١ - من قلب المصحة النفسية

451 29 9
                                    


" بقولكم اخرجوا برة انا مش مجنون " كانت تلك صرخات أحد المرضى بمشفى الأمراض العقلية

أنهى حديثه ذاك و أخذ يحاول التملص من الممرضيْن الممسكين به ، و بعد مرور قرابة الخمس دقائق تركاه ، فاتجه إلى النافذة و جلس على المقعد المجاور لها ينظر إلى المساحة الخضراء أمامه ثم اغمض عينيه و قال محدثًا نفسه " محدش هيصدقني "

تنهد ثم مال برأسه على ظهر الأريكة و غط في نوم عميق
، كان ذلك تزامنًا مع دلوف أحدهم إلى المشفى يعدل من هندام معطفه الأبيض و يمرر يده بخصلاته السوداء القاتمة ، قابل في الممر المؤدي إلى مكتبه مساعده و هو يهرول فأوقفه و أردف " ايه يا مسعد بتجري ليه ؟ "

أخذ مسعد يقول بين أنفاسه اللاهثة " دكتور رحيم ...الحالة ٥١٢ اللي دكتور إسلام ماسكها مش بتتحسن و كنت هروح للمدير دلوقتي اقوله على المستجدات "

تنهد رحيم و أغمض عينيه ثم قال " طيب روح انت قول للمدير و أنا هروح لإسلام "
أومأ مسعد و أكمل طريقه للأمام بينما اتجه رحيم صوب مكتب الطبيب المدعو إسلام ، طرق الباب فأتاه صوته سامحًا له بالدخول ففتح الباب بهدوء و دلف ، و فور رؤية اسلام له ابتسم و قال " أهلًا بدكتور رحيم اللي مش بنشوفه غير كل سنة مرة "

تنهد رحيم بضيق و أردف " مش وقت كلامك ده يا إسلام ..الحالة ٥١٢ اللي أنت أصريت تاخدها مش بتتحسن .. أنت عارف كدة ؟ "

" ما هو اللي مغلب الممرضين و مش بياخد الأدوية "

" انت عارف انك ممكن تروح في داهية كدة ؟ "

" و انا مطلوب مني أعمل ايه ؟ "

" مطلوب منك تبلغ يا إسلام ..تبلغ أن الحالة مش بتخضع للعلاج و مفيش تحسن "
دلف مسعد إلى مكتب إسلام مبتسمًا و هو ينادي " دكتور رحيم ...المدير عايزك في مكتبه "

" يلا شوف هيتخصملك كام يوم زي كل شهر " قال إسلام بسخرية بينما كان مسعد مازال يضحك ، فنظر إليه رحيم محذرًا إياه ليصمت ، فتابع إسلام " شوف الولا مبتهج ازاي و لا كأنك رايح تتكرم ، يا زين ما اخترت يا رحيم و الله"

كان مسعد مازال يضحك فقال رحيم متذمرًا "بتضحك على ايه يا مسعد يا أهبل... هنترفد يخربيت سنينك "

كان إسلام يضحك رغمًا عنه و قال "رحيم بالله عليك ابقى هات واحد كمان زي مسعد ليا ...محتاج حد يدعمني في هفواتي و الله "

ضرب رحيم كف بكف و اتجه صوب مكتب المدير ..حمحم ثم طرق الباب فأذن له المدير بالدخول
دلف رحيم قائلًا " عمي و عم الناس ، ازي حضرتك يا دكتور فريد "

" كويس يا دكتور رحيم ، اتفضل أقعد "

جلس رحيم متأهبًا لحديث فريد ، حمحم فريد و قال "دلوقتي انت عارف طبعًا إن إسلام مش شايف شغله مع الحالة .."

ماريونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن