أن يستوعب ما سمعه من أخيه منذ قليل..
على صوت هاتفه في أرجاء الغرفة ليتحرك بفزع خوفا على أخته أن يكون حدث لها شيء، ولكنه تفاجأ من اسمها يزين شاشة هاتفه..
#يتبع
#گ: ولاء محمد ثابت "لولي"

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 03 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

جراح لا تُشفىٰحيث تعيش القصص. اكتشف الآن