كان مغلِقًا باب غرفته من الداخل بينما ارتص كلًا من رحيم و إسلام و والدته و أخيه الأصغر بالخارج ، اخذ رحيم يطرق الباب و هو يردد " طارق افتح عشان خاطري...طارق افتح الباب و اسمع الكلام "" سيبوني لوحدي ... أنا عاجز و عالة عليكم كلكم "
كانت والدته تبكي بحرقة مستندة على الباب و هي تقول "أنت اللي فاضلي يا طارق ...بالله عليك متعملش فيا كدة"
تنهد إسلام و أردف " طارق افتح و أوعدك مش ههزر هزاري البايخ اللي انت مش بتحبه تاني ...عشان خاطري يا طارق و رحمة باباك تطلع "
اتجه طارق إلى الباب و فتحه ثم خرج متجهم الوجه شاحبًا كالأموات ، تحرك بكرسيه نحو الشرفة تاركًا الجميع خلفه يتبادلون الأنظار بتعحب
بينما في المشفى كان ماجد مطأطأ رأسه يلتقط أنفاسه بعنف ، الخوف قد تملك منه ؛ حيث يجلس أمامه ذلك المقيت الذي لطالما كرهه ، ابتسم خليل و قال "ايه يا ماجد مش بتتكلم ليه ؟ "
لم يتفوه ماجد ببنت شفة ؛ فكانت النظرات كافية للتعبير عما بداخله فتنهد خليل و أردف " قولي بقى ...حكيت حاجة عن التنظيم لرحيم ؟ "
هز ماجد رأسه نافيًا فابتسم الآخر و قال بتشفي "عفارم عليك ...و خد بالك المرة دي لحقتك بس بعد كدة لو عرفت انك اتكلمت هوريك النجوم في عز الضهر " أنهى حديثه ذاك بغمزة ثم أضاف و هو ينهض " و ده وعد من خليل ... و أظن أنت مجرب و عارف "
" متقلقش يا خليل "
" خليل الصاوي مش بيقلق " أنهى كلماته تلك و هو يشير إلى كاميرا مراقبة صغيرة معلقة في إحدى الأركان الغير منظورة من الغرفة ثم التفت و هم يتحرك متجهًا نحو الباب رمق ماجد بنظرة أخيرة و أشار إلى عنقه و كأنه يقطعه ثم قال
" Au revoir (إلى اللقاء )"فور ذهابه تنفس ماجد الصعداء ثم نهض ينظر من خلال النافذة يراقب رحيل ذلك الكريه عن نطاق المشفى ثم جلس محيطًا رأسه بيديه ، "ضاقت علي الأرض بما رحبت" تلك العبارة التي تصف ما بداخله الآن ، و ماذا يكون غير ذلك لقد فقد كل ما يملك في عشية و ضحاها و انتهى به المطاف بمشفى للأمراض العقلية ينعتونه بالمجنون فتركته زوجته و غادرت رفقة ابنهما ...
________________________________
خرج رحيم و إسلام خلف طارق إلى الشرفة و جلسا ينظران إليه فقال هو متعجبًا " بتبصولي كدة ليه .. روحوا شغلكم متعطلوش نفسكم عشاني "
تنهد رحيم و أردف " طارق بلاش الكلام الأهبل ده أنت عمرك ما كنت بتعطلنا أو تقيل علينا ...مش عشان واحدة مكنش حبها صادق ليك و سابتك تبقى الناس كلها وحشة"
" طيب ممكن نعرف ايه اللي حصل وصلك للحالة دي؟"
سأله إسلام محاولًا الإطمئنان عليه فتنهد طارق و أخرج هاتفه و أعطاه إياه ، نظر كلًا من إسلام و رحيم إلى الصورة المعروضة على شاشة الهاتف فإتسعت عيناهما ، فكانت عبارة عن صورة تجمع خطيبة طارق السابقة بشخص آخر و لم يمر سوى قرابة الحول على إنفصالهما
أنت تقرأ
ماريونت
غموض / إثارةمرحبًا بك في مسرح الحياة الغير عادلة حيث يتم التلاعب بك كما لو كنت إحدى دمى الماريونت ...