التفتت كريمة إلى إسلام و قالت متسائلة " يعني إيه عارف "تنهد إسلام و أردف قائلًا " يعني أنا عارف كل حاجة و راضي "
عقد فؤاد حاجبيه و قال " عرفت إيه و ازاي ؟! "
أخذ إسلام نفسًا عميقًا يحاول إستجماع نفسه ثم أخرج ورقة من جيبه و أعطاها إلى فؤاد ، مرت عينا فؤاد على كل حرف بالورقة ، تمالك نفسه عن البكاء بأعجوبة و تنهد ثم قال " و أنا مش عايز حد يتجوز بنتي شفقة "
" و مين قال إني هتجوزها شفقة ؟! "
" ما هو مش معقول يعني تكون حبيتها بالسرعة دي! " قال فؤاد كلماته تلك ببعض من الحدة
أومأ إسلام و عقب قائلًا "ما أنا فعلًا لسة محبيتهاش ، أنا معجب بيها و مرتاحلها ، ملامحها مخلياني مبسوط ، مش عارف بس في حاجة بتقولي إن هي الشخص المناسب ليا "
صمت هنيهة ثم تابع " بص يا عمو أنا عارف إن كلامي ممكن يبان أهبل بس و الله أنا مش عايزها شفقة و بعدين أنا مش مراهق عشان أحب من أول نظرة ، أنا كنت بشوف بنات في الكلية و في الشغل و في كل حتة بس مفيش واحدة ملامحها ريحت قلبي ، أنا أما شُفت إسراء أول مرة قدام المستشفى و أنا حسيت إحساس غريب مش عارف أوصفه و عيونها أخدتني حتة تانية "
كان فؤاد يستمع إليه بانتباه إلى جانب كريمة و بسنت اللتان كانتا كلهما آذان صاغية أيضًا ، نظر إسلام إليهم ثم قال برجاء " ممكن تدوني فرصة ؟! "
__________________________________
خرجت سنية من المطبخ و وضعت العديد من المقبلات أمام طارق و رحيم و هي تقول " خدوا يا ولاد صبروا نفسكم بدول لحد ما إسلام ييجي و نتغدَّى كلنا سوا "
تسلل إلى آذانهم صوت طرقات الباب نهض رحيم ليفتح ظنًا منه أنه إسلام و لكنه تعجب عندما وجد جميل «والد إسلام » هو الطارق
قالت سنية " اتفضل يا أبو إسلام "
دلف جميل بابتسامة و بعد التحيات و ما شابه جلس و قال " ألا هو فين إسلام ؟! "
" و الله يا جميل ما أنا عارفة هو كلمني و قاللي جمعي رحيم و طارق و بابا عشان عايزهم في موضوع مهم ... قولت كدة كدة أنا عاملة الغدا يبقى نتغدوا مع بعض و نشوفوه عايز إيه "
أومأ لها الجميع و أخذوا يتبادلون الأحاديث محاولين تسلية أنفسهم في ذلك الوقت بينما كان إسلام قد صعد الدرج المؤدي إلى شقة طارق ، تنهد آخذًا نفسًا عميقًا ثم طرق الباب
_________________________________
كانت تجلس بغرفتها كالعادة تستنشق رائحة الأزهار و مع كل زهرة يأتي في مخيلتها شخص يليق بتلك الرائحة ، مرت على أصيص يحمل زهرة الياسمين و مع استنشاقها لرائحة الياسمين جالت علياء بخاطرها ، ثم وقع نظرها على نبات معروف باسم « مسك الليل » ابتسمت فور رؤيتها لذلك النبات و لم تكلف نفسها عناء حمله و استنشاق رائحته لأنه ليس له رائحة أو بالمعنى الأدق رائحته تخرج في الليل فقط أما بالصباح فمثله كمثل ورقة الشجر عديمة الرائحة ، لطالما كان ذلك النبات يثير جدلاً بداخلها ، فقد عرفت هذا النبات و هي في سن الخامسة عشر عندما كانت تزور جدتها في أحد الأيام و كانت لها جارة تقوم بزراعة مسك الليل ذلك فأهدتها تلك السيدة بعض من بذوره لتقوم بزرعها .
أنت تقرأ
ماريونت
Mystère / Thrillerمرحبًا بك في مسرح الحياة الغير عادلة حيث يتم التلاعب بك كما لو كنت إحدى دمى الماريونت ...