١٢ - ما بال تلك السيدة ؟!

59 11 1
                                    


" عايزة تطفشيني إنتِ ...عارف أنا الحركات دي "

كان هذا محتوى الرسالة التي بعثها رحيم ردًا على زينة ، نظرت هي إليها ثم تنهدت و كتبت "خلاص براحتك "

عقد حاجبيه فور قراءته لردها ثم تنهد و أغلق الهاتف و راح في سبات عميق من شدة الإرهاق

__________________________________

كان مسعد يجلس على أحد مقاعد الحديقة يحاول أن يعلم هوية تلك السيدة ، يراقب المنزل الصغير الذي تقيم به عن كثب ، نهض و تحرك مقتربًا منه التفت حوله ثم طرق الباب عدة طرقات خفيفة ، فلم يأته رد

تنهد ثم قال بخفوت مقربًا فيه من الباب " بصي أيًا كنتِ  مين أنا عايز أساعدك ، لو خايفة تفتحي تقدري تكتبي ورقة و تخرجيها من تحت عقب الباب "

كقرآن الفجر في وقت حزن جاء مبددًا إياه ، كان حديثه ذاك سببًا في تجدد الأمل مرة أخرى بعد أشهر من الحبس ركضت إلى الداخل و جلبت ورقة و شرعت تكتب

أخذ مسعد يتلفت يمينًا و يسارًا و عندما شعر باقتراب أحدهم ركض عائدًا إلى مقعده مرة أخرى ، ولجت تهاني إلى الحديقة ؛ لتطمئن على الأوضاع بالخارج كعادتها منذ أن أعطتها السيدة كاميليا زوجة خليل ثقتها و أصبحت تأمنها على المنزل في وجودها و غيابها ، نظرت إلى مسعد فوجدته مغمض العينين ، فعدلت عن مسار سيرها و توجهت إلى المنزل الذي تقبع به السيدة و طرقت الباب

فتحت الأخرى بلهفة ظنًا منها أنه ذلك الرجل الذي طرق بابها قبل دقائق فتسمرت فور رؤيتها لتهاني تقف أمامها

رفعت تهاني حاجبيها و قالت زاجرة إياها " إيه شوفتِ عفريت ؟ "

" لا بس استغربت إنك جاية بالليل كدة ، خير في حاجة "

مدت تهاني يدها التي يقبع بها حقيبة بلاستيكية من الحلوى و أردفت " ده الكيس بتاع ريان اللي بجيبه كل يوم "

ابتسمت الأخرى لها و التقطته منها فتابعت تهاني "يمكن أنا معرفكيش و معرفش إنتِ هنا ليه كل الفترة دي ، بس أنا بعمل شغلي من غير ما أتدخل و الولد ملوش ذنب "

أومأت الأخرى لها في تكلف بعض الشيء و بعد ثوانٍ رحلت تهاني ، نهض مسعد و تحرك صوب البيت الملحق و طرقه عدة طرقات قائلًا " ده أنا يا مدام "

كانت تبكي و هي جالسة إلى جانب ابنها الغافي فنهضت و أخرجت الورقة له من أسفل الباب ، ذهبت إلى فراش ابنها و تمددت بجانبه ضامة إياه إلى أحضانها تستمد قوتها منه

نظر مسعد في إثرها بتعجب و دس الورقة في أحد جيوبه و عاد إلى مكانه مرة أخرى "

_________________________________

صباح اليوم التالي نهض رحيم من نومه متثائبًا فنهض و تحرك نحو المرحاض و بعد أن توضأ و أنهى صلاته ، أمسك هاتفه ينظر إلى الرسائل الواردة فاستوقفته رسالة من مسعد كُتِب بها " دكتور رحيم دلوقتي أنا معايا رسالة من الولية اللي قاعدة في البيت و كمان راجع تسجيل الكاميرا يمكن نلاقي حاجة عشان تهاني كلمتها بالليل "

ماريونتحيث تعيش القصص. اكتشف الآن