[25]

669 96 31
                                    

دبّ نشاطٌ محمومٌ في المقهى صبيحة يومِ الإثنين، كان ذلك يومَ الإفتتاح المنتظر، لم تكُن شمسُ بداية أبريل قد أشرقت بعدُ حين ولجت ايمي المكانَ رفقة والدتها،صحيحٌ أن الساعةَ لم تكن قد وصلت الخامسةَ بعد لكنهما ارتأيتا أنهُ من المستحسنِ البدءُ باكراً لإتمام جميع العمل و التجهيزات

كانت شرائطُ الزينةِ و البالونات الغير منفوخة موضوعةً على إحدى الطاولات إضافة إلى أكياسٍ ضخمة من الأكواب و الأطباق البلاستيكية.

كانت السيدةُ ماري قد نظّفت المقهى جيّدا بالأمس و لم تسمح لإيمي بمساعدتها البتّة لأن قدمها لم تكن قد تحسنت تماما و عوض ذلك فضّلت أن تنالَ قسطاً كافياً من الراحة لأنها بالفعلِ ستبذلُ جهداً كبيراً يوم الإفتتاح

كانت تبدو هادئةً بشكلٍ غريب في تحركاتها و كلّ ما يتعلّق بها، ذلك ما لم يخفى على والدتها مطلقاً لكنّها حاولت تجاهل الأمر كي لا تعكّر صفوَ هذا اليوم المميز.

علّقت شرائطَ الزينةِ الملونة بإتقان ثم انتقلت لنفخِ البالونات رغمَ تعليقِ أمّها الساخرِ بأن تحذرَ من أن تنفخَ روحها في أحدها فهي في النهاية ذاتُ جسدٍ نحيل لا يحوي ما يكفيها من الهواء حتّى

مسحةٌ حمراءُ لطيفةٌ عادت لتسود وجهها مع استمرار والدتها في بثّ الحيوية في الأرجاء و تحركاتها الرشيقة، كانت تذكّرها كلّ حينٍ أن جميع أصدقائها سيكونون هنا و سيكون يومًا تاريخيا.ابتسمت الشابّة بعد تفكيرها في الأمر، ربّما كان ينبغي عليها إظهارُ حماسٍ أكبر.

انشغلت ماري بترتيب صواني الحلوى على الواجهة الزجاجية رفقة بعضِ الشطائرِ المالحة المتنوّعة.

كان كيفن قد تكفّل منذ أيامٍ بمهمة الترويجِ للإفتتاح بأن تحدّث عنهُ في عديد صفحاتِ التواصل الإجتماعي، رغم أن ماري لم تكن واثقة جدّا من الأمر لكنّ إصرارَ الشابّ جعلها توافق،في الأصل لم يكن هناك سبب واضحٌ لترفضَ بما أن الأمرَ يصبّ في صالحِ المقهى.

حينَ فرغت الإثنتان من عملهما و ألقتا نظرة شاملة على المكان امتلأت صدورهما براحة لا توصف، الرسومات الجدارية، الهالاتُ الخافتةُ التي كانت تبثّها الطاولات و الشرائطُ المبهرجةُ التي أضفت لمسةً مكمّلة، كلّها كانت متناسقةً بشكلٍ جميل يستثيرُ عديد المشاعر.

بينما كانت ايمي غارقةً في التأمل في إحدى لوحات جيون الغريبة لمحت طيفاً قد وقفَ أمام واجهة المقهى، ابتسامةٌ واسعةٌ شقّت وجهها قبل أن تمدّ الخطى بإتجاه الباب. توقّفت عند العتبة ثم أمالت رأسها بلطفٍ و هي لا تزالُ تبتسم.

" كيف تبدو الواجهةُ الجديدة؟ "

" هذا ما أسمّيه " مقهى السعادة" بالفعل! "

مقهى السعادة(مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن