[1]

6.1K 325 168
                                    

أضئ نجمة... لألمع أكثر)

الفصل الأول: لقاء✨

سارحةً عبرَ زُجاج تلك النافذة التي تنزلق على سطحها الأملسِ قطراتٌ مرهفةٌ من المطر، كانت إيمي جالسةً بمفردها على طاولةٍ جانبية، أحاديث خافتةٌ كانت تتناهى إلى مسامعها، أحاديث لم تهتمّ بها مطلقاً، كانت تداعبُ كوب القهوة النديّ بأصابعها الصغيرة تارة و تحتضنه مستمدةً منه الدفئ تارة أخرى.

بعثرت نظرها بتعبٍ على تلك الكتب التي تفرشُ الطاولة بعدما ارتشفت رشفةً كبيرة من الكوب.أشارت الساعةُ على شاشة الحاسوب المحمول إلى التاسعة و النصف ليلا، تنهّدت حين أدركت أنها لم تشرع بعدُ في القيام بذلك البحث الجامعي الذي يتوجّب عليها تسليمه بعد يومين، كانت في داخلها تشتمُ الجامعة و كلّ ما يمتّ لها بصلة.

أشارَ لها الشابُ صاحب العينين الفيروزتين الذي يرتدي بذلةً رمادية لتعبئ له كوب قهوته للمرة الرابعة، أمضى ساعات طويلةً يعملُ على حاسوبه دونَ أن تلوح منه أية نظرة، إلا لطلب القهوة. توجهت نحوَ طاولته لتحمل كأسهُ و تعود بها نحو آلة القهوة، بدأت تشعر بالملل من هذا الرجل، إنه يقطعُ سلسلة شرودها كلّ مرة!

شكرها بإمتنان و هو يحكّ عينيه الغائرتين في وجهه النحيف. عادت بعدها إلى طاولتها الكائنة في ركنٍ منزوٍ و بعيد بعض الشيء عن الطاولات الأخرى.

شهقاتٌ مكتومة تسللت ببطئ إلى مسامعها لتقطعَ عنها العرضَ الشاعريّ الذي كانت تقوم به الرياحُ خارجاً، التفتت نحو مصدر الصوتِ دونَ أن تمتلك القدرة على إخفاءِ أماراتِ الإستياء التي ارتسمت على وجهها.

خصلاتٌ حمراءٌ مجعدة تشوبها أخرى برتقالية باهتة و رفيعة للغاية، حباتُ نمشٍ متناثرة على وجنتين محمّرتين ببودرةٍ فاقعة بعض الشيء، دموعٌ غزيرة شقّت طريقها على تضاريس وجهها الدائري لتستقر في شقّ شفتيها المرتجفتين و تخرّب أحمر شفاهها اللامع.

كانت تطالع هاتفها المحمول المركون على الطاولة بنظرات مرتعشةٍ تفيضُ غضبا، عتاباً و...احتقاراً، للأسبوع الثالث على التوالي، هي تنتظر قدومَ شخصٍ يبدو أنه لن يأتي أبداً...

تقدّمت ايمي نحو طاولتها ثم وضعت كوب ماءٍ أمامها إضافة إلى منديل صغير. استطاعت بوضوحٍ سماع شظايا صوتها المختنق و هي تشكرها بينما تحثّ هي الخطى عودةً لمكانها. " لا بأس"، اكتفت بقول ذلك.

دفعت كوب قهوتها بعيدا ثم أمسكت سماعاتِ الأذن و راحت تدسّها في أذنيها،صرّحت في نفسها أن وقتُ المماطلة قد انتهى، يجبُ عليها التركيز على إنجاز البحث الآن،و الموسيقى ستساعدها على التركيز.

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن