كانت ايمي تركضُ في جميع أنحاء المطبخ بإندفاعٍ و حماسٍ لا مثيل لهما لتضمن تجهيز قائمة طعامها الصغيرة و الخاصّة لعشاء الليلة رفقة أصدقائهالم تكن الأرضُ تحتها تتحمّل ثقلَ سعادتها لقبولهم دعوتها أو بالأحرى قُبوله هو شخصيا، فالمشاعرُ الباردة الثقيلة التي حالت بين الجميع البارحة و نظراتُ الوداعِ الدامعة كماَ الكلماتُ المترجفة على الشفاه كانت حسب ظنّها مشهداً سينمائياً لوداعٍ تراجيدي لا لقاء بعده.
ضحكت حينَ أدركت تعمّقها في التفكير إلى ذلك الحدّ اليائس قبلَ أن تشقّ وجهها ابتسامة راضيةٌ و موقنةٌ الآن بمدى صلابة تلك الدعاماتِ التي شيّدت عليها هذه الصداقة التي شعرت أنها كانت نوعاً ما عاجلة و ضرورية للجميع في ذلك الوقت من حياتهم، و لربما كان ذلك ما جعلها مميزة بهذا القدر.
فعدى صديقتها في الكليّة ديانا، التي لا تعدو عن كونها مجرّد زميلة دراسة، هي لم تكوّن حقا صداقاتٍ و أقحمت فيها كما هائلاً من المشاعر كما تفعل الآن، دون أن تذكر دانيال، لأنه دوناً عن الآخرين كانت تصنّفه من العائلة، كأخ كبير يقدّم لها النصائح و يحميها.
حينَ دقّت الساعةُ الرابعة و نصف، كانت ايمي قد فرغت تقريبا من عملها، ما عدى بعض اللمسات النهائية التي تضيفها على الحلوى، فقررت بناءاً على ذلك أن تأخذ حمّاما منعشاً و تجهّز ملابسها، هذا إن كانت حقا تمتلكُ ملابس أخرى ما عدى بناطيل الجينز الواسعة التي تهيمن على خزانتها مقابل عدد ضئيل من الفساتين الأنثوية التي تجعلها فعلاً تبدو كشابّة.
شردت أمام الخزانة لحظاتٍ تفكرّ خلالها لم يجتاحها ذلك الشعور بأنها تودّ أن تكون أكثر إشراقاً و أنوثة كلّما أرادت مقابلته؟
هبابةٌ من الإحراج غطّت وجنتيها قبل أن تحرّك رأسها نافضةً عنها ذلك التساؤل السخيف الذي تعلمُ إجابته قبلاً، هي بالفعل لم تعد تنكر كونها تودّ لفت انتباهه، هي تعلّقت به، أو ربما أحبته! لا تستطيع حاليا أن تميّز إن كان فعلا حبّا أو مجرد إعجاب لأنها لا تعرف حقّا ماهية الأمر و لم تختبره سابقا
" هل أسألُ أمي عن الأمر يا ترى؟ "
تمتمت بسخرية و هي تعاين الملابس بعينيها لتلمع في رأسها فكرةٌ مثيرة
ركضت بثوب الحمّام صوب غرفة والدتها لتقتحمها و تتوجه نحو الخزانة و تفتحها، كانت قد شرّعت لها أخذ ما تريد في أي وقتٌ تريده، كما أن لوالدتها ذوقاً مميزا في الملابس و لهما تقريباً ذاتُ القياس، حتى أن الآخرين يظنونهما أحيانا أختين.
كان أول ما وقعت عيناها عليه فستانا قديماً على الطراز الفكتوري مُكوّنًا من قطعتين، كان الفستان قصيراً، أخضر اللونِ زيتياّ و مكشوف الكتفين و تحتهُ قميصٌ بيج بياقة و موحّدَ اللون

أنت تقرأ
مقهى السعادة(مكتملة)
Фанфикأُراقبُ خلفَ البابِ شروقَ ابتسامتك و تغيبُ عنيّ مِن كُثر الشوقِ أحاسيسي يتدَلى الليلُ في جبروتهِ باهتاً و يُطفئُ الإنتظارُ فوانيسي " يمنع الإقتباس أو السرقة "