(أضئ نجمة... لألمع أكثر)
مرّ الأسبوعُ الأول من شهر يناير سريعاً، كآبة جميلة كانت تخيّم على المدينة، سيولُ الأمطار الغزيرة تغسلُ قمم المباني و تضفي لها لمعةً مميزة، مهرجانُ مظلّات مختلفة تجوبُ الشوارع المبتلة التي تعبقُ برائحة الأتربة و نسمات دافئة تتسلل من البيوت و المطاعم.
بقامتها القصيرة، انسلّت ايمي عبر حشد بشري مهيب، لم يكن وشاحهاُ الخشن يكشف سوى عن أرنبة أنفها المحمرّ و عينيها المحجوبتين خلف نظاراتها المضببة جزئيا جرّاء تصاعد البخار من فمها.
كانت تُسرعُ الخطى و هي تشدّ على حقيبة يدها الكبيرة بينما تمسك مظلتها السوداء باليد الأخرى،استدارت فجأة لتدخل زقاقا ضيّقا، مشت بضع خطواتٍ إضافية قبل تكبح قدميها أمام واجهة المقهى.
"مقهى السعادة"
ابتسمت بسخرية ثم أغلقت مظلتها و ولجت.
كالعادة، كانت الرؤوس بالداخل معدودة، ست أشخاص، عدّتهم بنظرة واحدة سريعة قبل أن تتوارى عن الأنظار و تلج إلى المطبخ الخلفي الصغير الذي تفصله عن فضاء المقهى واجهةٌ زجاجية تعرضُ أنواعاً شتّى من الحلويات و المرطبات إصافة إلى عدد محدود من السندويتشات المالحة التي تشتهر بها " ماري"، والده ايمي.حانت من هذه الأخيرة التفاتة حملت ملامح بهيجة ما ان استشعرت وجود ايمي خلفها، كانت تهمّ بتفقد شيء ما في فرنها الكبير.
" كيف كانت الجامعة؟ "
سألت بنبرة متحمسة و هي تخرج الصينية بقفازيها الخاصّين لتعاين جوانب " الكاپ كايكس" بنظراتٍ متفحصة.
" مملة، كالعادة". ردّت ايمي بضجر و هي تلوي شفتيها المتشققتين جرّاء البرد. أشارت والدتها بإصبعها نحو الثلاجة و قد غمزتها بعينها اليمنى، ابتسمت ايمي و قد فهمت ما قصدته دون أدنى كلمة، اتجهت صوب البرّاد بعدما رمت حقيبتها المثقلة على الطاولة. فتحت الباب لتشقّ ابتسامة لطيفة وجهها.
" إنها بنكهتكِ المفضلة، الفانيلا "
كانت والدتها واقفة توثّق ردّ فعلها بوُسعِ عينيها، التفتت ايمي بعدما التقطت علبة المثلجات لتُفرج عن ابتسامة ممتنة جعلت قلب الأمّ يرفرف.
اتخذت مكانها و أخذت تأكل منها فيما شرعت والدتها تصدح و تعيد كالأسطوانة المخرّبة أنها لن تتحمل المسؤولية إن هي مرضت و أنه لا وجودَ لإنسان عاقل يتناول المثلجات في عزّ البرد، استقبلت ايمي تهكماتها بضحكة ساخرة لأنها دائما ما تلبّي لها رغباتها دون تردد ثم تعودُ بعدها لتقفّي مساوئها.
أنت تقرأ
مقهى السعادة(مكتملة)
Fanfiction✨أُراقبُ خلفَ البابِ شروقَ ابتسامتك و تغيبُ عنيّ مِن كُثر الشوقِ أحاسيسي يتدَلى الليلُ في جبروتهِ باهتاً و يُطفئُ الإنتظارُ فوانيسي✨ " يمنع الإقتباس أو السرقة "