دعوة

366 15 1
                                        


وقف "تشان" عند الممر في الشركة، يحدق عبر الزجاج الكبير المطل على الحديقة...
اقترب "تاي" منه بهدوء ووقف خلفه.

تاي: تشان...

تشان: أعتذر لإزعاجك مرة أخرى... لكن هذا الأمر بالغ الأهمية بالنسبة لي.

نظر إليه "تاي" بحزن، فتابع "تشان" قائلاً:
تشان: ما زلت لا أعلم ما الذي حدث بيننا... فأنا لم أخدعك يوماً.
أنت أخبرتني أنك تُحب شخصًا آخر، لكنني لم أرَك مع أحد حتى الآن...
فما المشكلة الحقيقية، يا تاي؟

تاي: تشان، أنا...
(توقف عن الكلام)

تشان: لا بأس... لست مضطرًا لأن توضح... كل شيء على ما يرام.

مد "تشان" يده وأعطى "تاي" ظرفًا.
أخذه "تاي" ونظر إليه بتوتر.

تشان: افتحه.

فتح "تاي" الظرف وقرأ ما فيه، لترتسم ابتسامة حزينة على وجهه.

تاي: مبروك...

تشان: أنت أول من أدعوه لحفل زفافي.
أمي أصرت أن تكون من بين المدعوين.

تاي: هل... هل ما زالت غاضبة مني؟

تشان: لا... أبدًا، هي ما زالت تحبك.
لكنها حزنت لأنك لم تكن شريكي في النهاية.

خفض "تاي" بصره فورًا...

تشان: لقد انضممت إلى العمل هنا من أجلك...
اعتقدت أنه حتى لو لم تكن تُحبني، فسأراك على الأقل...

كان "تاي" لا يزال ينظر إلى الأسفل، محاولًا حبس دموعه.

تشان: لم أكن محظوظًا يومًا، على ما يبدو...

تاي: أنا آسف يا تشان... آسف حقًا...

تشان: لا بأس... و... هذا هو اليوم الأخير الذي أفكر فيك كحبيبي.
ابتداءً من الغد، ستكون حبيبي السابق... وصديقي الحالي.

تاي: حسنًا...

تشان: لا تنسَ... الأحد القادم، الحفل.

أومأ "تاي" برأسه بابتسامة باهتة.

تاي: سأكون هناك.

تشان: جيد... يجب أن أذهب لدعوة الآخرين.

تاي: تفضل...

نظر "تشان" إليه فجأة، ثم ارتمى عليه في عناقٍ مُحكم، مما جعل "تاي" يتجمد في مكانه.

تشان: سأشتاق إليك كثيرًا يا تاي... سأفتقدك بشدة...
تغشت الدموع عيني "تاي"، ولم يعد يرى بوضوح.

تشان: هل يمكنك مناداتي باسم "إد" للمرة الأخيرة؟

انفجر "تاي" بالبكاء فجأة.

تشان: فقط... مرة أخيرة...

تاي: أطيب التمنيات، إد...

أغمض "تشان" عينيه وشد العناق أكثر...
بقي "تاي" واقفًا دون حراك...

انت لي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن