[14]

695 117 32
                                    

"و حلّ فصلُ الشتاتِ بقلوبناَ
تحملُ نسائمهُ من الباقاتِ وروداً
ليست لناَ
تُمطرُ السعادةُ في طُرقاتناَ
و نحملُ مظلّاتناَ
خائفينَ
نحنُ من اعتدناَ التبلّل بآلامناَ
هل سيكونُ للربيع الأزرق
أملٌ في إنتشالنا؟

******

" لكنّ الشابّ الرسّامَ أخبرني أنهُ من الأحسنِ أن نقوم بحفل إفتتاحٍ لطيف للمقهى... "

كانت ماري واقفةً تُحرّك القِدر على النار و هي أسيرةُ الحماسِ الذي تجلّى بوضوحٍ من خلال لغة جسدها.

" أخبرَني كذلك أنه سيرسلُ مجموعة من أصدقائهِ للإحتفال في المقهى بعد انتهاءِ مسابقةٍ ما...يا له من شابّ لطيف! "

حينَ لم يصدُر عن ابنتها الجالسة على الطاولة خلفها صوتٌ التفتت إليها بتوجّس لتجدها غارقةً في شرودٍ ثقيل و عيناها مثبّتتان في نقطة ما على سطح تلك الطاولة.

" هل هناكَ خطبٌ أيتها الآنسةُ الصغيرة؟ "

انتفض جسدُ ايمي فجأةً إثر ذلك الصوت الذي أحدثتهُ متعمّدة و هي تضربُ ملعقة و شوكةً ببعضهما، جفلت الأمُ حين شهدت ردّ فعلها الغريب و انتابها شعورٌ بالذنب و القلق في آن واحد.

" لا، لا شيء، أردتُ فقط أن أعودَ للعمل بما أن الأشغال في المقهى قد انتهت... أنا أشعرُ بالملل... "

أطفأت ماري النار على الطبخة ثم انضمّت لتجلس قربها على الطاولة و هي تعانقها بنظراتٍ عطوفة لمعت بها جزيئاتٌ من الإضطراب

لم تمضِ سوى ثوانٍ قليلةٌ قبل أن تقوم بجذب يدها الصغيرة نحوها،راحت تربّت عليها بلطف بينما رفعت الأخرى عينيها الغائرة بوجهها لتطالعها بفراغ.

" هل حدثت مشكلة ما مع رفاقك؟ يمكنكِ إخباري"

" ربما كانَ دانيال على حق... "

" ماذا تقصدين؟ "

"التعلّق بالآخرين لا يجلبُ لنا سوى التعاسة..."

تغيّرت ملامحُ الأم كأنها فهمت ما كانت ترمي إليه لكنها في ذاتِ الوقت لم تجد ما تقوله.

" ربّما كنتُ مخطئة عندماَ قررتُ الخروج من قوقعتي... "

مالَ ثغرها بسخرية بينما أشاحت بنظراتها جهة النافذة.ظلّت تتأملُ السماءَ الحالكة لفترةٍ من الزمن قبل أن تشعر فجأةً بأنامل دافئة تدير وجهها.

" جميعنا نعلمُ أننا لسناَ بخالدين في هذه الحياة، خلال محطّاتِ رحلتنا يمرّ بناَ عديدُ الناس، عديدُ التجارب، منهم من ينقشُ بقلوبنا ذكرياتٍ لا تنسى و منهم من يخلّف آلاما لا تنسى أيضا، لكن تُتجاوز، من يفوتهم القطار هم من من يفشلون في التجاوز، لا يقوون على الركض و هم مثقلون بخيبة المحطة السابقة... "

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن