(أضئ نجمة... لألمع أكثر)
إرتجّت نوافذ المقهى بقوة إثر تلك الصواعق الرعدية التي أخذت تحدثُ شرخاتٍ عميقة في كبد السماء لتكشف بشكل خاطف عن غيومٍ داكنة مشحونة.عانقت رائحة القهوة رائحةَ الصمت لينسجما معاً بشكل يبعث على الراحة.
كانت إيمي تحتسي كوبها بينما يجلس ذلك الشابُ مقابلا لها و هو يمارس طقوس صمتٍ مهيبة
بدى و كأنه يغرق في تأمل عميق بينما عيناه اللتان تنبضُ بهما الصاعقة معلقتان خارج النافذة كأنه يبحث عن شيء ما...لم تستطع ايمي تحرير نفسها من قبضة الإنبهار الذي بعثه في نفسها، كيف يمكنهُ بكل تلك البساطةِ التحوّل من شخصٍ صاخب إلى آخر غامض دون ترك دليل واحد على كونهما ذات الشخص.
رفع نظراته إليها بعدما استشعر شرودها بهِ ليستشفّ في عينيها تساؤلاتٍ مكتومة جعلتهُ يبتسم.
" بمَ تفكرين يا ترى؟ "
" لا شيء..."
" أ لن تسألي عن سبب غيابي كلّ هذا الوقت؟"
رفع رأسه و قد ارتسمت على وجهه ملامح ثقة لكنها قابلتهُ بلوي شفتيها بسخرية
" و لمَ قد أفعل؟أنا لا أعرفك، لستَ حتّى أحد الزبائن الأوفياء "
همهم و هو يحرك رأسه بينما يضع أصابعه على ذقنه.
" لكننا قضينا رأس السنة رفقة بعضنا البعض، أ ليس ذلك كافيا لإظهار بعض المودة؟ "
" أنت مزعجٌ بحقّ،تظهر من العدم كلّ مرة و تصرّ على خلق روابط بيننا "
قررت تجاهلهُ و إلتفتت لتقليب صفحات كتابها مرّة أخرى، لم يُجب هو بشيء، الأمر الذي جعلها ترفع نظراتها نحوه مجددا كأنها كانت تتوقعُ ردّا أخرق آخر، لكن تلك النظرات التي اعتلت وجهه حينها كانت غريبة، نظراتٌ مُتّسعة،مبتسمة و آسرة
شعرت بحرارة تدبّ في عروقها لتترك نظراتها تهوي مجددا في بحر الكلمات بعد أن اعتراها اضطرابٌ خفي راح ينتشرُ بسرعة حتى بلغَ أعتاب قلبها ليحثّه على الرقص... دون سابق دعوة
" ربما تكونُ قد أضعت المكان، في النهاية إيجاد مقهى في أحد هذه الأزقة المتشابهة ليس بالأمر السهل"
كسرت الزخم الحراري المتكاثف بينهما لكنّ إجابتهُ الموالية أحدثت بركانًا فجائيًا أودى بكلّ تضاريس وجهها
" و هل يضلّ سبيله من يهتدي بنجمة؟ "
" نعم، يمكنُ أن يضلّ طريقه، لا شيء يضمن خفقان تلك النجمة بشكل دائم، النجوم تندثر أحيانا..."
![](https://img.wattpad.com/cover/323727377-288-k142111.jpg)
أنت تقرأ
مقهى السعادة(مكتملة)
Fanfictionأُراقبُ خلفَ البابِ شروقَ ابتسامتك و تغيبُ عنيّ مِن كُثر الشوقِ أحاسيسي يتدَلى الليلُ في جبروتهِ باهتاً و يُطفئُ الإنتظارُ فوانيسي " يمنع الإقتباس أو السرقة "