٨ - ليست كما يظن

53 11 1
                                    

" إيه يا إسلام يا ابني " قال فؤاد تلك العبارة بعد أن أبصر إسلام في نهاية الممر فركض نحوه ، ربت إسلام على كتفه و قال " إن شاء الله خير...الدكتور أخدها"

جلس فؤاد و أحاط رأسه بيديه ، نظر إسلام لحاله بأسى فجلس إلى جانبه و أردف " يا عمو إن شاء الله ربنا هيحفظها "

حاول فؤاد كبت دموعه فخرج صوته مهزوزًا عندما قال "إسراء متستحقش يحصلها كل ده ...الدنيا جاية عليها من أب و أخ بيخوفوها رغم أنهم المفروض يبقوا مصدر الأمان ليها ..."
صمت لبرهة و كفكف تلك العَبرة التي تمردت عليه و سقطت رغم أنفه ثم تابع " أمها ماتت ، و سابتها أمانة ليا بس انا معرفتش أحافظ عليها و أحميها "

كاد إسلام أن يتحدث إلى أن أبصر الطبيب يقترب بخطاه نحوهما فنهض و قال " إيه يا دكتور طمنا "

تنهد الطبيب ببعض من ملامح الحزن على وجهه ثم قال "هي فقدت دم كتير ...فإحنا محتاجين حد يتبرع بالدم"

" هو مفيش في بنك الدم ..؟!" سأله إسلام متعجبًا ليجيبه
الطبيب قائلاً " اكيد فيه ...بس الفصيلة بتاعتها مفيش منها المستشفى و عقبال ما نطلبها هتاخد وقت فالأحسن إنكم تشوفوا متبرع "

أومأ إسلام و نظر إلى فؤاد ثم أردف " طيب مين عندكم فصيلته زيها ؟ "

حاول فؤاد التذكر متجهم الوجه ثم نظر إلى إسلام و قال "مفيش غير عبد العزيز و عمره ما هييجي ..."

عقد إسلام حاجبيه متعجبًا لأمر هذه العائلة و ملايين الأشياء تقفز إلى رأسه و العديد من التساؤلات تجول بخاطره " هل لأخٍ أن يرفض إعطاء أخته فلذة كبده بضعة قطرات من الدماء ؟!" ، أفاق من تفكيره المدوي على صوت فؤاد قائلًا " زينة ... زينة نفس فصيلة دمها "

" زينة مين ؟ "

" زينة ...واحدة صاحبتها ، هي اللي روحتها يوم ما كان صديق خاطفكم "

اتسعت مقلتي إسلام و سرعان ما أخرج هاتفه و قام بإجراء إتصالًا هاتفيًا ؛ ليخبر رحيم بما حدث حتى يساعده في جلب زينة تلك ...

________________________________

"ابعد متقربش و إلا و الله العظيم أصوت و ألم عليك الناس" خرجت تلك الكلمات من فيه زينة تحاول إخافة صلاح متصنعة القوة و الثبات لكنها كانت ترتجف من داخلها

ابتسم صلاح بسخرية و أردف "أنتِ اللي اختارتي كدة يا بنت خالي"

" هو الجواز بالعافية يا صلاح ...يا أخي أنا مش عايزاك ، مش قابلاك و بقرف منك .."

و عند ذكر ما بداخلها من مشاعر كره و بغض تجاهه عادت تلك الذكريات المقيتة إلى خاطرها ...

كانت زينة جالسة تبكي بإحدى زوايا المنزل ، سمعت شيماء صوت شهقات مكتومة و بكاء فخرجت من غرفتها فوجدت ابنتها جالسة أرضًا تضم ركبتيها إلى صدرها فاقتربت منها بذعر قائلة " مالك يا زينة ؟! "

ماريونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن