٧ - عندما تضيق بك الدنيا..!

78 11 5
                                    


" تعالي يا إسراء كلي " وقف فؤاد أمام باب الغرفة و تفوه بتلك الكلمات و لكن لم تنصت إسراء له و ظلت منخرطة في بكائها فتنهد فؤاد و أغلق الباب ، لا يريد أن يتركها لِوحدتها تقضي عليها و لكن ماذا يفعل ليفعل ، أحياناً الوحدة تساعدنا على التخطي

بينما كان إسلام مازال ممسكًا دفتر المواعيد الخاص بملك يفر صفحاته حتى وقع نظره على اسمها ، ماذا ؟ هل موعدها بعد خمسة عشر دقيقة فقط ؟!

اغلق الدفتر و جلس على أحد المقاعد منتظرًا قدومها ، عادت أم رمزي حاملة لكوب القهوة و قالت " لقيته ؟ "

" هو ايه ؟ "

" اللي كنت بتدور عليه يا دكتور "
صمتت لبرهة ثم تابعت " أنا فاهمة كل حاجة.. كنت عايز مواعيد مين بقى ؟ "

" ياه عليكِ يا أم رمزي ده أنا كان عاجبني شكل الكشكول بس ...ألا صحيح هو رمزي بقى في سنة كام دلوقتي"

_________________________________

توقف طارق إثر ذلك الصوت الذي كان ينادي باسمه فالتفت ليراها تركض نحوه حاملة كوبين من العصير الطازج و قالت " استني يا دكتور طارق "

نمت ابتسامة طفيفة على ثغره فتوقفت هي لتلتقط أنفاسها ثم مدت يدها له بأحد الكوبين قائلة " اتفضل .. اعتبرها هدية شكر "

امسك الكوب عقد حاجبيه سائلًا إياها " شكر على ايه بالظبط "

" حضرتك أما رديت كتفي و روحت كشفت بعدها الدكتور قاللي لو كان استنى كنت هضطر اجبسه أو يفضل مربوط فترة عشان مكنش هينفع يتعمل بالإيد "

" يا ستي لا شكر على واجب المهم انك أحسن دلوقتي "

تنهد ثم حمحمت و قالت ببعض من الحرج" طيب أنا عندي سؤال مش عارفة المفروض اسأله و لا لا بس هقول و خلاص "

همهم و ارتشف رشفة من الكوب فقالت " هو انت ليه مش بتشتغل ؟ "

أحست لوهلة أنها قد أخطأت بسؤالها عندما شاهدت تبدل ملامحه فسرعان ما قالت "اعتبرني مقولتش حاجة خلاص" صمتت لبرهة ثم نهضت بتحفظ و أردفت " أنا ... أنا لازم أمشي"

كادت أن ترحل و لكنها توقفت عندما سمعته يقول "أنا قولتلك اني دكتور عظام صح..."

التفتت له فأشار لها أن تجلس فجلست ليتابع هو " حصلي حادثة من حوالي سنة كدة و بسببها أنا على الكرسي ده دلوقتي..."

تنهد و أضاف " كان عندي عيادة ..بس دلوقتي تقدري تقوليلي ازاي هعالج الناس و أنا قاعد على كرسي "

عقدت حاجبيها و قالت" و ايه اللي يمنع ؟...اللي بيروح عند دكتور بيروح عنده عشان خبرته و شطارته مش عشان حالته أو شكله أو هو واقف على رجليه و لا قاعد على كرسي "

" مش كل الناس بتحسبها كدة يا نور "

ابتسمت لإطلاقه ذلك الاسم عليها فهي لطالما أحبت اختصار اسمها «نورهان» إلى «نور» ، فقال هو
" نور هو أنتِ بتشتغلي ايه ؟ "

ماريونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن